الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: نسبية الرؤية بين الواقع والعالم الافتراضي 

يونس التايب: نسبية الرؤية بين الواقع والعالم الافتراضي  يونس التايب
من الناحية النظرية، هنالك اتفاق على أن العصر الرقمي، بما يميزه من ثورة غير مسبوقة في تكنولوجيا المعلومات، يتيح حرية رأي غير مسبوقة للأفراد و المؤسسات. كما يتيح فرصا كبيرة لبناء جسور تقرب الناس من واقعهم بمعزل عن المكان و الزمن، أو على الأقل تقربهم من بعض زوايا النظر إلى ذلك الواقع و حقائقه، و المؤسسات الفاعلة فيه. 
 
و يشترط لذلك، تعزيز إرادة الانفتاح المؤسساتي، و وضع استراتيجيات دقيقة للتأهيل الرقمي و التواصل، بالإرتكاز على مبدأ الإشراك و المشاركة، انطلاقا من مرحلة التشخيص، إلى مرحلة هندسة الحلول و السياسات، ثم تنزيل البرامج، وصولا إلى تتبعها و تقييمها. 
 
وفي تلك الديناميكية، يتعين الانتباه إلى خطورة المساحات "الرمادية/الضبابية" التي تعيق الرؤية في محطات مختلفة، بسبب هوامش حرية الرأي المفتوحة على نطاق واسع، و إمكانية التنقل بين هذا الرأي و ذاك، و تغيير هذه المنصة التواصلية بتلك، دون ضوابط محددة تؤطر السير العام أو ترتب الأولويات و المواضيع و المحاور، يمكن أن تساعد في تنسيق الخطى. 
 
بشكل عام، من المهم جدا أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أنه، بين العالم "الافتراضي" و العالم "الواقعي"، توجد تحديات كبيرة تعكسها معطيات الأرض و حقائقها المتنوعة و المتغيرة و المعقدة، التي تعزز النسبية على مستويات متعددة منها :
- النية.
- المبتغى.
- الحافز.
- الصدقية.
- الشمولية. 
- الدقة. 
- العقلانية.
- الأولوية.
- القابلية.
- الفعلية. 
- الراهنية.
- المآل.
 
و بكل تأكيد، كلما تعدد الفاعلون في الحقلين الافتراضي و الواقعي، و تنوعت انتماءاتهم و منطلقاتهم و مرجعياتهم، تختلف مصالحهم و مراميهم. و يكون لذلك أثر على ازدياد حدة النسبية التي أشرت إليها أعلاه، و اتساع الهوة بين الحقلين و بين من يتحركون فيهما، أو بينهما. 
 
و لعل عدم استيعاب هذه الأمور جيدا، من طرف كل الفاعلين، و خاصة المتنقلين بين طموحات العوالم الافتراضية و ضغط إكراهات الواقع، سيزيد من حدة الجدل العقيم الذي يؤجج الانفعالات و ينوع المتاهات، و يبعدنا عن تحقيق أهداف استراتيجية، أفترض أن الجميع يتفق حولها رغم اختلاف تقديرنا لطريقة بلوغها و ترتيب الأولويات لتحقيق ذلك. وأقصد بالأهداف الاستراتيجية، أساسا :
- قدسية حماية السفينة الواحدة المشتركة، في وجه الأمواج العاتية و المتربصين و الأعداء ؛ 
- تحقيق أكبر نفع لا مادي و مادي للبلاد و للعباد ؛
- استعجالية تعزيز جسور الثقة و إشاعة الأمل لكونه ضرورة مجتمعية استراتيجية ؛
- حتمية التأهيل الشامل لكل ما يستوجب ذلك في تدبير واقع الناس؛
- تحقيق أقصى المتاح، الممكن و المعقول، من طموحات تنبعث من التواصل الافتراضي و الواقعي.
و ... #سالات_الهضرة 
#المغرب_كبير_على_العابثين