الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

بوصوف: القرار الملكي بتشكيل هيئات الطائفة اليهودية فرصة أخرى من "أجل مغربة متقاسمة"

بوصوف: القرار الملكي بتشكيل هيئات الطائفة اليهودية فرصة أخرى من "أجل مغربة متقاسمة" عبد الله بوصوف

على هامش أعمال المجلس الوزاري بالقصر الملكي بالرباط، الذي ترأسه الملك محمد السادس، يوم الأربعاء 13 يوليوز 2022، الخاص بإعداد تنظيم الطائفة اليهودية المغربية، وإحداث لجنة اليهود المغاربة بالخارج... وفي إطار تعزيز مشاركة اليهود المغاربة بالخارج في الارتباط المكين بالهوية المغربية الغنية بكل روافدها الدستورية...

 

في هذا السياق تعيد "أنفاس بريس" استحضار كلمة عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، التي كان قد ألقاها خلال افتتاح اللقاء/ المؤتمر الذي نظمه المجلس بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب يومي 12 و13 نونبر 2018 بمراكش تحت شعار (اليهود المغاربة من أجل مغربة متقاسمة)...

وعبر خلالها بوصوف عن سعادته لنجاح هذا الرهان المتمثل في جمع ما كان متفرقا لهذا العدد المهم من اليهود المغاربة عبر العالم الذين استجابوا للدعوة، وبرر الأمين العام ذلك أولا باعتباره كمسؤول عن مؤسسة تعنى بالجالية المغربية في الخارج بمختلف مكوناتها، وثانيا لكونه فاعلا في قضايا الهجرة وحوار الثقافات لأزيد من عقدين في أوروبا.

كما دعا بوصوف في نفس الوقت اليهود المغاربة والمسلمين إلى الدفاع عن قيم السلام والعيش المشترك عبر العالم   موضحا «أن اليهود المغاربة يمكنهم أن يكونوا رافعة للسلم في الشرق الأوسط. وما عشناه في هذا الملتقى يظهر أنه بإمكاننا جميعا وبشكل موحد أن نقود سفينة الإنسانية إلى بر الأمان من خلال تعزيز الحوار بين الديانات السماوية خاصة بين الإسلام واليهودية لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا».

وقال المتحدث "كلما سمحت لي الفرصة إن أتحدث عن اليهود المغاربة فإنني أسمح لنفسي بأن أتحدث عن مرحلة ما بعد التعايش التي ربما ينادي بها الناس عبر العالم الذي أصبحنا نعيش فيه في ظل التوجسات والمخاوف وبالتشنجات الهوياتية والحروب والإرهاب وبالكراهية في بعض الأحيان والتطرف والراديكالية  بحيث بات أقصى ما يتمناه الإنسان هو أن يصل إلى أن يضمن عيشا مشتركا مع الآخر،، لكن يسجل بوصوف أن المسلمين واليهود في المغرب قد تجاوزوا مرحلة العيش المشترك ،،ويمكن هنا أن نتحدث عن الخصوصية المغربية وعن إبداع مغربي مجتمعي توافقي حيث يعيش اليهود والمسلمون إلى جوار بعضهم في وئام وانسجام وتماه، مختلطين في الصناعات والحرف وفي التجارة وفي الفنون والطبخ واللباس إلخ، ويشكلون بذلك كتلة واحدة لا يمكن أن نفرق بينهم،، والاختلاف أن صح التعبير أو الخلاف الموجود هو فقط ، في الطريقة التعبدية لكل واحد منهم، ولهذا فالملاح الذي نعرفه جميعا لا يعني أن اليهود كانوا يعيشون على هوامش المدن بقدر ما يمثل ذلك أن المغرب كان قد أبدع طريقة لتدبير المجال الحضري داخل مدنه ،وكانت الحياة اليومية مشتركة نهارا بين اليهود والمسلمين ،ولكن العبادات الليلية التي تتطلب الخلوة،، كل واحد كان يعيشها في حيه بدون أن يزعج الآخرين وهذا نوع من التدبير المجالي للمدينة المغربية.

وأكد بوصوف، من جهة أخرى، على الدور المركزي الذي يلعبه الحوار الصريح والمبني على أسس علمية في إطار من الاحترام ومن دون خلفيات وأحكام مسبقة حول الأخر، في بناء جسور التواصل وتقريب وجهات النظر ونزع الخوف.

وعبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عن ترحيبه مع مقترح سيرج بيرديكو القاضي بمأسسة هذا اللقاء حول اليهود المغاربة، مبرزا على أن مجلس الجالية له واجب مرافقة هذا المشروع كإطار مسهل ومساهم، ومبلور لأراء استشارية لتجويد السياسات العمومية بما يتلاءم مع انتظارات الجالية اليهودية في العالم، على اعتبار أن الدستور المغربي جعل من الرافد العبري مكونا للهوية المغربية، وهو ما يجب أن ينعكس على السياسات العمومية الهادفة إلى حفظ مكانة اليهود المغاربة في العالم.

ليختم بوصوف مداخلته بالدعوة إلى تبني المشاريع المستخلصة من لقاء/ مؤتمر مراكش 2018 من طرف المؤسسات الوطنية كل بحسب اختصاصه مشيرا إلى استعداد مجلس الجالية المغربية بالخارج لتعميق التعاون مع المؤسسات التي ينضوي تحتها اليهود المغاربة في بلدان الإقامة للمحافظة على الحوار الدائم بين المغرب وجاليته عبر العالم وتأكيد الاستثناء المغربي، كواقع وحقيقة تاريخية...