الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الخنبوبي: الأحزاب تحولت إلى منبر للدفاع عن مصالح لوبيات مالية واقتصادية

الخنبوبي: الأحزاب تحولت إلى منبر للدفاع عن مصالح لوبيات مالية واقتصادية أحمد الخنبوبي

في هذا الحوار يتحدث الدكتور أحمد الخنبوبي، الباحث الجامعي في العلوم السّياسية، كيف أن الأحزاب تحولت إلى منبر للدفاع عن مصالح لوبيات مالية واقتصادية. ويضيف مدير مجلة "أدليس" للدراسات والأبحاث، في حوار مع "أنفاس بريس"، أن الشعب لن يبقى مكتوف الأيدي للدفاع عن مصالح وانتظاراته والتعبير عن مشاكله، وهو ما تجلى في تأسيس التنسيقيات من قبيل مناهضة الغلاء وغيرها..

 

+ تعيش جل أحزاب الأغلبية كما المعارضة في المغرب صراعات داخلية، من اليمين إلى اليسار، مما جعلها تنشغل عن الاهتمام بالشأن العام وتأطير المواطن، ما قراءتك لهذا الوضع؟

- عندما نتحدث عن مشكل الصراعات الداخلية داخل الأحزاب السياسية ولفهم هذا المشكل أعمق بكثير، يدفعنا إلى طرح تساؤل حول تاريخ الأحزاب السياسية والأهداف التي تأسست من أجل تلك الأحزاب. المشكل لا يرتبط فقط بالمغرب، وهاته المشاكل تحدث في كل الأحزاب السياسية في العالم، وعندما تأسست الفكرة الحزبية تأسست لتدافع عن مصالح فئات معينة من المواطنين وتعبر عن أفكارهم وتوجهاتهم وتهدف إلى الوصول للسلطة من أجل تطبيق هاته الأفكار.

لكن ما حصل بعد ظهور الأحزاب سيطرت عليها بعض اللّوبيات وبعض شبكات المصالح المالية والاقتصادية والتجارية التي هي خارج الأحزاب، وهاته اللّوبيات حاولت السيطرة على الأحزاب، وبالتالي الأحزاب لا تعبر عن رأيها وذاتها، وإنما هي تعمل لصالح هذه اللّوبيات التي لا تظهر، تعمل في الخفاء وتحرك الآلية الحزبية.

وبالتالي فأصل كل هذه الصراعات هي مثل هاته الأشياء، لأننا عندما نتعمق في مثل الصراعات.

وهناك فكرة للراحل المهدي المنجزة بأن عددا من المؤسسات السياسية (البرلمان والأحزاب السياسية معارضة وأغلبية) بأنها كلها متوارثة عن قرنين من الزمان. وبالتالي هل هاته المؤسسات التي كانت صالحة في قرون سابقة أن تكون صالحة اليوم؟

هذه المؤسسات لم تعد صالحة اليوم، فلا تقوم بأدوارها، والمجتمع تعقد وتطور وتغير. وبالتالي لا تقوم بالأدوار التي ينبغي أن تباشرها اليوم في الأساس.

 

+ هذا العقل العام الحزبي في الأغلبية والمعارضة بدل أن ينصرف للاهتمام والتصدي للشأن العام انصرف لتصريف صراعاته الداخلية. من سيدافع عن قضايا الشعب المغربي ويبتكر الحلول لمواجهة آلامه؟

- فعلا، صارت عدد من المؤسسات شكلية، من البرلمان إلى الأحزاب السياسية التي لا يعبر عن هموم الناس وأفكار الشباب وتطلعاتهم والفئات المهمشة. المجتمع تغير كثيرا وتعقد كثيرا.

في نظري، الأحزاب السياسية بمفهومها التقليدي ستصير ميتة، فقط مسألة وقت. ستبقى مثل القواقع الفارغة تسميات، ولن تقوم بدورها الحقيقي.

الفكرة السياسية والأفكار السياسية لن تموت، لكن من سيموت هو الأحزاب السياسية بمفهومها التقليدي.

بالنسبة لمصالح المواطنين وهمومهم، هو أن الشعب لا ينبغي أن يبقى مكتوف الأيدي للدفاع عن مصالح وانتظاراته والتعبير عن مشاكله.

واليوم خرجت تنسيقيات للدفاع عن كذا وكذا، وحركات احتجاجية وشبكات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ما يمكن أن يشكل بدائل للأحزاب السياسية للتعبير عن مواقف الناس وهمومهم وتطلعاتهم.

وبالتالي تلك الأفكار السياسية الفضفاضة العامة لن تكون مجدية وصالحة. وسيكون مجديا كل من يعاني من مشاكل معينة أن يؤطر نفسه ويعبر عن آراءه من خلال نوع التدافع السياسي والاجتماعي بديلا لما تشهده الأحزاب السياسية اليوم.

 

+ ما المطلوب لتجاوز هاته الوضعية الحزبية التي أفقدت العمل السياسي نبله، ورسالته في تأطير المواطن والبحث عن حلول مبتكرة لتنمية المغرب وكسب رهاناته؟

- أؤكد لك مجددا أن الفكرة السياسية لن تموت. وبدأ المواطن في تشكيل نوع من البدائل السياسية. وما حدث في حراك الريف من مطالب اجتماعية. وهو أسلوب بغض النظر عن كونه إيجابي أو سلبي من أجل الدفاع عن مطالبهم.

وعندما نرى تنسيقيات للدفاع عن الأرض (أكال) مثلا، هي نوع عن التعبير السياسي، بعدما ملوا من تقاعس الأحزاب والمنتخبين والحكومة في الدفاع عن مطالبهم وانتظارات طالت ومصالح ضاعت على مستوى الدواوير والجماعات بسبب انتزاع أراضيهم التي انتزعت واستغلت دونما وجه حق.

هاته التنسيقيات تشكل وجها من البدائل التي التجأ إليها المواطن من أجل الدفاع عن مصالحه كبديل في ظل الفراغ الذي تركته الأحزاب السياسية في المجتمع...