بمبادرة محفزة ومشجعة من طرف عمادة الكلية متعددة التخصصات بأسفي لطلبة هذه المؤسسة ، تمت يوم 02 يوليوز 2022 برحاب الكلية المذكورة ، مناقشة أطروحة جامعية لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية تقدم بها الطالب الباحث رضوان تاشفين تحت عنوان : " سؤال الدولة المدنية في دول المغرب الكبير ـ دراسة مقارنة ، تحت إشراف الدكتور عبد اللطيف بكور، وأمام لجنة للمناقشة مكونة من الأساتذة : الدكتور ادريس لكريني ، رئيسا ومقررا
الدكتور عبد اللطيف بكور ، مشرفا
الدكتوراة نجاة العماري ، عضوا ومقررا
الدكتوراة حسنة كيجي ، عضوا ومقررا
الدكتور سعيد خمري ، عضوا
الدكتور مصطفى الصوفي عضوا
وبعد مناقشة جادة ومستفيضة ، تلتها ردود الطالب الباحث ، أعلنت لجنة المناقشة عن نيل الطالب السيد رمضان تاشفين درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا .
تهدف هذه الأطروحة إلى تناول مفهوم الدولة المدنية في المغرب العربي الكبير بالتحليل والتفصيل في أصوله الفكرية والسياسية ، ودراسة ومساءلة مفهوم “الدولة المدنية” باعتباره موضوعا ذو طابع سجالي في هذه الرقعة من الوطن العربي خصوصا بعد انطلاق موجات انتفاضات الربيع العربي ، ذلك أن ما شهدته مجموعة من الدول من حراك اجتماعي ، شكّل لحظة تاریخیة فارقة في الوعي الجمعي، أعادت طرح قضية الدولة الوطنية وسبل الارتقاء بها إلى مستوى الدولة المدنية التي تتوفر فيها مواصفات دولة الحق والقانون . وبخصوص قضية الدولة المدنية، فإن المصطلح قد تمّ تداوله بقوة بعد الحَراك الاجتماعي سواء من خلال تعبير الشعوب عَبره عن تطلعاتها لتحقيق تغيير سياسي حقيقي نحو الديمقراطية والحكم المدني ، أو من خلال محاولة النخب السياسية المختلفة .
ومن الأسئلة التي تم طرحها أثناء المناقشة والمتعلقة بموضوع الدولة المدنية ، ما هي الدولة المدنية ؟ وما هي مقوماتها النظرية والعملية؟ وهل من الممكن أن تقوم دولة مدنية بكل مقوماتها الحقوقية والديمقراطية في مجتمع المغرب العربي الكبير ؟ وهل حقق الحراك العربي في بلدان المغرب الكبير انتقالا سلميا نحو ترسيخ الدولة المدنية؟.. ثم ما هي المؤشرات السياسية والدستورية التي توحي ببداية تأسيس وبناء الدولة المدنية بالمغرب الكبير ؟
وفي إطار سياق هذا البحث وأهميته وأهدافه ، ذكر الباحث السيد رضوان تاشفين :
ـ عدم الاقتصار على الجانب النظري الأكاديمي للموضوع بل دراسة الواقع وقياسه من زاوية عملية .
ـ الصيرورة التاريخية لأهم الأحداث والوقائع التي مست جوهر الدولة الحديثة بالمغرب الكبير ، وكذلك ما حصل بعد الحراك المغاربي من تفاعلات جديدة وتوافقات بين مختلف الفواعل السياسية والمدنية وأهم مخرجات هذه التوافقات حول الدولة المدنية ، ويطرح التساؤل حول مدى تأسيس وبناء " الدولة المدنية " التي نادت بها الجماهير المغاربية .
ـ واقع التجارب الدستورية بعد الحراك بالمغرب الكبير ، وتقييمها من حيث المؤثرات التي تظهر واقع الدولة الدولة المدنية . ومن هنا كانت أهداف هذا البحث كالتالي :
ـ دراسة مفهوم " الدولة المدنية " وبيان أهم محدداته دراسة موضوعية ، لوضعه في الإطار الأكاديمي السليم بعيدا عن الخلفيات السياسية والثقافية التي تتجاذب حوله .
ـ إبراز المشترك السياسي والديني والثقافي بين دول المغرب الكبير الذي أدى بجماهير الحراك المغاربي إلى المناداة بإقامة " الدولة المدنية " في كل من تونس والمغرب والجزائر .
ـ مواكبة الأحداث والوقائع السياسية بعد الحراك المغاربي التي جرت بين مختلف الفواعل السياسية والمدنية حول أجرأة مفهوم الدولة المدنية في دساتير الحراك في قالب منهجي لا يخلو من التحليل والمناقشة ، وذلك لقياس المؤثرات الخاصة بالطابع المدني للدولة .
وعن الجوانب المنهجية لهذا البحث ، قدم الباحث مجموعة من التساؤلات ، نذكر منها :
ما هي الجوانب القانونية والسياسية الحاكمة للدولة في التجربة الغربية ؟ وكيف تم التنظير للدولة في التجربة الإسلامية ؟ وما هي محددات الدولة المدنية ؟ ثم كيف تم التمازج بين المرجعيات الغربية والإسلامية الحاكمة للدولة في دول المغرب الكبير بعد الاستقلال ؟ وهل هناك مشاريع تحملها الفواعل السياسية والمدنية لبناء الدولة المدنية ؟ ثم هل تؤثر دساتير الحراك على البداية الفعلية لبناء الدولة المدنية ؟ وما هي آفاق تشكل الدولة المدنية بالمغرب الكبير ؟ وللإجابة على كل هذه التساؤلات ، اعتمد الباحث على المنهج التكاملي موظفا في ذلك المنهج المقارن إضافة إلى المنهج الوصفي والمنهج التاريخي .
وهكذا قسم أطروحته إلى قسم أول تحدث فيه عن الدولة المدنية والمغرب الكبير، وذلك في إطار دراسة نظرية تمحورت في فصلين اثنين ، خصص الفصل الأول للحديث عن الدولة في التجربة الغربية والإسلامية ضمن مبحثين ، الأول حول الدولة في التجربة الغربية ، والثاني حول الدولة في التجربة الإسلامية .. كما تضمن الفصل الثاني الحديث عن المغرب الكبير والدولة المدنية ضمن مبحثين أيضا ، خصص الأول للمغرب الكبير والثاني للدولة المدنية . وبعد تقديم الخلاصات المتوصل إليها حول الدولة في التجربتين الإسلامية والغربية ، خصص القسم الثاني للحديث عن الدولة المدنية في المغرب الكبير ، الواقع والآفاق ، حيث تناول في الفصل الأول الحديث عن الدولة في المغرب الكبير، وذلك في إطار مقاربة سوسيو سياسية ضمن مبحثين اثنين ، تناول في الأول الدولة في المغرب الكبير ، النشأة والتحديث وشرعية الحكم ، كما تناول في المبحث الثاني أوضاع المجتمع والدولة المدنية لدول المغرب الكبير قبل الحراك الاجتماعي ..
الدكتور عبد اللطيف بكور ، مشرفا
الدكتوراة نجاة العماري ، عضوا ومقررا
الدكتوراة حسنة كيجي ، عضوا ومقررا
الدكتور سعيد خمري ، عضوا
الدكتور مصطفى الصوفي عضوا
وبعد مناقشة جادة ومستفيضة ، تلتها ردود الطالب الباحث ، أعلنت لجنة المناقشة عن نيل الطالب السيد رمضان تاشفين درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا .
تهدف هذه الأطروحة إلى تناول مفهوم الدولة المدنية في المغرب العربي الكبير بالتحليل والتفصيل في أصوله الفكرية والسياسية ، ودراسة ومساءلة مفهوم “الدولة المدنية” باعتباره موضوعا ذو طابع سجالي في هذه الرقعة من الوطن العربي خصوصا بعد انطلاق موجات انتفاضات الربيع العربي ، ذلك أن ما شهدته مجموعة من الدول من حراك اجتماعي ، شكّل لحظة تاریخیة فارقة في الوعي الجمعي، أعادت طرح قضية الدولة الوطنية وسبل الارتقاء بها إلى مستوى الدولة المدنية التي تتوفر فيها مواصفات دولة الحق والقانون . وبخصوص قضية الدولة المدنية، فإن المصطلح قد تمّ تداوله بقوة بعد الحَراك الاجتماعي سواء من خلال تعبير الشعوب عَبره عن تطلعاتها لتحقيق تغيير سياسي حقيقي نحو الديمقراطية والحكم المدني ، أو من خلال محاولة النخب السياسية المختلفة .
ومن الأسئلة التي تم طرحها أثناء المناقشة والمتعلقة بموضوع الدولة المدنية ، ما هي الدولة المدنية ؟ وما هي مقوماتها النظرية والعملية؟ وهل من الممكن أن تقوم دولة مدنية بكل مقوماتها الحقوقية والديمقراطية في مجتمع المغرب العربي الكبير ؟ وهل حقق الحراك العربي في بلدان المغرب الكبير انتقالا سلميا نحو ترسيخ الدولة المدنية؟.. ثم ما هي المؤشرات السياسية والدستورية التي توحي ببداية تأسيس وبناء الدولة المدنية بالمغرب الكبير ؟
وفي إطار سياق هذا البحث وأهميته وأهدافه ، ذكر الباحث السيد رضوان تاشفين :
ـ عدم الاقتصار على الجانب النظري الأكاديمي للموضوع بل دراسة الواقع وقياسه من زاوية عملية .
ـ الصيرورة التاريخية لأهم الأحداث والوقائع التي مست جوهر الدولة الحديثة بالمغرب الكبير ، وكذلك ما حصل بعد الحراك المغاربي من تفاعلات جديدة وتوافقات بين مختلف الفواعل السياسية والمدنية وأهم مخرجات هذه التوافقات حول الدولة المدنية ، ويطرح التساؤل حول مدى تأسيس وبناء " الدولة المدنية " التي نادت بها الجماهير المغاربية .
ـ واقع التجارب الدستورية بعد الحراك بالمغرب الكبير ، وتقييمها من حيث المؤثرات التي تظهر واقع الدولة الدولة المدنية . ومن هنا كانت أهداف هذا البحث كالتالي :
ـ دراسة مفهوم " الدولة المدنية " وبيان أهم محدداته دراسة موضوعية ، لوضعه في الإطار الأكاديمي السليم بعيدا عن الخلفيات السياسية والثقافية التي تتجاذب حوله .
ـ إبراز المشترك السياسي والديني والثقافي بين دول المغرب الكبير الذي أدى بجماهير الحراك المغاربي إلى المناداة بإقامة " الدولة المدنية " في كل من تونس والمغرب والجزائر .
ـ مواكبة الأحداث والوقائع السياسية بعد الحراك المغاربي التي جرت بين مختلف الفواعل السياسية والمدنية حول أجرأة مفهوم الدولة المدنية في دساتير الحراك في قالب منهجي لا يخلو من التحليل والمناقشة ، وذلك لقياس المؤثرات الخاصة بالطابع المدني للدولة .
وعن الجوانب المنهجية لهذا البحث ، قدم الباحث مجموعة من التساؤلات ، نذكر منها :
ما هي الجوانب القانونية والسياسية الحاكمة للدولة في التجربة الغربية ؟ وكيف تم التنظير للدولة في التجربة الإسلامية ؟ وما هي محددات الدولة المدنية ؟ ثم كيف تم التمازج بين المرجعيات الغربية والإسلامية الحاكمة للدولة في دول المغرب الكبير بعد الاستقلال ؟ وهل هناك مشاريع تحملها الفواعل السياسية والمدنية لبناء الدولة المدنية ؟ ثم هل تؤثر دساتير الحراك على البداية الفعلية لبناء الدولة المدنية ؟ وما هي آفاق تشكل الدولة المدنية بالمغرب الكبير ؟ وللإجابة على كل هذه التساؤلات ، اعتمد الباحث على المنهج التكاملي موظفا في ذلك المنهج المقارن إضافة إلى المنهج الوصفي والمنهج التاريخي .
وهكذا قسم أطروحته إلى قسم أول تحدث فيه عن الدولة المدنية والمغرب الكبير، وذلك في إطار دراسة نظرية تمحورت في فصلين اثنين ، خصص الفصل الأول للحديث عن الدولة في التجربة الغربية والإسلامية ضمن مبحثين ، الأول حول الدولة في التجربة الغربية ، والثاني حول الدولة في التجربة الإسلامية .. كما تضمن الفصل الثاني الحديث عن المغرب الكبير والدولة المدنية ضمن مبحثين أيضا ، خصص الأول للمغرب الكبير والثاني للدولة المدنية . وبعد تقديم الخلاصات المتوصل إليها حول الدولة في التجربتين الإسلامية والغربية ، خصص القسم الثاني للحديث عن الدولة المدنية في المغرب الكبير ، الواقع والآفاق ، حيث تناول في الفصل الأول الحديث عن الدولة في المغرب الكبير، وذلك في إطار مقاربة سوسيو سياسية ضمن مبحثين اثنين ، تناول في الأول الدولة في المغرب الكبير ، النشأة والتحديث وشرعية الحكم ، كما تناول في المبحث الثاني أوضاع المجتمع والدولة المدنية لدول المغرب الكبير قبل الحراك الاجتماعي ..
أما الفصل الثاني من هذا القسم ، فخصصه للحديث عن آفاق بناء الدولة المدنية في دول المغرب الكبير بعد الحراك الاجتماعي .. وفي هذا السياق ، تناول في المبحث الأول الثابت والمتحول في الفاعل السياسي والمدني وعلاقته بالدولة المدنية على ضوء الحراك المغاربي .. بينما تناول في المبحث الثاني من هذا الفصل ، الهندسة الدستورية لأهم ميادين الدولة المدنية في دساتير الحراك المغاربي.
وهكذا ، توصل الطالب الباحث إلى مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات المتمثلة أساسا في أن سؤال الدولة المدنية في دول المغرب الكبير ، سيبقى سؤالا يفرض نفسه على جميع الباحثين والمتخصصين في جميع الحقول المعرفية ، حيث إن هذه المنطقة المغاربية ما تزال تعرف عدة أحداث ووقائع اجتماعية وسياسية حتى وقتنا الراهن . فتونس على سبيل المثال عاشت خلال هذا الشهر وما تزال تعيش على إصلاحات دستورية عميقة شملت جميع المجالات ومؤسسات الدولة ، وهو الأمر الذي يجعل ـ كما قال الطالب الباحث ـ في خلاصاته أن هذا الموضوع يصعب الحسم في الإجابة عن الإشكالية المطروحة في الموضوع ، وكذلك الإجابة على الفرضيات التي قام عليها مشروع الأطروحة ، كما أن الخلاصة التي توصل إليها ، هو أن سؤال الدولة المدنية سؤال لا يهم فقط الباحث في العلوم القانونية ، وإنما يهم أيضا كافة الباحثين في مختلف التخصصات الأخرى .