هذا الكتاب "غناء العيطة " للأستاذ حسن نجمي واحد من أهم الكتب التي تُزين مكتبتي المتواضعة وتًضيف إليها قيمة.
غناء العيطة جاء في تعريف لهُ :
" غناء العيطة هو أحد أشكال الغناء الشعبي المغربي الأصيل، يتميز بطابعه التراثي المرتبط بالبادية المغربية، ويجمع بين الشعر والزجل والموسيقى في تعبير جماعي قوي عن الهوية، والحياة اليومية، والمقاومة، والعاطفة .
" العيطة " في اللغة تعني ( النداء" أو "الصياح) ، وغناء العيطة هو نداء شعري وغنائي ينبع من أعماق البادية المغربية، ويُؤدى بأسلوب تعبيري قوي من طرف فرق غنائية تقودها امرأة تُدعى "الشيخة"، ويُرافقها رجال يُعرفون بـ"العبيدة" أو "الكيّافة " .
بهذا التعريفُ وعلى ضوءهِ يتمكن القارئ العادي أو ذا الإختصاص أن يمضي مُلماً ومستمتعاً في بحث أكاديمي وإحترافي قام بهِ باحث وكاتب وإعلامي مغربي ليؤصل ويُرسخ علمياً لفن تراثي مغربي أصيل ربما لم ينل حقه أو جرى تهميشهِ في لُجي العصرنة التي تكادُ بل و تهتمُ بمحوهِ من الذاكرة الهوية الوطنية لكل بلدٍ ولكن حُراسُ الهوية الوطنية في كل بلد عربي من أمثال كاتبنا حسن نجمي يتصدون بقوة من خلال الدراسة والإبحاث العلمية الأكاديمية والنشر دوراً هاماً في خلق تواصل دائم ومُستمر بين الأجيال حتى تبقى هوية المواطن هي هوية الوطن .
الكتاب من خلال عناوين فصولهِ يؤكد جهد الكاتب البحثي النظري والعملي وهو كتاب مرجعي بحق حيث تبلغ صفحاتهِ اكثر من 380 صفحة مدعومة بصور وثائقية لرواد هذا الفن والشخصيات المؤثرة والتي من بينها شخصيات تحملُ لقب البطولة القومية في مواجهة الاحتلال الفرنسي .
أمثال " الشيخة خربوشة: أشهر أيقونة في العيطة، وقفت شعريًا ضد الظلم
الشيخة الزهوانية، الحاجة الحمداوية، ثريا قدريًا " .
وقبل أن نمضي في إستعراض عناوين الكتاب نتوقف بتعريفٍ قصير بالكاتب :
ا. حسن نجمي
" هو شاعر، باحث، وإعلامي مغربي بارز، يُعد من الوجوه الثقافية المعروفة في المغرب والوطن العربي، وله إسهامات غنية ومتنوعة في مجالات الشعر، الدراسات الأنثروبولوجية، الإعلام الثقافي، والبحث الأكاديمي في التراث الشفهي المغربي، خاصة في مجال فن العيطة، الذي أفرد له أحد أشهر كتبه " .
عناوين ومضامين الكتاب :
الفصل الأول: في المعنى والذاكرة :
يوضح أن "العيطة" تعني النداء أو الصيحة
نشأت في البوادي المغربية وتطورت كفن شفهي يرتبط بالحرب، الرثاء، القبيلة، الحكي، والاستغاثة.
تمثل شكلًا من أشكال التعبير الشعبي المرتبط بالذاكرة الجماعية
الفصل الثاني: العيطة والهوية
العيطة هي صوت الأرض، تعبّر عن وجدان سكان البادية وهوية القبائل
نشأت في بيئة زراعية قبلية محافظة، ذات طابع ذكوري، رغم وجود نساء بارزات في هذا الفن
الفصل الثالث: العيطة والمقاومة والسياسة
كانت العيطة أداة مقاومة ضد الاستعمار، وخاصة من خلال العيطة الجبلية والحصباوية
استخدمت للتشفير والإشارة إلى رموز وطنية وأحداث نضالية
منع الاستعمار أداء بعض العيوط بسبب تأثيرها التعبوي والتحريضي
الفصل الرابع: البنية الشعرية للعيطة
تتميز بتركيبة شعرية ترتكز على الزجل والارتجال والتكرار
توظف لغة شعبية مشحونة بالعاطفة، وتتناول مواضيع الحب، الغربة، الفقد، والظلم
الفصل الخامس: العيطة والنوع الاجتماعي (الجندر - الجنس )
يناقش حضور المرأة كصوت غنائي ومصدر إبداع
يستعرض شخصيات مثل: الحاجة الحمداوية، حادة الزيدية، ثريا الشاوية.
لعبت النساء دورًا مهمًا في كسر القيود الاجتماعية من خلال الغناء
الفصل السادس: التحولات الحديثة للعيطة
يتابع انتقال العيطة من المجالس الشعبية إلى المسارح، الإذاعة، التسجيلات، والتلفزيون
يناقش تأثير السوق والعولمة على أصالة هذا الفن
يرصد التحولات التي شوهت بعض جوانبه الأصيلة مقابل طفرات تجارية
******
من هذا المحتوى ومن عناوين فصولهِ نُدرك أن كتاب "غناء العيطة" يُمثلُ فتحًا معرفيًا في دراسة الغناء الشعبي المغربي، حيث أعاد حسن نجمي الاعتبار لهذا اللون الغنائي بوصفه حاملًا لذاكرة جماعية، وأداة مقاومة، ومجالًا لتعبير الفئات الشعبية عن ذواتها .
وأن هذا الكتاب لا يُوثّق فحسب، بل يُنصف، ويمنح العيطة ما تستحقه من اهتمام أكاديمي وثقافي .
أهداف الكتاب
تفكيك خطاب العيطة وفهم بنيتها الشعرية
تأريخ للعيطة في بعدها الاجتماعي والسياسي
إبراز دور المرأة في هذا الفن، خصوصًا شخصية الشيخة
منهجية الكتاب
الكتاب يجمع بين التوثيق الميداني والتحليل الأكاديمي، مع استخدام أدوات من علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بالإضافة إلى حضور الحس الشعري للمؤلف.
أهم المحاور والمضامين
العيطة كذاكرة مغناة: تمثل صرخة ونداء جماعي
العلاقة بين العيطة والسلطة
دور المرأة وصورة الشيخة
البنية الشعرية والإيقاعية للعيطة
القيم الجمالية والمعرفية
يمنح الكتاب للعيطة بعدًا فنيًا وثقافيًا، جامعًا بين الشعر والتحليل، ومبرزًا أهميتها كجزء من الهوية المغربية
نقاط القوة
تحليل ثقافي معمق
معالجة منصفة لدور المرأة
لغة شاعرية سلسة
ملاحظات نقدية
يغلب الطابع التأملي أحيانًا على المنهج الأكاديمي
يركز على الرمزية أكثر من التقنية الموسيقية
يتطلب خلفية ثقافية مغربية لفهمه بعمق
خلاصة نقدية
يمثل الكتاب تجربة فريدة في إعادة الاعتبار للثقافة الشفوية المغربية، بلغة تجمع بين التوثيق والتحليل الجمالي، ويكشف عن القيمة الرمزية والاجتماعية لفن العيطة
" العيطة " في اللغة تعني ( النداء" أو "الصياح) ، وغناء العيطة هو نداء شعري وغنائي ينبع من أعماق البادية المغربية، ويُؤدى بأسلوب تعبيري قوي من طرف فرق غنائية تقودها امرأة تُدعى "الشيخة"، ويُرافقها رجال يُعرفون بـ"العبيدة" أو "الكيّافة " .
بهذا التعريفُ وعلى ضوءهِ يتمكن القارئ العادي أو ذا الإختصاص أن يمضي مُلماً ومستمتعاً في بحث أكاديمي وإحترافي قام بهِ باحث وكاتب وإعلامي مغربي ليؤصل ويُرسخ علمياً لفن تراثي مغربي أصيل ربما لم ينل حقه أو جرى تهميشهِ في لُجي العصرنة التي تكادُ بل و تهتمُ بمحوهِ من الذاكرة الهوية الوطنية لكل بلدٍ ولكن حُراسُ الهوية الوطنية في كل بلد عربي من أمثال كاتبنا حسن نجمي يتصدون بقوة من خلال الدراسة والإبحاث العلمية الأكاديمية والنشر دوراً هاماً في خلق تواصل دائم ومُستمر بين الأجيال حتى تبقى هوية المواطن هي هوية الوطن .
الكتاب من خلال عناوين فصولهِ يؤكد جهد الكاتب البحثي النظري والعملي وهو كتاب مرجعي بحق حيث تبلغ صفحاتهِ اكثر من 380 صفحة مدعومة بصور وثائقية لرواد هذا الفن والشخصيات المؤثرة والتي من بينها شخصيات تحملُ لقب البطولة القومية في مواجهة الاحتلال الفرنسي .
أمثال " الشيخة خربوشة: أشهر أيقونة في العيطة، وقفت شعريًا ضد الظلم
الشيخة الزهوانية، الحاجة الحمداوية، ثريا قدريًا " .
وقبل أن نمضي في إستعراض عناوين الكتاب نتوقف بتعريفٍ قصير بالكاتب :
ا. حسن نجمي
" هو شاعر، باحث، وإعلامي مغربي بارز، يُعد من الوجوه الثقافية المعروفة في المغرب والوطن العربي، وله إسهامات غنية ومتنوعة في مجالات الشعر، الدراسات الأنثروبولوجية، الإعلام الثقافي، والبحث الأكاديمي في التراث الشفهي المغربي، خاصة في مجال فن العيطة، الذي أفرد له أحد أشهر كتبه " .
عناوين ومضامين الكتاب :
الفصل الأول: في المعنى والذاكرة :
يوضح أن "العيطة" تعني النداء أو الصيحة
نشأت في البوادي المغربية وتطورت كفن شفهي يرتبط بالحرب، الرثاء، القبيلة، الحكي، والاستغاثة.
تمثل شكلًا من أشكال التعبير الشعبي المرتبط بالذاكرة الجماعية
الفصل الثاني: العيطة والهوية
العيطة هي صوت الأرض، تعبّر عن وجدان سكان البادية وهوية القبائل
نشأت في بيئة زراعية قبلية محافظة، ذات طابع ذكوري، رغم وجود نساء بارزات في هذا الفن
الفصل الثالث: العيطة والمقاومة والسياسة
كانت العيطة أداة مقاومة ضد الاستعمار، وخاصة من خلال العيطة الجبلية والحصباوية
استخدمت للتشفير والإشارة إلى رموز وطنية وأحداث نضالية
منع الاستعمار أداء بعض العيوط بسبب تأثيرها التعبوي والتحريضي
الفصل الرابع: البنية الشعرية للعيطة
تتميز بتركيبة شعرية ترتكز على الزجل والارتجال والتكرار
توظف لغة شعبية مشحونة بالعاطفة، وتتناول مواضيع الحب، الغربة، الفقد، والظلم
الفصل الخامس: العيطة والنوع الاجتماعي (الجندر - الجنس )
يناقش حضور المرأة كصوت غنائي ومصدر إبداع
يستعرض شخصيات مثل: الحاجة الحمداوية، حادة الزيدية، ثريا الشاوية.
لعبت النساء دورًا مهمًا في كسر القيود الاجتماعية من خلال الغناء
الفصل السادس: التحولات الحديثة للعيطة
يتابع انتقال العيطة من المجالس الشعبية إلى المسارح، الإذاعة، التسجيلات، والتلفزيون
يناقش تأثير السوق والعولمة على أصالة هذا الفن
يرصد التحولات التي شوهت بعض جوانبه الأصيلة مقابل طفرات تجارية
******
من هذا المحتوى ومن عناوين فصولهِ نُدرك أن كتاب "غناء العيطة" يُمثلُ فتحًا معرفيًا في دراسة الغناء الشعبي المغربي، حيث أعاد حسن نجمي الاعتبار لهذا اللون الغنائي بوصفه حاملًا لذاكرة جماعية، وأداة مقاومة، ومجالًا لتعبير الفئات الشعبية عن ذواتها .
وأن هذا الكتاب لا يُوثّق فحسب، بل يُنصف، ويمنح العيطة ما تستحقه من اهتمام أكاديمي وثقافي .
أهداف الكتاب
تفكيك خطاب العيطة وفهم بنيتها الشعرية
تأريخ للعيطة في بعدها الاجتماعي والسياسي
إبراز دور المرأة في هذا الفن، خصوصًا شخصية الشيخة
منهجية الكتاب
الكتاب يجمع بين التوثيق الميداني والتحليل الأكاديمي، مع استخدام أدوات من علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بالإضافة إلى حضور الحس الشعري للمؤلف.
أهم المحاور والمضامين
العيطة كذاكرة مغناة: تمثل صرخة ونداء جماعي
العلاقة بين العيطة والسلطة
دور المرأة وصورة الشيخة
البنية الشعرية والإيقاعية للعيطة
القيم الجمالية والمعرفية
يمنح الكتاب للعيطة بعدًا فنيًا وثقافيًا، جامعًا بين الشعر والتحليل، ومبرزًا أهميتها كجزء من الهوية المغربية
نقاط القوة
تحليل ثقافي معمق
معالجة منصفة لدور المرأة
لغة شاعرية سلسة
ملاحظات نقدية
يغلب الطابع التأملي أحيانًا على المنهج الأكاديمي
يركز على الرمزية أكثر من التقنية الموسيقية
يتطلب خلفية ثقافية مغربية لفهمه بعمق
خلاصة نقدية
يمثل الكتاب تجربة فريدة في إعادة الاعتبار للثقافة الشفوية المغربية، بلغة تجمع بين التوثيق والتحليل الجمالي، ويكشف عن القيمة الرمزية والاجتماعية لفن العيطة
ســيــد جــمــعــة، ناقد تشكيلي وأديب، مصر