منعم وحتي: "لَهْدِيَّة"..
كنت ابن السبع سنوات، حين انتابتني فجأة حالة هلع هستيرية وأنا أركض كفأر مذعور، لا ألوي على شيء، اقتفي أثر موكب عرس عائلة بالبلدة، وقد تجمد الدم في عروقي، تتسارع نبضات قلبي وكلي أتصبب عرقا؛ وكامل جسمي يرتجف رغم أن خطواتي تحاكي سرعة النمور.. لم تنفرج أسارير وجهي إلا حين لمحت "لَهْدِيَّة" على مرمى البصر، في كامل زينة حشدها البهي، لم أتمالك نفسي حين اختلط الرعب بالفرح وأنا أدنو من موكبها، اخترقت الجَمْعَ بسرعة البرق، وأنا أتخطى الصفوف ...