الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

بوحوت يدعو إلى عقد المناظرة الوطنية للسياحة لبلورة نموذج تنموي أكثر مرونة 

بوحوت يدعو إلى عقد المناظرة الوطنية للسياحة لبلورة نموذج تنموي أكثر مرونة  الزوبير بوحوت وفاطمة الزهراء عمور ، وزيرة السياحة
دعا الزوبير بوحوت، خبير في المجال السياحي وفاعل مهني في القطاع، إلى عقد المناظرة الوطنية للسياحة نهاية السنة الجارية أو بداية سنة 2023، من أجل الخروج بنموذج جديد للقطاع السياحي وتجديد رؤية 2020.

وذلك لدراسة أفاق المستقبل للقطاع مع المهنيين والفاعلين العموميين والخواص، واعتماد نموذج أكثر مرونة في أفق 2030، خصوصا أن سنة 2020 شهدت تراجعا ب80 في المائة في عدد الوافدين، مع تراجع 56 في المائة من مداخيل العملة الصعبة، من 78 مليار درهم سنة 2019 إلى 34 مليار درهم فقط سنة 2020 وحوالي 30 مليار درهم سنة 2021.
 
وأوضح بوحوت في تصريح ل "أنفاس بريس"، أنه منذ المناظرة الوطنية للسياحة الأولى المنعقدة سنة 2001 بمراكش إلى المناظرة العاشرة، كانت هذه التظاهرات تنظم بشكل منتظم لتقييم الإنجازات المحققة والوقوف على الاكراهات التي كانت تحول دون تحقيق الأهداف المسطرة، كما كانت تتميز بحضور الملك محمد السادس الذي كان يترأس أغلب الدورات الماضية، ويوجه خلالها رسائل إلى الفاعلين حول مشاكل القطاع السياحي وسبل تنفيذ أهداف الإستراتجيتين الوطنيتين "رؤية 2010 " ورؤية 2020".
 
وفي هدا الإطار، أكد بوحوت أنه  بات من الضروري إعـادة التفكيـر فـي القطاع السـياحي عبـر مقاربـة تتجـاوز التدابيـر الظرفيـة وترتكـز علـى التوجهـات العالميـة والوضـع الجديد الـذي أحدثته جائحـة كورونا، والعمل على خلق موعد سنوي أو معرض سياحي على غرار مجموعة من الدول  كمعرض برلين وباريس ولندن ومدريد ومؤخرا معرض تل أبيب لسياحة البحر الأبيض المتوسط.
 
وشدد بوحوت على أن قاطرة النهوض بالقطاع السياحي لابد أن تسير على خط متوازي يراهن على السياحة الدولية ويطور منتوجات جديدة وجذابة تناسب السائح المحلي وتأخذ بعين الاعتبار انتظاراته، وتساهم في ترسيخ سياحة مستدامة.
 
وأكد بوحوت على ضرورة إعطاء السياحة نفسا علـى المـدى الطويـل لتمكينهـا مـن الاستفادة واسـتغلال جميـع الفـرص التـي يتيحها الطلب الوطني والعالمي، وخلـق المزيـد مـن القيمـة وفـرص العمل ذات جـودة وذلك بالتركيز على تقوية عـرض الإيـواء وتعزيزه  بعـرض تنشـيط وتجـارب متنوعـة ذات جـودة، فـي إطـار مقاربـة منظوماتيـة، وتعزيـز السـياحة الداخليــة عبر اتخاذ تدابيـر لدعـم الطلـب المحلـي لتعزيــز ولــوج المواطنيــن المغاربــة إلــى عــرض يتـلاءم مــع انتظاراتهــم وقدرتهـم الشـرائية.
 
كما دعا إلى تعزيـز الحملات الترويجيــة لتشــجيع الســياح الوطنييـن علـى اكتشـاف وجهات محليـة جديـدة، والتكيـف مـع أسـاليب التسـويق الجديـدة للعـرض السـياحي علما أن 80 في المائة من الحجوزات تتم عبر الانترنت، وتعزيــز قـدرات القطـاع علـى التكيـف والإسـتدامة للتصـدي للأزمات المحتملــة فــي المسـتقبل بتحسـين نوعيـة التشـغيل فـي القطـاع خصـوصا عــن طريــق توفيـر الحمايـة الاجتماعية لجميـع العامليـن فــي مجـال السـياحة، بمـا فيهـم العمـال الموسـميين.
 
وحسب الخبير في القطاع السياحي، فإن السياحة تعتبر أحد أهم العناصر الداعمة لاقتصاد المغرب، وتشكل مصدرا مهما لجلب العملة الصعبة ومصدرا كبيرا لخلق فرص الشغل، وتساهم بشكل كبير في خلق الثروات وتقليص نسبة البطالة والحد من الفقر،  إلا أن جائحة كورونا كان وقعها سلبيا على هذا القطاع الذي عرف تحولات كبيرة بسبب الجائحة.
 
وقال الباحث في القطاع السياحي، إن هناك رهانات كبرى تفتح آفاقا واعدة أمام القطاع السياحي لدعم روح المقاولة ومواكبة التحول الرقمي وتعزيز الابتكار وتعبئة الموارد البشرية القادرة على كسب الرهان. وجعل السياحة الوطنية تتبوأ المكانة التي تليق بها وطنيا ودوليا وإقليميا من خلال  التعامل مع السياحة الداخلية كمكون أساسي وتصور وبنية تحتية ودعم، كما يقع في مجموعة من الدول .
 
وخلص محاورنا بالقول إن قطـاع السـياحة يشهد على الصعيـد الدولـي تحـولات كبـرى من خلال تزايـد الطلب علـى التجـارب الثقافية وعلى السـياحة المسـؤولة والمسـتدامة، والاهتمام بالانغماس الاجتماعي والبحـث عـن تجارب أكثـر تكيفـا مع طلبـات الزبائـن.