الجمعة 19 إبريل 2024
جالية

بحضور مسؤولين : مائدة إفطار جماعي تناقش مشاكل الهجرة والمهاجرين بإسبانيا

بحضور مسؤولين : مائدة إفطار جماعي تناقش مشاكل الهجرة والمهاجرين بإسبانيا مائدة إفطار جماعي تتخطى تناول الطعام والشراب وتناقش مشاكل الهجرة والمهاجرين بإسبانيا
أكدت " صونيا رودريكيز " أن الهجرة أخذت بالتسارع المتزايد في السنوات الأخيرة لتصبح جزءا لا يتجزأ من عملية التغيرات التي طرأت على العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية باسبانيا.
وأضافت المستشارة المكلفة بالشؤون الاجتماعية داخل بلدية بوغرس، أنها تعمل من خلال برنامج يهدف لتعزيز المبادرات الملموسة التي تستجيب للأولوية السياسية المتمثلة في زيادة التعاون في مجال هجرة العمالة القائمة على الحقوق والمنفعة المتبادلة والمفهوم الجديد للشراكات ".
وفاجأت "رودريكز " المجتمعون على مائدة الإفطار الجماعي الذي نظمته جمعية مسجد التقوى بمدينة بورغس مساء أمس، بـ،" سماعها وجود حالات من القلق لدى الساكنة، مفادها أن بعض الأحياء تلبس ثوبا موحشا بالليل يجعل المارة يخشون الوقوف أو المشي، جراء انسلال غرباء يتخذون من بوابات بعض العمارات مقرات لأنشطة مشبوهة "، بيد أن المستشارة التي أوضحت أنها تتابع وضعية المهاجرين بالمدينة من خلال مختلف الأقسام العمل الاجتماعي داخل البلدية، لم تتأكد فعليا من هذه الأخبار التي وردت عليها بطريقة شفوية  ".
وأبرزت ممثلة الحزب الاشتراكي داخل بلدية بورغس الحاجة إلى مقاربة التحديات  وبناء شراكات جديدة تستند إلى إدارة الهجرة لما فيه مصلحة طرفي دول المنشأ ودول المقصد، لأن ذلك من شأنه في اعتقادها أن يمكن من تجاوز الآثار السلبية، ويتيح كذلك إعداد قاعدة لإقامة أساس صلب للتنقل في المستقبل في المنطقة، وبطريقة آمنة ومنتظمة وموجهة نحو التنمية ".
من جانبه قال رئيس فرقة إدارة التنوع التابعة للشرطة المحلية لمدينة بورغس، أن تحريات التي قامت بها الفرق الأمية أسفرت عن تراجع ظاهرة اقتحام المنازل من قبل الخارجين عن القانون خلال الفترة الماضية وبالضبط خلال رمضان.
وأعلن المتحدث باسم الفرقة الأمنية أن " تركيز السلطات منكب على العقارات المعرضة للسرقة والانتهاك من قبل الخارجين عن القانون وذلك لحماية حقوق المواطنين وأصحاب المحلات التجارية الذين عبروا عن مخاوفهم خصوصا بعد ورود أخبار عن جماعات تدفع بالقاصرين لبيع المخدرات وتعليمهم حمل السلاح ".
في السياق ذاته أكد المسؤول الأمني، عدم وجود القاصرين في هذه العملية، بيد أنه لم يوضح ما إن كان الأمر مجرد إشاعة أو أن المعنيين فروا في اتجاه مناطق أخرى، واكتفى بالإشارة إلى أن الظاهرة وفي كثير من الأحايين لا علاقة لها بالمهاجرين ".
بدوره تطرق محمد شكراني الكاتب العام لجمعية مسجد التقوى لما فرضته ظاهرة الهجرة بكل ما تحمله في طياتها من عادات جديدة ومعتقدات مختلفة وثقافات متعددة على إسبانيا كبلد استقبال، تغيرات عدة وهامة ليس فقط على المستوى الاقتصادي
والاجتماعي، بل وعلى المستوى التربوي كذلك، نظرا للحضور المتزايد لأبناء المهاجرين في المدارس الإسبانية، وأضاف شكراني أن الموضوع يكتسي أهمية استراتيجية بالغة، نظرا لكون التربية و التعليم الذي يتلقاه أبناء المهاجرين في المدرسة الإسبانية يعد من الأدوات و الآليات المهمة لاندماجهم في المجتمع الاسباني ".
وأشار شكراني إلى أن ادماج الشباب عملية لا تخلو من صعوبات، وذلك بوجود عوائق عديدة منها الذاتية المتعلقة بالفرد، حينما ينتقل للعيش في مجتمع له قيم و مميزات ثقافية مختلفة عن تلك المتداولة في مجتمعه الأصلي، ومنها الموضوعية والتي تتعلق ببلد الاستقبال وما مدى توفيره للمناخ المناسب والآليات الضرورية لاحتضان المهاجر وإدماجه في محيطه الجديد بطريقة تضمن له الحفاظ على هويته الأصلية مع الاحساس بالارتياح ". 
وتابع الفاعل الجمعوي قوله أن التحديات الكبرى اليوم هي كون سلوكيات هؤلاء الشباب المنحرف تنعكس سلبيا على الجالية المسلمة التي تحمل الجنسية الإسبانية، مشددا على أن أسباب الانفلات الأمني مرده صعوبات الوصول إلى سوق الشغل والبحث عن عمل، وهي متاهة أخرى تتقاطع فيها القضايا الإدارية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية حسب ذات المصدر .
ودافع  الكاتب العام لجمعية مسجد التقوى بضرورة عن فكرة ملائمة المهارات مع احتياجات سوق العمل الحقيقية، مقترحا اعتماد مقاربة شاملة والإصلاح المستقبلي لقانون الهجرة والقضايا الأخرى التي تهم المهاجرين واللاجئين والقاصرين.
على صعيد متصل، اعتبرت مسؤولة بيت الإيواء التابع للكنيسة الكاتوليكية أن  أوضاع المهاجرين تختلف من واحد لآخر، انطلاقا من التدريب الأولي والمتقدم في اللغة الإسبانية وغير ذلك من العوامل، التي تحدد اختلافات مهمة مستقبلا، على الرغم أن طرقهم تنتهي في نفس المسار عندما يجدون أنفسهم بلا مأوى بعد انتهاء مدة التكوين داخل مركز الايواء.
الموقف ذاته عبرت عنه جمعية " كاريطاس " في شخص ممثلتها، التي اعتبرت أن قضية التكوين غير كافية لتعطي الجواب السحري لمشاكل المهاجرين الذين يفضل بعضهم مغادرة مراكز تقديم دروس اللغة للبحث عن لقمة العيش. مشددة أن الأمر تعاني منه الجمعيات المختلفة والتي تقدم مساعدات لهؤلاء المهاجرين، مقترحة أن يصبح هذا التكوين مقرونا بمنح مالية تساعد على تخفيف الضغط الاقتصادي والاجتماعي لهذه الشريحة.
 
بورغس : م .ش