الدكتور رشيد أوراز الباحث الأكاديمي بالمعهد المغربي لتحليل السياسات (يمينا) وعزيز أخنوش، رئيس الحكومة قدمت حكومة أخنوش وعودا وردية وأحلاما اقتصادية قبيل تنصيبها في اقتراع 8 شتنبر الماضي. واليوم تتلكؤ منها وتتخلى عن كل ذلك أمام الغلاء المتفاقم. ما قراءتكم لهذا التناقض؟
الحزب الذي يقود هذه الحكومة قدم وعودا خيالية، حتى كاد المواطنون يظنون أنه يجلس على خزائن أموال طائلة، لأن المغاربة يعرفون جيدا امكانيات اقتصادهم، ويعرفون أن ما قدم من وعود غير واقعي حتى دون أن تكون هناك أزمة مثل الحرب الروسية على أوكرانيا.
لهذا يجب أن يكون السياسي حذرا في تقديم الوعود الانتخابية، لأن الناخب المغربي متابع جيد للسياسة، ويتحلى بقدرة على معرفة السياسي الجيد من السياسي الرديئ.
ولماذا فشلت حكومة أخنوش في تحقيق وعودها وأحلامها الوردية في الاقتصاد والصحة والتعليم، بل ازداد الوضع تفاقما واستفحالا، وارتفعت كلفة العيش بشكل غير مسبوق؟.
الإمكانيات المالية للدولة المغربية محدودة جدا، وزادها "كوفيد"، والحظر المبالغ فيه للتجوال، وكذا إجراءات الإغلاق الطويلة سوءا. ولقد أضعفت إجراءات 2021 الاقتصاد المغربي، وهذه الحكومة كان عليها أن تعرف ما ستجده أمامها من أزمات لا أن تنكر الواقع لمجرد أن تصل إلى كرسي الحكومة.
على الرغم من كون أخنوش وحزبه مارس التدبير في كل الحكومات السابقة، ويروجون بأنه ومن معه يتوفرون على كوادر وكفاءات ونجحوا في تدبير مؤسسات اقتصادية، واليوم يتبرؤون مما يحصل، وفشلوا في تحقيق آمال وانتظارات 36 مليون مغربي؟.
مشكلة الكفاءات مشكلة كبيرة في المغرب، فلا يمكن تدوير كفاءات الشركات لتصبح كفاءات القطاع العام. لكل قطاع ثقافته وعقليته وطريقته في التسيير. فالحكومة الحالية تتصور أن الحكومة مجرد شركة يمكن تدبيرها بنفس المنطق. وهذا لا يصح.
أمام هذا الوضع، ما الذي ينبغي فعله لمواجهة هذا الصمت المطبق لحكومة أخنوش، أمام غلاء الأسعار وارتفاع كلفة المعيشة، وتبخر وعود حكومة لا تستطيع أن تحمي الشعب، بل أغرقته في متاهة ضنك العيش، وبشكل غير مسبوق؟.
لا أرى أن أمام هذه الحكومة حلولا كبيرة، فقد جاءت في هذا السياق وعليها أن تدبر الأزمة، لكن بتواصل صادق مع المواطن، تواصل يتخلى عن منطق العجرفة والاستعلاء الذي أبداه بعض أعضائها.
