الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

"اَلْعَيْنْ اَلزَّرْقَا".. حين سَخِرَ الفنان الراحل الحسين السلاوي من عسكر الأمريكان

"اَلْعَيْنْ اَلزَّرْقَا".. حين سَخِرَ الفنان الراحل الحسين السلاوي من عسكر الأمريكان عبد الرحيم شراد بحانب مشهد للجنود الأمريكان بالدار البيضاء

في منشور للباحث عبد الرحيم شراد تحدث عن الفنان الراحل الحسين السلاوي وأغنيته الجميلة التي انتقد فيها بكتابته الساخرة سلوك العسكر الأمريكي بعد أن عرف المغرب خلال الحرب العالمية الثانية إنزالا كبيرا للجنود الأمريكان يوم 8 نونبر 1942. حيث تقول أغنية المرحوم الحسين السلاوي : "اَلزِّينْ وُاَلْعَيْنْ اَلزَّرْقَا جَانَا بِكُلْ خَيْرْ...اَلْيُومْ يَمْشُوا بِالْفَرْقَةْ بْنَاتْنَا فِي خَيْرْ". وقد وصف عبد الرحيم شراد هذه الجملة الطافحة بالمعاني بقوله: "إنها سخرية من طرف الفنان الحسين السلاوي ، لكن مغلفة بسولوفان رقيق و شفاف من المدح و الثناء".

 

على مستوى التأريخ فقد غنى الحسين السلاوي هذه الأغنية في العام الموالي (أي سنة 1943)، حيث عرفت انتشارا واسعا قبل أن يسجلها على أسطوانة  سنة 1945. في هذا الصدد أشار عبد الرحيم شراد إلى أن أغنية "اَلْعَيْنْ اَلزَّرْقَا" لمبدعها الحسين السلاوي قد تبدو بسيطة، لكنها ترصد التحولات التي يشهدها المغرب في تلك الفترة.

 

وحسب الأستاذ عبد الرحيم شراد فقد جاء الغريم الذي يفتن بجماله وعيونه الزرقاء الكثير من المعشوقات. حيث تناول ذلك الحسين السلاوي في أغنيته لما يقول: "شْحَالْ مَنْ هِيَ مَعْشُوقَةْ. دَارُو لْهَا اَلشَّانْ. اَلْمَارِيكَانْ". إن الإستجابة لنداء الشهوة من كلا الطرفين و سلطة الغواية أقوى ، ليس في قاموسها أي معنى للرفض . بل هو القبول، الذي صوره الفنان بقوله: "مَا تَسْمَعْ غِيرْ أُوكِّي .. أُوكِّي .. هَذَا مَا كَانْ" .

 

لقد رصدت عين الفنان الحسين السلاوي ـ سحب شراد ـ  تلك الحركة الدؤوبة التي تزامنت مع حلول الجنود الأمريكان الذين ينتشرون في كل أرجاء المدينة، و وجودهم خلق حركة غير عادية. لذلك فالكثير من النسوة أصبحن يتركن بيوتهن. و حتى العجائز أصبحن يَتَشَبَّبْنَ و يغطين رؤوسهن بالمناديل. لذلك نجد في الأغنية قول: "حْتَّى مَنْ لَعْجَايَزْ شْرَاوْ اَلْفُولَارْ".

 

تفاصيل كلمات أغنية "اَلْعَيْنْ اَلزَّرْقَا" ذهبت إلى حدود الكشف على أن بعض النساء العجائز أصبحن يحتسين شراب الروم حين قال الفنان السلاوي: "حْتَّى مَنْ لَعْجَايْزَاتْ اَلْيُومْ يَشَرْبُوا اَلرُّومْ". ورصدت الأغنية أيضا أن الجنود الأمريكان ينتشرون في كل مكان ويوزعون على الأهالي الهدايا و يغدقون المال: "فَرْقُوا اَلْفَانِيدْ وَالسِّيجَارْ. زَادُو اَلدُّولَارْ. فَرْقُوا فَانِيدْ فْلِيُّو. زَادُو شْوَيْنْكُومْ. ااالَمَارِيكَانْ".

 

في كل مكان حتى في وسائل النقل العمومي أصبح الجنود الأمريكان يزاحمون الرجال من الأهالي حيث تقول الأغنية في هذا السياق: "فِي اَلْكُوتْشِي مْعَ اَلطُّوبِيسْ. يَمِينْ وَ شْمَالْ مَا تَسْوَاشْ كَلْمْتِي. حْتَى مَنْ vélo taxi دَارُو لْهَا اَلشَّانْ - فِيلُو طَاكْسِي" ( فيلو طاكسي عربة صغيرة تسع مقعدين ، تجرها دراجة هوائية و قد كانت وسيلة للنقل حتى في أوروبا) .