الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

أغنية "أَوْرَا يَاوَا..ويرَّةْ يَاوَا" الأمازيغية تغنت بالمقاوم البطل "مُوحَا وُسْعِيدْ"

أغنية "أَوْرَا يَاوَا..ويرَّةْ يَاوَا" الأمازيغية تغنت بالمقاوم البطل "مُوحَا وُسْعِيدْ" عبد الرحيم شراد

من بين الأغاني الأمازيغية، التي أطرب لسماعها، أغنية تحت عنوان "أَوْرَا.. أَوْرَا ". أغنية تغنى بها الكثير من المطربين الشعبيين مثل المرحوم محمد رويشة وفيصل و غيرهم... لكن أستطيع أن أجزم بأن ميلاد الأغنية هو أكبر بكثير حتى من تاريخ ميلادي، أنا الذي استمعت إليها في طفولتي .

كل المطربين عندما أستمع إليهم الآن أجدهم يردّدون في بداية الأغنية "أَوْرَا يَاوَا" أي بالدارجة " آجِي لَّهْنَا – تَعَالَ". وكنت دائما أشعر أن هذا الغناء مبتور، وأن هناك عبارة ما، تم السكوت عنها و تغييبها من الأغنية، و في الغالب لاعتبارات سياسية .

إن لازمة الأغنية الحقيقية كما يبدو لي هي كالتالي: "أَوْرَا يَاوَا .. ويرَّةْ يَاوَا". إن "وِيرَّةْ" هي معقل البطل المجاهد ، موحا و سعيد وعسو اَلْوِيرَايْرِي، الذي قاد مقاومة منطقة تادلا وجبال الأطلس المتوسط. هذه المقاومة الشرسة التي انطلقت مباشرة بعد توقيع معاهدة الحماية.

 

إن الكثير من الذين يغنون هذه الأغنية ويرقصون على أنغامها الأطلسية، يعتقدون أنها أغنية رومانسية، و لهم عذرهم لأن سيرة البطل "مُوحَا وُ سْعِيدْ" تم تغييبها بمجرد السكوت عن ذكر اسم قصبة "وِيرَّةْ"، لكن و هذه بعض قناعاتي الشخصية، لم يعد اليوم من مبرر لطمس بعض جوانب هويتنا .

 

أستغرب كيف أن بعض المطربين الشعبيّين يتفادون التغني، ببطل مقاوم و مجاهد فيحذفون من الغناء العبارة التي تتغنى بشجاعة موحا و سعيد حين أنشد الناظم بالقول: " إِزْمَ أَبَرْبَاشْ أَيُونُو". يمعنى (أنت يا أسد الأطلس الغالي). "إِزْمَ أَبَرْبَاشْ رُعْبْ أَكَا وَ رَا عْنَسْ غُورِي". بمعنى ( إن نظراتك تفزعني ).

 

فعلا فقد كان هذا مجاهد موحا وسعيد رحمة الله عليه شجاعا، حتى أنه كان يسخر من قائد جيش الإستعمار الفرنسي، حين تقول الأغنية: "أَحْيُوضْ أَوَا". بمعنى (أيها الأحمق المعتوه ). ثم تضيف الأغنية قول: "أَحْيُوضَ أَوَا..لَا دْمَعْدْ أَدَّاسْ يَالِّي غَرْ عَارِي" ( أي لا تعول على الأحمق أن يصعد الجبل و يتحمل ما سيلاقيه من أهوال). على اعتبار أن في الجبل عرين المقاوم موحا وسعيد و رفاقه الذين كما تقول الأغنية لن يتركوا بلدهم الذي ألفوا العيش فيه، فهم رابضون كأسد الأطلس، لا تعرف أجفانهم للنوم سبيلا و لا يبالون حتى بشمس النهار الحارقة. يكفيهم أنهم يستظلون بأشجار الجبل ، قلعتهم العتيدة التي يتحصنون بها دفاعا عن العرض و الوطن .