الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

القنصلية العامة للمغرب بستراسبورغ  تحتفل باليوم العالمي للشعر

القنصلية العامة للمغرب بستراسبورغ  تحتفل باليوم العالمي للشعر الأمسية الثقافية الشعرية نظمت تحت إشراف القنصل العام إدريس القيسي
في إطار اليوم العالمي للشعر الذي أقره المؤتمر العام لليونيسكو خلال دورته الثلاثين التي انعقدت بباريس سنة 1999 ، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بستراسبورغ تحت إشراف القنصل العام إدريس القيسي أمسية ثقافية شعرية بمشاركة بعض الشعراء والأدباء الذين زينوا فصولها بقصائدهم الشعرية وتحليلاتهم النقدية وشروحاتهم لمضامين الشعر كقيمة فنية إنسانية. وكان إدريس القيسي القنصل العام هو من أعطى انطلاقة الأمسية وسهر على سيرها والترحيب بضيوفها الذين أثتوا فضاءها من شعراء مبدعين وضيوف شرف أجانب.
وأجمع جميع الشعراء خلال هذه الأمسية الثقافية عن دور الشعر بمختلف بقاع العالم منذ نشأته الأولى عن كونه تعبيرا عن مظاهر الهوية اللغوية والثقافية التي يتقاسمها العالم : فهو قيمة فنية من القيم الإنسانية التي تبحر بالنفس البشرية وتقطع بها البحار والمحيطات عبر كل الآفاق وهي بذلك تخترق كل الحدود دون أن تأبه لمنطق الجغرافية أو الأيديولوجية ، لترسو بها على بساط الحب والسلام...ومن هذا المنطلق كان تدخلي المتواضع  بهذه الأمسية حيث اعتبرت الشعر بمثابة الوقود الضروري من أجل تحريك الشعور البشري نحو السلم والأمان ومعالجة الأزمات والإضطرابات، وهو الرأي الذي ذهبت إليه السيدة إنصاف مرشد الشاعرة السورية التي عبرت عن معاناتها كسورية اكتوت بلادها بنيران السياسية والإيديولوجية الشيء الذي أثر عليها كباقي أبناء وطنها ، فكان الشعر متنفسها وخير عزاء لها وسط دروب اللجوء وما يحتويه هذا الأخير من متناقضات قد يبدو في ظاهرها السكينة والهدوء، وهو الأمر الذي قد تستنشقه وهي تتلو بعض قصائدها التي عبرت من خلالها عن جروح وآلام السياسية والتي مزقت جسد عاصمة الشام وخربت معالم حضارتها ، ووسط هذا وذاك خربت أمن وأمان شعب كان بالأمس القريب يصحو على كلمات نزار قباني وينام على نغمات الموسيقار الشهير مالك جندلي...
أما الشاعر حسن الحبشي، فقد قدم خلال هذه الأمسية الثقافية شرحا مفصلا حول الشعر منذ نشأته الأولى إلى يومنا هذا، وهو بذلك يستعرض أهم المحطات الشعرية منذ الزمن الإغريقي مرورا بأغلب التجارب الحضارية التي أرخت لفصوله وأسهمت في ثرائه ، خاتما محاضرته القيمة ببعض قصائده التي أبحر من خلالها في مواضيع ذات بعد عاطفي واجتماعي. 
أما محمد متحاتة وهو الباحث في الشعر الأمازيغي والعالم بخيوطه الفنية ، فقد ذهب إلى الحديث عن الشعر الأمازيغي وعن رواده ومآلاته الفكرية والفنية ولوحاته الفلكلورية من خلال رقصات احيدوس والتي تعبر عن الحضارة الأمازيغية وتلاحمها بالحضارة العربية والإسلامية ليتولد عن ذلك مزيجا من الشخصية الوطنية الغنية بالحب والوئام وتؤسس لملحمة مغربية كاملة الأركان...
ولم أفوت بدوري فرصة هذه الأمسية كي أحلق ببعض الأبيات الشعرية في سماء المغرب مرورا بطنجة البهية ووقوفا بالصحراء المغربية حيث الرمال الذهبية والأشعار الحسانية والبيعة العلوية ، وذلك من خلال قصيدتن شعريتين: الأولى تحت عنوان  "أميرتي صحراوية " والثانية تحت عنوان  " بلادي ".
وهكذا انتهت الأمسية بعد عرض مختلف الآراء الفنية والنقدية بحفل شاي على الطريقة التقليدية المغربية التي ما فتئ القنصل العام إدريس القيسي ينتصر لها ولكل ما هو مغربي..