الخميس 25 إبريل 2024
رياضة

أمين السعيد: علاقة ملتبسة بين الرياضة والسياسة

أمين السعيد: علاقة ملتبسة بين الرياضة والسياسة أمين السعيد، أستاذ بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية
شهدت السنوات الأخيرة بروز ظاهرة هيمنة “رجال السياسة” على إدارة وتدبير الأجهزة المسيّرة للفرق الرياضية، خاصة في مجال كرة قدم، وهذا ينتج،  علاقة “ملتبسة بين الرياضة والسياسة، حيث يسود انطباع سيئ لدى العديد من الفئات المجتمعية بأن الفاعل السياسي يسعى إلى البحث عن شرعيات جديدة في ظل تآكل الشرعيات التقليدية، عبر بوابة تدبير الأجهزة المسيرة للفرق الرياضية لكرة القدم، ذلك أن هذه المحطة تسمح للفاعليين السياسيين من اقتحام أسواق منتجة للحقل الحزبي”.
ولا شك في أن مخلّفات التدبير السياسي للحكومات المغربية المتعاقبة خلقت ثقافة شعبية معادية للفعل الحزبي، الذي أضحى عاجزا عن إنتاج خطاب مغرٍ ومقنع ومقبول، لذلك حاولت بعض الأحزاب اختراق المكاتب المسيرة للفرق الرياضية واستمالة الجماهير المشجعة لها، ومن ثمة تركيز الجهود على الفئات المشجعة والتواصل معها وتعبئتها، ولو بشكل غير مباشر.
لكن، هل يمكن أن للسياسية أن تخترق “القبة الحديدية” للعزوف الانتخابي للشباب عن طريق الرياضة؟ هذا الأمر ممكن، ولو نسبيا، إذ أن رئاسة الفاعلين السياسيين لفرق كرة القدم أو غيرها يمكن أن يساهم في تعزيز علاقة السياسي بالمجتمع، وتصحح الثقافة السلبية المرسومة عن السياسة باعتبارها رمزا للانتهازية وقضاء المصالح الخاصة على حساب وعود كاذبة.
لكن لابد من الإشارة إلى أن ترؤس فريق لكرة القدم أو أي صنف رياضي آخر، لا يعني بالضرورة استمالة أصوات جماهيره، إذ يصعب ضبط توجهات الجماهير في ظل سياق نفسي متقلب ومضطرب ويتعرض لتقلبات سريعة تفوق حسابات الفاعل الحزبي، مرتبطة بالأساس بالنتائج المُدركة. غير أنه في بعض الحالات قد يفتح التفوق الرياضي لبعض الفرق الرياضية مساحات استثمار هذا الإنجاز سياسيا من قبل الفاعل الحزبي الذي يتولى إدارة مكتب الفريق.