الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

مقابل إدانة مشروعها التخريبي: الجزائر تحاول تجميل الوجه القبيح لنظام طهران

مقابل إدانة مشروعها التخريبي: الجزائر تحاول تجميل الوجه القبيح لنظام طهران رمطان العمامرة، يتوسط كلا من حسن نصر الله وإبراهيم رئيسي
ووجه النظام الجزائري في الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية في القاهرة يوم الأربعاء 9 مارس2022، بالحقيقة التي تفضح تحالفه مع النظام الإيراني، وقوامها أن غالبية الدول العربية ترى في سياسة طهران تهديدا للأمن القومي العربي، بتدخل قادتها في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية ومحاولاتهم زرع الفتن فيها وضرب وحدتها واستقرارها.
وجد رمطان لعمامرة وزير خارجية النظام  في الاجتماع المذكور نفسه والنظام الذي يمثله في مأزق كبير وهو يرى بقية الدول العربية (باستثناء لبنان المختطف من إيران)، على قلب رجل واحد في تصميمها على أن يتبنى المجلس الوزاري في بيانه القرار الصادر عن اللجنة العربية الوزارية الرباعية، الذي تدين فيه المشروع الإيراني التخريبي داخل الأمة العربية وتثبيت هذ الإدانة في القمة العربية التي سيحتضنها النظام الجزائري في فاتح نونبر 2022 في الجزائر.
فقد تبنى مجلس جامعة الدول العربية يوم الأربعاء قرار اللجنة الرباعية بإدانته "استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتعبيره عن "قلقه البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة يهدد الأمن القومي العربي". 
وأضاف أن هذا الأمر "يعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية"، مطالبة إيران "بالكف عن ذلك".
وندد المجلس الوزاري العربي  ب"مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية واستمرارها في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية وغيرها من أنواع الصواريخ وتزويد ميليشيا الحوثي الإرهابية بها"، كما أعلن رفضه "استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع من داخل الأراضي اليمنية وكذلك الطائرات المسيرة ضد أهداف حيوية ومدنية في السعودية والإمارات".
وعبرت اللجنة  العربية في قرارها ،الذي تبناه المجلس الوزاري عن إدانتها لما يصدر عن حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله" الذي وصفته بـ"الإرهابي"، من "إساءات مرفوضة للسعودية والإمارات والبحرين واليمن الأمر الذي يشكل تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية يقصد به إثارة الفتنة والحض على الكراهية.
وعبر المجلس الوزاري العربي في سياق إدانته المشروع التخريبي الإيراني عن دعمه لوحدة المغرب الترابية، موجها في الشأن رسالة رفض واستنكار لتواطؤ النظامين الجزائري والإيراني في دعم انفصاليي البوليساريو، بتبنيه قرار اللجنة الرباعية التعبير عن "تضامنها مع المغرب في مواجهة تدخلات النظام الإيراني وحليفه "حزب الله" اللبناني في شؤونه الداخلية، خاصة ما يتعلق بتسليح وتدريب عناصر انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية وأمنه واستقراره، علما أن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في ماي 2018، لانخراطها من خلال سفارتها في الجزائر في تسليح وتدريب انفصاليي البوليساريو. 
وفي مواجهة هذه الإدانة العربية الصارخة لإيران، لم يخجل الوزير لعمامرة في اجتماع القاهرة وهو يحاول بدون جدوى تجميل الوجه القبيح  لسياسة طهران في العالم العربي، داعيا الدول العربية إلى ما زعمه تفعيل مبادئ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والاهتداء بفضائل الحوار من أجل التوصل إلى حلول سياسية سلمية وتوافقية تحفظ وحدة وسيادة الدول العربية وتحقق الطموحات المشروعة لشعوبها، في إطار هيكلة علاقاتنا مع دول الجوار التي تقاسمنا الانتماء إلى الحضارة الإسلامية"، مشيرا بذلك إلى إيران والحال أن ساسة طهران، وهم يتأهبون لتوقيع الاتفاق النووي في فيينا، الذي سيمكنهم من التخلص من العقوبات الاقتصادية والمالية،مصممون على مواصلة مشروعهم التخريبي في سوريا والخليج العربي والمغرب العربي، بما سيتوفر لهم من عائدات مالية كبيرة، بعد الاتفاق النووي.
وفي إطار التمويه على تصرفات وسلوك النظام الذي يمثله، زعم لعمامرة أمام مجلس جامعة الدول العربية، أن الجزائر تبقى "حريصة كل الحرص على الدفاع عن قضايا وهموم الأمة العربية وستواصل مساعيها بالتعاون مع أشقائها لتعزيز العمل العربي المشترك، خاصة في أفق القمة العربية التي ستتشرف باحتضانها في غرة شهر نوفمبر المجيد"، بينما الواقع يؤكد أن النظام الجزائري متحالف مع  إيران ويخدم توجهاتها في المنطقة العربية ويناقض مزاعمه عن تعزيز العمل العربي المشترك، بمبادرته من جانب واحد في 24 غشت 2021 ، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب وتصعيد عدائه لوحدته الترابية.
وخلافا للموقف العربي السائد حاليا  من العلاقات مع إيران ،حرص النظام الجزائري على إظهار تحالفه  مع طهران، في لقاء الرئيس عبد المجيد تبون، في الدوحة، يوم 22 فبراير 2022، نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش القمة السادسة للدول المصدرة للغاز المنعقدة في قطر، علما أنه أوفد وزيره الأول أيمن عبد الرحمن إلى طهران، في غشت 2021، لحضور مراسيم تنصيب رئيسي، رئيساً لإيران.
ولا يزال النظام الجزائري يصارع لخدمة رغبة إيران في تمكين نظام الرئيس بشار الأسد من احتلال مقعد سوريا في جامعة الدول العربية. وقد اصطدم هوس الوزير لعمامرة  في جولاته على بعض الدول العربية بإعادة سوريا إلى حظيرة الجامعة بمناسبة انعقاد القمعة العربية المقبلة في الجزائر لحد الآن بجدار الرفض.
وعلى نقيض الموقف العربي من حزب الله اللبناني، الذي يخدم المشروع الإيراني التخريبي في الوطن العربي، رفض النظام الجزائري ولا يزال، قرار جامعة الدول العربية اعتبار الحزب تنظيما إرهابيا ولم تنقطع اتصالات مسؤوليه الدبلوماسيين وفي أجهزة مخابراته بمسؤولي وقادة الحزب.
وفي إطار تأكيد تحالفه مع إيران، رفض النظام الجزائري في كل البلاغات الصادرة عن وزاة خارجيته منذ سنوات الإشارة إلى الحوثيين بالإسم، في إدانته المزعومة للهجمات الصاروخية التي تعرضت لها السعودية والإمارات، إنطلاقا من اليمن على يد الحوثيين المدعومين من طهران.
لقد جاء بيان المجلس الوزاري العربي الأخير يوم الأربعاء 9 مارس2022 بما يعارض موقف النظام الجزائري ويفضح تحالفه مع النظام الإيراني، في إدانته الصريحة لمحاولات إيران العبث بالأمن العربي، ومن المفروض أن تتبنى القمة العربية المقبلة بصريح العبارات وبدون مواربة كل ما ورد في بيان المجلس من إدانة للأعمال الإرهابية والتخريبية لإيران في البلدان العربية وقطع الطريق على النظام الجزائري لاستغلال استضافته القمة لجعلها مطية لمحاولاته اليائسة لخدمة سياسته العدوانية ضد المغرب ووحدته الترابية وتجميل الوجه القبيح للنظام الإيراني ومشروعه التخريبي في الوطن العربي.