الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

بعد إدانته في فضيحة "الضابطة" وهيبة.. هل "يضبط" زيان لسانه وسرواله من السقوط؟!

بعد إدانته في فضيحة "الضابطة" وهيبة.. هل "يضبط" زيان لسانه وسرواله من السقوط؟! محمد زيان

الحكم الابتدائي على محمد زيان بثلاث سنوات نافذة، انتصار للحق والعدالة، لعل "خليل" الضابطة وهيبة خرشيش يبلع لسانه، و"يضبط" أزرار سرواله.

زيان لم يظلمه أحد، وإنما ظلم نفسه.

خرجات محمد زيان المتكررة، الغاية منها هو مداراة سوءته والتغطية عن فضيحته الجنسية والأخلاقية!!

زيان بدل أن يخجل من نفسه، ومن الشيب الذي غطى شعره، ومن أسرته، ومن حزبه الذي تبرأ منه وطرده من صفوفه، اختار الهروب إلى الأمام وهو يرفع شعار "عليّ وعلى أعدائي".

بعد انتشار مقطع الفيديو الجنسي الفاضح لزيان، شحذ لسانه وأخرج من جوفه القنابل المسيلة للدموع من فرط ما تثيره من ضحك وسخرية!! الزعيم "المتصابي" الذي استعار شخصية "القذافي" مخاطبا المغاربة بأنه يتعرض لحملة تشويه مغرضة.

بهذه الحماقة يحدث النقيب زيان المغاربة في العديد من مقاطع اللايفات الموثقة في ملفه "الثقيل" و"الساخن" لدى النيابة العامة، بصفته الحزبية والوزارية السابقة وليست الشخصية، وهو لا يدري أنه يسيء بقذارته إلى مؤسسة النقيب ومؤسسة الوزير، لأن القانون الجنائي كان رحيما بمسيو زيان ولم يزج به في السجن بتهمة الخيانة الزوجية.. لأن القضاء كان متساهلا مع زيان إلى أبعد الحدود ولم يجرمه.

لكن زيان الذي أصبح "خبيرا" في المؤخرات، واكتسب معرفة واسعة من خلال تجربته في قضية توفيق بوعشرين، أصبح يملك كل الحق في توظيف تلك "الخبرة" في إبعاد التهمة عن مؤخرته. والخطير في هذه القضية هو صمت هيئة المحامين عن الفضيحة الجنسية لنقيب سابق للمحامين أخل بشرف المهنة وتورط مع موكلته "وهيبة" في مقطع فيديو جنسي ولم تحرك الهيأة أي مسطرة.

إلى هذا الحد أصبحت هذه المناعة والحصانة لرجل مازال يحن إلى الزمن "الأوفقيري"؟ إلى هذا الحد انقلب زيان على كل الأعراف الأخلاقية والقانونية والمهنية، ليواصل ممارسة ابتزازه للدولة لكي تبقيه في "الإنعاش" وتبقيه حيا !، وليواصل ممارسة ساديته الجنسية؟ وليواصل سب وقذف الأشخاص والمؤسسات ورميهم بالباطل، فليس غريبا انحيازه إلى مثل هذه القضايا المشبوهة ودفاعه عن "التحرش الجنسي"، وحديثه عن المؤخرات بلا أدنى خجل!!

لا توجد شخصية مثيرة للجدل والحيرة مثل شخصية محمد زيان، الذي سبق أن سرق الأضواء من توفيق بوعشرين، المتهم الذي كان ينوب عنه زيان ليخرجه كالشعرة من عجين تهم الاغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار بالبشر التي تلاحقه. قضية ثقيلة تابعها آنذاك الرأي العام باهتمام بالغ، لأنها ذكرتهم بزمن "الكوميسير" الحاج ثابت المحكوم بالإعدام. وبالرغم من أن فيلقا من المحامين المحسوبين على حزب العدالة والتنمية ومن يدور في فلكهم من تجار الأزمات، دافعوا عن بوعشرين، إلا أن محمد زيان اختار أن يكون هو "دينامو" هذه القضية، واللاعب صاحب القميص رقم عشرة و"مول الشرويطة".

ليس هذا أول خروج إعلامي لمحمد زيان، بل هو محترف في "اصطياد" القضايا التي تثير الرأي العام لـ "تلميع" اسمه الذي اعتراه "الصّدأ" منذ المرحلة الأوفقيرية.

ركوب محمد زيان على هذا النوع من القضايا الكبرى تحركه رغبته الدفينة في العودة إلى واجهة الأحداث لتصفية الحساب مع "طواحين الهواء" التي يصارعها!! فبعد أن فشل في محو رصيده التاريخي المظلم في حقوق الإنسان خلال سنوات الرصاص لما كان عبدا لدى سيده إدريس البصري، وفشل أيضا في قيادة الحزب المغربي الحر ليكون حزبا من "الكبار" الذين يقتسمون "غنائم" الانتخابات، تحركت في داخله الرغبة من "الانتقام"، لكن الانتقام ممّن؟ لا نعلم من هم الأعداء الحقيقيون لمحمد زيان. إذ كان من الأحرى أن يحارب محمد زيان محمد زيان نفسه الذي كان وزيرا لحقوق الإنسان في عهد رجل الدولة "الحديدي" إدريس البصري، وتزامن ذلك مع طي ملفات سنوات الرصاص. لذا فمحمد زيان الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان، كان واحدا من أبطال سنوات رصاص المرحلة الأوفقيرية، وممن كانوا يزرعون الألغام لنسف جدران حقوق الإنسان!!

محمد زيان حتى وهو يساق إلى جلسات المحكمة لكونه توبع بتهم ثقيلة، لم يكن يريد أن يصمت، وأصبح كثير الثرثرة و"السفسطة".. يبحث عن الميكروفونات وعدسات الكاميرا والأضواء، مثل فراشة تطارد "النيران" لتلعق ألسنتها. زيان اليوم هو مجرد "لاعق" الميكروفونات، وباحث عن الشهرة يقتات على ملفات من الجمر!!

كل من كان  يسمع تصريحات محمد زيان خلال أطوار المحاكمة العلنية، يتخيل نفسه أمام فيلم سينمائي، لأن زيان أتقن ببراعة الشخصية التي يتقمصها.. وهي شخصية لا تشبه محمد زيان الذي نعرفه، الرجل الذي كان مقربا من إدريس البصري، قبل أن يصبح في السنوات الأخيرة خارج "المربع" ودائرة "الزعماء" السياسيين "الضالين"!!

زيان الذي ما إن كان يشاهد المرآة يرى نفسه "أسدا".. لكنه أسد من "أعواد ثقاب"، أينما يحل يشعل الحرائق. حتى سفينة الحزب المغربي الحر أشعل فيها الحرائق وتم طرده شر طرد. اليوم لسان محمد زيان تحول إلى "رشاش" يطلق الرصاص في جميع الاتجاهات وضد كل المؤسسات: الأمنية والقضائية والإعلامية والجامعية.

في أي خانة نضع محمد زيان؟ هو شخصية غير قابل للتصنيف والترويض...

ما هي فصيلة زيان؟

أي ديانة يعتنقها؟

أي الدماء تجري في عروقه؟

سيظل اسم محمد زيان "نكرة".. لا يعرف عنه المغاربة الكثير من المعلومات. مثل "بوق" بلا مكابس وكوابح.. أو "طنجرة ضغط" لا تتوقف عن الصفير إلا إذا نزعت "صفارتها. هذا هو محمد زيان الذي لا نعرفه. لكن بدأ يقدم أوراق اعتماده كـ "ثائر" ضد النظام، و"حقوقي" لا تهمه عدالة القضايا التي يدافع عنها إلا من خلال ماذا سيستفيد من عائداتها الإشهارية على المستوى الشخصي، ومحامي "قنّاص" للقضايا الذي يلعب فيها دور "البطولة" على حساب أبطالها الحقيقيين، لذلك علينا أن نعتاد على "صراخ" محمد زيان، ولا نأخذه على محمل الجد. فهو في عز الخرف، "شرف واهتر" ويتقمص "شخصية" ويلبس وجها من وجوه محمد زيان المتعددة... ليس إلّا...!!