الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

"أتايالار" الإسباني: "صحراء الحكم الذاتي المغربي" أفضل من "صحراء التهديد الإرهابي"

"أتايالار" الإسباني: "صحراء الحكم الذاتي المغربي" أفضل من "صحراء التهديد الإرهابي"

أكد موقع "أتايالار" الإسباني أن الباب المسدود الذي تعيشه العلاقات المغربية الإسبانية، على الرغم من الإشارات الودية، يحتاج من إسبانيا إلى إعادة توجيه علاقتها مع المغرب، كما فعلت حكومة ألمانيا الجديدة التي وافقت على الموقف المغربي المتمثل في حل النزاع في الصحراء من خلال الحكم الذاتي تحت السيطرة المغربية.

 

وجاء في مقال الموقع الإسباني، الذي كتبه ألبرتو سواريث سوتيل، بعنوان "المغرب- إسبانيا: أفعال أكثر وكلمات أقل"، أن القرار الألماني ينبغي أن يثير اهتمام إسبانيا، حيث عانت ألمانيا من أزمة دبلوماسية مع المغرب العام الماضي بشأن الصحراء.

 

وثمن صاحب المقال الخطوة الألمانية، قائلا: "إن حكومة ائتلافية تحمل نفس خاصية الحكومة التي تحكم إسبانيا قررت محاولة تحسين العلاقات مع المغرب، وهذا يجب أن يُنظر إليه على أنها مثال لمدريد حول كيفية بدء إصلاح العلاقات مع المغرب، خاصة إذا اعتبرنا أن ألمانيا والمغرب ليسوا جيران قريبين". مضيفا أنه بإمكان مدريد أن تبحث عن صيغ لمحاولة تكييف موقفها مع الموقف الأممي.. مؤكدا أن "الصحراء المستقرة تحت الحكم الذاتي المغربي أو تحت وصاية الأمم المتحدة" أفضل من "الصحراء المستقلة التي ترزح تحت رحمة التهديد الإرهابي".

 

وشدد موقع "أتايالار" على أنه بعد ثمانية أشهر من اندلاع قضية غالي، التي أدت إلى الأزمة بين البلدين ورحيل خوسيه لويس ألباريس أرانشا سانشيز لايا من وزارة الخارجية، فإن كلا الطرفين لم يحرزا أي تقدم في تحسين علاقة. ذلك أن الرباط لم تعمل على إعادة سفيرتها إلى مدريد. مشيرا إلى تجمد الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين الذي لم ينعقد منذ ديسمبر 2020.

 

وقال ألبرتو سواريث سوتيل، إن  دولا أخرى تستغل النزاع الصحراوي للقيام بخطوات لتمتين علاقتها مع المغرب أو لدعم الارتباط العسكري به، مثل واشنطن التي جعلت، كما ينص على ذلك "قانون تفويض الدفاع الوطني" لهذا العام، المساعدة العسكرية للمغرب خاضعة لشرط إيجاد حل سياسي مقبول للطرفين بشأن الصحراء، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد حليفا قويا للقضية المغربية، بعد اعتراف الرئيس ترامب في عام 2020 بالسيادة المغربية على الصحراء.

 

وقال صاحب المقال إن هذا التقييد قد يكون مفيدًا لإسبانيا في محاولة إيجاد صيغ تعيد توجيه العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب. ذلك أن المغرب سيحاول تعزيز صلاحية خطته للحكم الذاتي من أجل تلبية رغبات واشنطن فيما يتعلق بتقديم المساعدة العسكرية.

 

واعتبر صاحب المقال أن صيغة "توحيد الجهود" (الدولية) مع المغرب، لإيجاد حل للصراع، هو خطوة أولى جيدة للدبلوماسية الإسبانية لمحاولة إيجاد حل لعلاقتها مع المغرب. وقال "إذا حافظت الولايات المتحدة على شروطها بشأن المساعدة العسكرية للمغرب، فمن المرجح أن تلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على المغرب لمحاولة تحسين علاقاته مع إسبانيا، وبالتالي يمكن لمدريد أن تكون في قلب الحل السياسي لقضية الصحراء".

 

ولم يفت ألبرتو سواريث سوتيل أن يؤكد على الدور الملكي في حل الأزمة المغربية الإسبانية، مذكرا بكلمات الملك فيليب السادس في حفل الاستقبال السلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا، والتي حثت كلا البلدين على  "السير معًا" و"البدء في تجسيد علاقة جديدة". مضيفا أنه يمكن أن يكون هناك لقاء قمة بين الملكين، مما يشكل حافزًا لبدء ذوبان الجليد بين البلدين...

 

وقال إنه "لا يمكن التقليل من تأثير الاجتماع الملكي إذا اعتبرنا الوزن السياسي للملكية في المغرب، وتأثيرها الحاسم على السياسة المغربية. أنه إذا قرر محمد السادس إعادة توجيه العلاقة مع إسبانيا، فمن المؤكد جدًا أن تدعمه الحكومة، مما يؤدي إلى فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين".

 

وحذر ألبرتو سواريث سوتيل، في ختام مقاله، من تأثيرات عدم تمكن إسبانيا من إعادة توجيه علاقتها مع المغرب، "ذلك أنه المحتمل جدًا أن تتأثر إسبانيا، إما من خلال موجات الهجرة الجديدة عبر سبتة ومليلية وجزر الكناري أو فقدان فرص الأعمال والاستثمار في المغرب، وهو مفتاح الاقتصاد الإسباني والترويج للعلامة التجارية الإسبانية".