الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

محمد زيان.. بهلوان سياسي يستحم في مستنقعات الفضائح!!

محمد زيان.. بهلوان سياسي يستحم في مستنقعات الفضائح!! محمد زيان
كل الحروب تدور في رأس هذا الرجل المثير للفضائح، منذ أن جعله الوزير سيء السمعة وولي نعمته الأصلي، الراحل إدريس البصري، يعتلي المسرح السياسي بالوقوف وراء تعيينه وزيرا لحقوق الإنسان، والحال أنه أتى من خلفية كالحة أهم ما يطغى عليها هو انتهاك الحقوق والمساس بالحريات والضجيج والثلويت.. إلى لحظة متابعته من طرف الدولة المغربية حاليا - في شخص المحاميين عبد الكبير طبيح وابراهيم الرشيدي- بعد اتهامه لهما باطلا بنعته بالانفصالي في المذكرة التي قدماها باسم الدولة المغربية ووزارة الداخلية "تتعلق بتصريحاته التي أدلى بها لأحد المواقع الإلكترونية المعروفة بعدائها للمغرب وللقصية الوطنية". والحال أن المحاميين لم يثيرا هذه النقطة إطلاقا.
لا يظهر محمد زيان، "السياسي صنيعة البصري" و"الحقوقي" الفائض عن الحاجة، إلا إذا كان اسمه مقترنا بفضيحة ما، بدءا بفضيحة تحوله إلى نائب عام في بداية التسعينيات وتسببه، بإيعاز مكشوف من أسياده، في اعتقال الأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، نوبير الأموي، عقب انتقاده القوي للسلطة العمومية، في حوار أجرته معه جريدة "إلبايس" سنة 1992، وصف فيه الحكومة وأعضاءها بـ"لمناكطية"، حيث وقف زيان بأوداجه المنتفخة مدافعا عن الحكومة المهتزة ضد 1300 محام من كل الأطياف السياسية كانوا يؤازرون الزعيم النقابي.. وانتهاء بظهوره العاري كما ولدته أمه في جلسة "تدليك بورنوغرافي" مع شرطية سابقة في أحد فنادق المتعة. وبين هذا الفعل وذاك شريط طويل ممتلئ عن آخره بمشاهد مقززة من الانحراف السياسي والانتخابي والأخلاقي، في سلسلة قد لا تنتهي، إلا باندثار اسمه ووجهه نهائيا من ساحات النقاش العمومي.
لقد خُلق هذا الرجل، كما يريد أن يقنعنا، ليصنع الفضيحة تلو الفضيحة دون توقف، وإن عجز عن ذلك، فإنه يقف دائما في الصفوف الأمامية للدفاع عن هذه الفضيحة أو تلك، بل قد يحول الأنظار إليه بالتفوه بكلام لا حياء فيه، ولا خجل، وخارج قواعد الأخلاق العامة، وقد يدافع عن قضية دون أن يطلب منه أحد ذلك لتسلط عليه الأضواء وليؤثث بعض المواقع والصفحات الفايسبوكية بخرجاته المثيرة للتقزز والاشمئزاز ، وليثبت أنه ما زال على قيد السياسة، والحال أنه مجرد كائن يسيء للمغرب والمغاربة لكونه ورقة محروقة، أو على الأقل منتهية الصلاحية، ولم تعد اللحظة التاريخية في حاجة إليها.
فليس غريبا، أمام كل ذلك، أن العديد من الملاحظين يؤكدون أن زيان مؤشر ممتاز، كلما انبرى للدفاع عن متهم في ملف ما، على القضايا الخاسرة أو الفاسدة أو الفضائحية. فهو بحكم التجربة، لا يرافع ليثبت براءة موكليه، بل ليبقى تحت الضوء، ولو بأبشع الأشكال وأحطها، في لعبة انتقلت من شد الحبل مع الجمعيات والمنظمات الحقوقية والسياسية، التي كانت تعتبره وقتئذ، "كركوزة مخزنية" بامتياز، إلى محاولة لي ذراع الدولة من أجل الانتباه إليه والعودة به إلى المشهد السياسي، رافضا أن ينتهي به المطاف إلى الهامش مثل باقي قدماء الجلادين وحماة الطغيان سيئي السمعة، بعدما قضى زهاء 20 سنة في زعامة الحزب "الليبرالي" (تغير اسمه إلى "الحزب المغربي الحر") الذي ثبته فيه أسياده بعد مغادرته وزارة "انتهاك حقوق الإنسان"، كمكافأة له على نهاية الخدمة، ونكاية في الاتحاديين الذي قاطعوه في البرلمان. 
اشتهر محمد زيان كزعيم حزبي مثير للضحك والسخرية بعد ظهوره في حالة سكر طافح أثناء مهرجان انتخابي بتازة سنة 2011، وإغراقه للمتجمهرين بالشتائم البذيئة التي تعبر عن انحطاط أخلاقي منقطع النظير. كما اشتهر بالكذب الصراح، وفي واضحة النهار، ودون أن يرف له جفن، في العديد من الملفات، لعل أشهرها على الإطلاق  ملف معتقلي حراك الريف، الذين تبرؤوا منه، وطردوه من هيئة الدفاع، بسبب تصريحاته الملفقة، وكذبه الواضح الذي ادعى فيه أنه تسلم رسالة من زعيم "حراك الريف"، ناصر الزفزافي، بسجن عكاشة، مما تسبب آنذاك، في توقيفه عن مزاولة المهنة لمدة ثلاثة أشهر، بسبب ما اعتبرته غرفة المشورة بالرباط "تجاوزات مهنية وادعاءات لا أساس لها من الصحة والقيام بتصرفات منافية لقواعد وأخلاق المهنة ونشر ادعاءات باطلة".
وفي كل الملفات القضائية الساخنة يحرص  زيان أن يوضع أمام إعصار حقيقي بداعي وهم يسكنه يتمثل في أنه قادر على إرباك جميع الحسابات، والحال أنه مجرد محامي مهرج و "غراق الشقف" بحكم أنه يعتنق ديانة إظهار "الانحراف اللفظي" أمام ملايين المغاربة، بدعوى "القفوزية" و"الفهلوة" و"النضالية الحقوقية الشعبوية" التي تقفز على كل القواعد والأخلاقيات، إلى درجة أن أغلب المراقبين يعتبرون أن زيان هو الورقة الخاسرة في كل ملف ينوب فيه، بسبب تصريحاته الصبيانية والتهكمية الطائشة. 
ويثبت المسار العام لهذا "المسؤول الحكومي السابق" أنه يعاني من أزمة اختلال سيكولوجي مركب، يستدعي في أرذل العمر لغة الطوفان، بدل أن يميل كل الميل للحكمة والاتزان والانسحاب الهادئ، وبأقل الأضرار، من المشهد.