الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

مكناس.. مطالب بإدراج برنامج تكميلي لتأهيل المدينة العتيقة

مكناس.. مطالب بإدراج برنامج تكميلي لتأهيل المدينة العتيقة من أشغال اليوم الدراسي

طالب فاعلون مدنيون ومنتخبون وبرلمانيون، خلال أشغال اليوم الدراسي، المنظم مساء الجمعة 18 فبراير 2029 بمكناس، من طرف المنتدى المدني لدعم ومواكبة برامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس، بإطلاق برنامج تكميلي لتثمين وتأهيل المدينة العتيقة على ما تعرفه عدد من المدن العتيقة بالمملكة (فاس، الصويرة، سلا، مراكش..)؛ وهو البرنامج الذي أشرف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقته في 18 أكتوبر 2018 بمدينة مراكش، بقيمة مالية تبلغ 800 مليون درهم ويمتد من 2019 إلى 2023 والذي يروم ترميم وصيانة التـراث المعماري والحضري لمدينة مكناس التاريخية؛ حماية ورد الاعتبار للمشاهد الحضرية التاريخية وفقا لتوصيات اليونسكو حول المدن التاريخية المسجلة على قائمة التـراث الثقافـي الإنساني؛ تهيئة وتأهيل المجالات الحضرية التاريخية بالمدينة العتيقة، توظيف التراث المعماري والحضاري لمدينة مكناس العتيقة في خلق دينامية سياحية واجتماعية وإدماجها في الدورة الاقتصادية للمدينة.

 

وشدد المشاركون، في هذا اللقاء الدراسي، على أهمية إعطاء مكناس المكانة التي تستحقها باعتبارها تضم 17 في المائة من المعالم التاريخية للمملكة والتي تمتد من العصر الروماني (معلمة وليلي الأثرية) مرورا بحقبة حكم الأدارسة، حيث تضم عمالة مكناس ضريح مؤسس الدولة المغربية إدريس الأكبر دفين زرهون، وفترة حكم المرابطين، إذ يعد المسجد الأعظم بالمدينة العتيقة أيقونة مكناس ومفخرة المغاربة، ويعود بنائه إلى فترة حكم المرابطين، قبل أن يقوم الموحدون بتوسيعه وبناء صومعته التي تهدمت بسبب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن السابع الهجري. وصولا إلى فترة حكم المرينيين، حيث شيد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب 1286-1269 قصبة خارج المدينة لم يصمد منها إلا المسجد المعروف بـ "للا عودة" والذي يخلد اسم السيدة الصالحة التي وهبت مالها لبناء هذا الصرح الديني. كما شيد بنو مرين بالمدينة عدد من المساجد والمدارس والزوايا وجعلوها كرسي للوزارة لتبلغ أوجها كعاصمة للمغرب الإمبراطوري كله في عهد العلويين مع المولى إسماعيل بين 1672 و1727 ومن هذه الفترة تستمد تسميتها الشائعة "العاصمة الإسماعيلية" أو "الحاضرة الإسماعيلية".

 

ووفق المعطيات التي كشف عنها مولاي اسماعيل العلوي، نائب مدير وكالة التنمية، ورد الاعتبار لمدينة فاس خلال هذا اليوم الدراسي فقد تم لحدود الآن ترميم 11 معلمة في إطار برنامج تثمين وتأهيل المدينة العتيقة لمكناس من أصل 54 معلمة تاريخية، وهي كالآتي: باب تيزمي الصغيرة، سقاية سبع عنابب، سقاية النجارين، سقاية الهديم، سقاية القرسطون، سقاية العدول، سقاية التوتة، سيدي قدور العلمي، باب برج ابني امحمد، برج بيبي عيسى، باب بريمة.

 

وتتواصل أشغال ترميم عدد من المعالم الأثرية وضمنها باب منصور العلج، ساحة الهديم، حبس قارة، وغيرها من الأبواب والأضرحة والأبراج والقصور والأسوار التاريخية، وسط مطالب بتسريع هذا المشروع الضخم الذي من شأنه رد الاعتبار للسياحة الثقافية بمدينة مكناس بعد فترة طويلة من التهميش، وإنعاش القطاع التجاري والصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة التي تعد قبلة تجارية مهمة يحج إليها الزوار من مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى المطلب المؤرق والمتعلق بتسريع عملية إيواء الباعة المتجولين عبر مشروع سوق "للا الجميلية" لوضع حد لمعضلة الباعة المتجولين بشارع السكاكين وبمختلف مداخل وأبواب المدينة العتيقة والتي تؤرق التجار والزوار، على حد سواء...