السبت 27 إبريل 2024
سياسة

تبون يلبس كذبا ثوب الضحية: النظام الجزائري في حرب إعلامية مفتوحة ضد المغرب

تبون يلبس كذبا ثوب الضحية: النظام الجزائري في حرب إعلامية مفتوحة ضد المغرب السعيد شنقريحة وعبد المجيد تبون
جدد عبد المجيد تبون الذي نصبته المؤسسة العسكرية رئيسا على الجزائر، تأكيد تمادي النظام الجزائري في تغذية ومواصلة عدائه للمغرب، بلجوئه يوم الثلاثاء 15 فبراير2022 في لقائه الدوري مع الإعلام المحلي، إلى الافتراء وزعم أن الجزائر ضحية حرب إعلامية من المغرب، بينما ينطق الواقع بأن النظام الجزائري هو الذي يشهر بلا هوادة منذ عقود هذه الحرب الإعلامية، في محاولاته اليائسة للنيل من المغرب ومن وحدته الترابية.
وقال تبون، في تشخيصه لواقع العلاقات بين الجزائر والمغرب بعد إقدام النظام الجزائري، من جانب واحد في 24 غشت 2021، على قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أن الأمور مع المغرب منذ بداية الأزمة "لم تتغير، بل ازدادت تأزما"، مدعيا "أن المغرب يعتمد على البروباغندا (الدعاية) والأخبار الكاذبة، وهذا بدعم من الكيان الصهيوني".
ويؤكد شريط الأحداث منذ قطع العلاقات الدبلوماسية، أن النظام الجزائري صعد من حربه الإعلامية ضد المغرب الذي قابلها بالتجاهل والانصراف إلى خدمة أولوياته الوطنية وهو ما أصاب مسؤولي النظام بالسعار، وهم يتناوبون، ابتداء من تبون ومرورا بالفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش ورمطان لعمامرة وزير الخارجية وانتهاءا بالمدعو عمار بلاني، على نشر أحقاده على المغرب ووحدته الترابية.
وللوقوف على تهافت أطروحة النظام بكون الجزائر ضحية للحرب الإعلامية المزعومة من المغرب، منذ قطع العلاقات ، من الواجب التذكير بأن التهجم على المغرب كان حاضرا في جميع خرجات تبون الإعلامية كل شهر في لقاءاته مع الصحافة المحلية، وبأن رئيس أركان الجيش شنقريحة يوعز بهذا التهجم وتخرج توجيهات في شكل افتراءات وأكاذيب ضد المغرب في تصريحات متوالية لوزير الخارجية لعمامرة وعمار بلاني المبعوث المزعوم إلى الصحراء والمغرب العربي، الذي وصل به هوس إرضاء أسياده إلى تدبيج مقالات في موقع "ألجيري باتريوتيك" لصاحبه وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، والإسهال في الإدلاء بتصريحات لمختلف وسائل الإعلام المحلية، لنفث سموم النظام ضد المغرب.
وبالمقابل التزم المسؤولون المغاربة على جميع المستويات بالحكمة ولم ينجروا إلى مستنقع الرد على ما يصدر من أركان النظام الجزائري من سفه الكلام ورعونة المواقف.
وقبل قطع العلاقات الدبلوماسية وبعدها، جعل النظام الجزائري من الحرب الإعلامية ركنا أساسيا في عقيدة عدائه للمغرب بأرضه وقيادته وشعبه واعترف الرئيس تبون، من دون أن يدري، بشن نظامه هذه الحرب وهو يتبجح في لقائه الدوري مع الإعلام المحلي يوم الثلاثاء، بوجود 180 جريدة في الجزائر يتم طبعها في مطابع الدولة بالمجان. لقد تبجح بهذه الطباعة المجانية من المال العام لهذا الكم الكبير من الصحف، في معرض ادعائه تشجيع النظام حرية التعبير والصحافة، لكن الجميع يعلم أن عدم دفع هذه الصحف تكاليف طباعتها في المطابع العمومية ليس لوجه الله أو لإيمان النظام بحرية الرأي والتعبير، بل يندرج ضمن دفتر تحملات شفوي عليها التقيد به، يتضمن توقيرها رئيس الجمهورية وعدم الإساءة إليه وتقديس الجيش وقيادته والانخراط في الحرب الإعلامية على المغرب ووحدته الترابية.
وفضلا عن الطباعة المجانية، يتحكم النظام في مصير الصحف المحسوبة على القطاع الخاص، من خلال الإشهار العمومي الذي توزعه الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، بإغداقها المال العام على الصحف التي تروج نهجه المعادي للمغرب وتخدم جندته في الداخل.
لقد أناط النظام بهذه الوكالة مهمة الإشراف على المطابع العمومية للصحف وتوزيع الإشهار العمومي من الوزارات والمؤسسات العمومية على الصحف، عمومية والمحسوبة زورا على القطاع الخاص لتكون أذرعه الإعلامية، التي يتحكم بما يغدقه عليها من طباعة مجانية وإشهار عمومي في خطها التحريري ويوظفها في حروبه في الداخل والخارج، زاعما في الوقت نفسه أن تلك الصحف المحسوبة على القطاع لخاص حرة ولا تخضع لوصايته.
وللاستدلال أيضا على حجم الحرب الإعلامية المشحونة بالحقد والافتراءات على المغرب، تكفي الإطلالة على القصاصات اليومية التي تبثها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية في محاولات النظام اليائسة لتشويه صورة المغرب وضرب وحدته الترابية، بينما لا تعاملها وكالة المغرب العربي للأنباء بنفس العقلية البئيسة فيما تبثه من قصاصات على ندرتها تتعلق بالجزائر وبالنظام المتحكم فيها.
ويروج النظام حربه الإعلامية على المغرب في القنوات التلفزية العمومية والمحسوبة على القطاع الخاص ومئات المواقع الإلكترونية، ومن خلال ذبابه الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتولى المؤسسة العسكرية، صاحبة السلطة الفعلية في البلاد، دورا كبيرا في حرب النظام الإعلامية القذرة ضد المغرب، من خلال إدارة الاتصالات والإشارة والحرب الإلكترونية (هكذا تسمى) في وزارة الدفاع، التي تسخر آلاف الجنود والضباط في نشر الحقد والكراهية للمغرب.
وتلعب المؤسسة العسكرية أيضا بوجه مكشوف في نشر المزاعم ضد المغرب، في مقالات تنشرها كل شهر في مجلة "الجيش"، التي يشرف عليها رئيس الأركان شنقريحة.
ورصد النظام ميزانية كبيرة لتمويل حربه الإعلامية ضد المغرب في منابر خارجية. وفي هذا الشأن لوحظ في الشهور الأخيرة تحول في الخط التحريري لموقع "رأي اليوم" لصاحبه عبد الباري عطوان، الذي أصبح بوقا لسياسة النظام وعدائه للمغرب. كما تحول الأمريكي من أصل فلسطيني عبد الحميد صيام، المسؤول السابق في بعثة "المنورسو"، بعد زيارته الأخيرة للجزائر ولقاءاته ببعض المسؤولين فيها وضمنهم الوزير لعمامرة، إلى أداة لترويج عداء النظام للمغرب في مقالاته في جريدة "القدس العربي".
لقد حاول النظام الجزائر يائسا شيطنة المغرب من بوابة استئناف علاقاته مع إسرائيل وادعى تبون بلا حياء في لقائه الإعلامي يوم الثلاثاء أن المغرب يشن حربه الإعلامية على الجزائر بدعم من الكيان الصهيوني، علما أن هذا النظام يتودد للإمارات العربية المتحدة ويتجنب قول كلمة سوء في حق باقي الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بل أن تبون زار فقط ضريح الرئيس المصري الأسبق أنور السادات أول المطبعين مع إسرائيل، للترحم عليه، في زيارته الأخيرة لجمهورية مصر العربية، مما يؤكد انعدام مصداقية ترديد النظام أسطوانة معارضته التطبيع مع إسرائيل وهو يخوض حربه الإعلامية القذرة ضد المغرب، مجترا في الوقت نفسه أسطوانة المؤامرة الخارجية، للتغطية على الأزمة العميقة التي تعانيها البلاد في كل المجالات، في أفق حلول الذكرى الثالثة للحراك الشعبي (22 فبراير) ويواصل التحكم في رقاب الشعب الجزائري.