الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

ورداش: الحاجة إلى مناظرة وطنية حول التعليم لتدارك الخلل والأعطاب

ورداش: الحاجة إلى مناظرة وطنية حول التعليم لتدارك الخلل والأعطاب محمد ورداش

كشفت دراسة حديثة صادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن المدرسين المغاربة يعتبرون من بين الأقل تأهيلا، من حيث المستوى الأكاديمي ومدة التكوين والتطور المهني؛ وذلك من بين الدول والاقتصادات المشاركة في هذه الدراسة.

"أنفاس بريس" استقرأت رأي محمد ورداش، أستاذ متقاعد، عضو سابق بالجامعة الوطنية للتعليم بالاتحاد المغربي للشغل، فوافانا بالورقة التالية:

 

"السؤال حول ضعف التأهيل لدى المدرسين المغاربة يكتسي أهمية بالغة ويستحق التوضيح والتفصيل حول أسباب ذلك، وبحكم تجربتي في حقل التعليم كأستاذ بالسلك الثانوي لفترة تمتد إلى 37 سنة؛ واستنادا إلى مهامي النقابية بالاتحاد المغربي للشغل منذ 1985 إلى 2010. وحضرت أشغال المجلس المركزي للمعلمين العرب بلبنان في 1994 وفي مصر وجامعة الدول العربية وبالجزائر، كعضو بالمجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب، ممثلا للاتحاد المغربي للشغل والجامعة الوطنية للتعليم ومقررا الجلسات...

وكنت أسجل دائما حرص المعلمين العرب على أن يكون موضوع مجالسهم بلبنان والقاهرة والجزائر وسوريا هو التركيز على (التخطيط التربوي في الألفية الثالثة)، وذلك استحضارا لأهمية جودة التعليم لخدمة الأمم التي وصلت ذروة المجد بالتخطيط التربوي الجيد والتوجيه حسب المؤهلات لدى المتمدرسين؛ كما أوضحت ذلك في إحدى مداخلاتي بالمجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب، مؤكدا على أهمية التخطيط التربوي وجودة التعليم منذ الابتدائي إلى الإعدادي و الثانوي، بعيدا عن طريقة التنجيح والتوجيه الاعتباطي المعاكس لميول وقدرات التلميذ؛ وذلك تبعا للمقولة (رجال التعليم كما يشاؤون للأمة أن تكون.. تكون)؛ وأن الحياة صناعة لا قدر، وأن المستقبل جهود لا انتظارات.. وخلصت إلى ما يلي:

أن الأساس في التعليم الأولي يجب أن يركز على حسن النطق وتصحيح الأخطاء في إطار احترام معايير الجودة وتوجيه التلاميذ، حسب مؤهلاتهم -كما قلت- حتى لا تقبر جودة التعليم باعتبار المتمدرس أمانة في عنق المدرس ويهيئه كي يكون إطارا في المستقبل ليشغل وظيفة ما ومن ضمنها وظيفة التعليم؛ هذه الوظيفة التي كانت تخضع منذ الستينيات إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي إلى تكوين بمراكز المعلمين والمراكز الجهوية للتعليم؛ والتوفر على الإجازة، وهو مسار ينمي المهارات والمؤهلات لدى الأساتذة؛ وقدراتهم على أداء رسالتهم النبيلة في التلقين والتدريس، وبذلك نكون قد اخترنا لمهمة التعليم المدرسين المؤهلين الأكفاء..

وأعتقد أن الرهان البوم لتدارك هذا التدني الملاحظ في مستوى المدرس هو عقد مناظرة وطنية لبسط الإشكاليات المطروحة في هذا الشأن، لأن آخر مناظرة حول التعليم كانت سنة 1980؛ على اعتبار أن المناظرة تكون فرصة لرصد الحال، وتجيب عن السؤال، وتدارك الخلل.

ولنا عبرة في اليابان التي وصلت إلى الرقي بفضل جودة التعليم على مستوى المدرس والمتمدرس على حد سواء، بالنظر إلى أن العنصر البشري هو أساس الحياة وتقدم المجتمع"...