الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

الفنان الراحل عبد القادر البدوي.. وجهان متكاملان

الفنان الراحل عبد القادر البدوي.. وجهان متكاملان الفنان الراحل عبد القادر البدوي
كاتب ومؤلف وممثل ومخرج مسرحي، هذا هو الوجه الذي اشتهر به الفنان الراحل عبد القادر البدوي.
أما وجهه الثاني فلا يعرفه إلا القلائل من الجيل المشارك في الكفاح من أجل الاستقلال الوطني في عهد الاستعمار وفي معركة الديمقراطية وحقوق الانسان في عهد الاستقلال.
شارك الشاب عبد القادر في النشاط المسرحي يوم كانت الفرق المسرحية الوطنية تقدم التمثيليات الهادفة إلى تحريك مشاعر الجماهير وأحاسيسها الوطنية ضد الاستعمار الأجنبي. برز عبد القادر البدوي في فرقة "الفوز المسرحية" التي أسسها محمد بن العربي في درب السلطان بمدينة الدار البيضاء. وقدمت مسرحية "نداء الضمير".
وكان الممثلون متطوعين لا يتقاضون أجرا أو تعويض مادي. ولكل واحد منهم عمله الخاص الذي يعيش منه. وكان عبد القادر البدوي يشتغل عاملا كادحا في مكتب التبغ بالدار البيضاء. وشارك في الإضرابات التي خاضها العمال ضد الاستغلال الرأسمالي وتكونت لديه قناعة أن لا فرق بين الرأسماليين الفرنسيين والرأسماليين المغاربة وهدفهم هو الربح وامتصاص عرق العمال.
ومن تم اتجه عبد القادر في تأليف أغلب أعماله المسرحية إلى ملامسة قضايا الجماهير الفقيرة.
كان عبد القادر حينما تعرفت عليه سنة 1962 يكتب باسم مستعار في جريدة "التحرير" مقالات يتناول فيها بالنقد شؤون المسرح ويربطها بالأوضاع المزرية للجماهير الفقيرة. وواصل عبد القادر كتابة مقالاته إلى أن تم إغلاق الجريدة ,وإلقاء القبض على مديرها الفقيه البصري ورئيس تحريرها عبد الرحمان اليوسفي .
وأتذكر ذات يوم جواب عبد القادر حينما سأله عبد الرحمان اليوسفي، ونحن في مكتبه بالجريدة ما –الجديد عندك يا عبد القادر.
فأجابه:
إنهم يقومون بتهريب الأموال إلى البنوك الأجنبية ونحن نقوم بتهريب الأفكار التقدمية إلى رؤوس المقهورين والمظلومين.