السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

"وسائط التواصل والتربية على المواطنة" بعيون مثقفين وفاعلين جمعويين

"وسائط التواصل والتربية على المواطنة" بعيون مثقفين وفاعلين جمعويين جمال المحافظ، مراد القادري، عبد القادر دنيا من المساهمين في كتاب "وسائط التواصل والتربية على المواطنة"

تعززت الخزانة التربوية والإعلامية بكتاب جديد بعنوان "وسائط التواصل والتربية على المواطنة"، أصدرته جمعية "بصمات مبادرات مواطنة" التي يوجد مقرها بمدينة القنيطرة، ساهمت في إنجازه فعاليات جامعية وجمعوية وفنية.

ويتناول الكتاب الواقع في 165 صفحة، من الحجم المتوسط، ثلاثة محاور هي "وسائط التواصل الفنية والتربية على المواطنة في ظل الثورة الرقمية" و"وسائط التواصل وتحديات التربية على المواطنة" علاوة على "مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتربية على المواطنة أية أدوار في ظل الثورة الرقمية؟".

ويعد هذا الكتاب -كما كتب الجامعي حسن طارق في تقديم المؤلف- محاولة لمطارحة جملة من الأسئلة بعيدا عن سهولة الإجابات الجاهزة التي تقدم وسائط التواصل كبنى جديدة للمواطنة، وبعيدا بنفس المسافة عن الانطباعات السريعة التي تخلص إلى أن هذه الوسائط لن تشكل سوى مقبرة أخيرة للديمقراطية موضحا أن "وسائط التواصل والتربية على المواطنة" تمرين جماعي بأصوات متعددة للتفكير في التحديات الجديدة التي يطرحها رهان ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني، ومن سطوة التواصل الاجتماعي.

ومن جهته اعتبر الكبير الشناوي رئيس جمعية "بصمات مبادرات مواطنة"، أن وسائط التواصل والتربية على المواطنة ورش حيوي وحساس وحاسم، يمكن الاستثمار والانخراط فيه، وفق ما يوفر من إمكانيات هائلة ومساحات شاسعة من أجل نهضة تربوية وثقافية وإعلامية، تتوخى الأنسنة والتحضر، والتنوير في مواجهة التضليل، وبعث الأمل في مواجهة التيئيس والتبخيس وتنمية ثقافة العيش المشترك ومد المجتمع بمضادات حيوية و مناعة معرفية، تحميهم من موجات التطرف والكراهية والتمييز والاحتقان واللامبالاة...

وخلص الشناوي للقول أن وسائط التواصل والتربية على المواطنة تمرين معرفي وديمقراطي يتطلب نفسا طويلا وانخراطا مسؤولا بعيدا عن المبادرات التي لا تتجاوز التأثيث أو الاستهلاك الإعلامي، وما إلى ذلك من اختيارات تبدد وتستزف المجهود الوطني، إنها مسؤولية مشتركة وجسيمة لا تحتمل اثقال الوطن بمزيد من الفواتير المادية والمعنوية التي تعطل عجلة التنمية، وتهدر الفرص الكفيلة بجعل المغاربة جديرين بوطنهم  وبجعل المغرب جديرا بمواطنيه.

وقد ساهم في إنجاز هذا الكتاب عدد من فعاليات من رموز المدرسة الجمعوية التطوعية منهم: مراد القادري  رئيس بيت الشعر، والكاتب والصحفي جمال المحافظ، والجامعي عبد القادر دنيا رئيس جمعية المنار للتربية والثقافة، ومحمد ناعم الكاتب العام للمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال.

ولاحظ مراد القادري في ورقة بعنوان "الشعر والمواطنة" أنه في الوقت الذي تتقوى فيه الحاجة إلى الشعر، نرى تنامي دور الوسائل التكنولوجية ووسائط التواصل الاجتماعي التي جرفت المتلقي، خاصة الأطفال واليافعين نحو مجالات لا تشجع على تغذية الخيال لديهم مما يعطل ملكاتهم ويحرمهم من القدرة على تنمية مداركهم وتوسيع رؤاهم وفهم ذواتهم في علاقاتها بالآخر وبالكون والطبيعة معربا عن اعتقاده بأن في الشعر الذي تجتمع الصور والأخيلة والعواطف، وفيه تتلقى ملكة اللغة بالإيقاع، يكون معبرا نحو تبسيط المفاهيم الاجتماعية والثقافية والدينية وجعلها في متناول الناشئة عبر ما ينقله لها من معارف قيمية وأخلاقية وتقاليد متوارثة.

وتحت عنوان "التكنولوجيا الرقمية وسيلة للتحرر والهيمنة: الحاجة لتربية إعلامية" اعتبر جمال المحافظ، أن وسائط التواصل بإمكانها أن تلعب دورا حاسما في إشاعة قيم المواطنة وحقوق الانسان بين شرائح واسعة من مختلف فئات المجتمع، غير أنها في ذات الوقت يمكن أن تكون سببا لإشاعة قيم مضادة للمواطنة والسلوك المدني؛ موضحا أن لا ديمقراطية ومواطنة بدون حرية الصحافة خاصة وأن التقنيات لرقمية ساهمت في تغيير العادات والعلاقة مع الإعلام، في الوقت الذي يلاحظ أن دور وقدرة الميديا على تعزيز الديمقراطية مازالت جد محدودة، وذلك في ظل النقص في التربية الإعلامية وتراجع منسوب أخلاقيات الاعلام والتواصل...

أما عبد القادر دنيا فيقترح في مساهمة بعنوان "وسائط التواصل والتربية على المواطنة.. تأملات وآراء"، بعض عناصر توظيف وسائط التواصل كأدوات منهجية وكآلية ديداكتيكية لتنشئة الجيل الصاعد على مبادئ تثمن الانتماء للوطن ولخدمته والاسهام في تغييره وذلك من خلال العمل على القضاء على مظاهر الفساد وتحقيق الكرامة للمواطنين مع الاستغلال الأمثل للوسائط وفق ما يخدم الصالح العام وتطوير مناهج التعليم وهدم الهوة الرقمية..

في حين حدد محمد ناعم في مساهمته بعنوان "مؤسسات دور الشباب وتعزيز قيم المواطنة الرقمية"، تحديات المواطنة الرقمية في عدة عناصر خاصة منها الولوج الرقمي ومحو الأمية الرقمية والحقوق والمسؤوليات الرقمية؛ مؤكدا أن على مؤسسات الشباب أن تحقق مواطنة رقمية وتعزيز قيمها لدى رواد دور الشباب وذلك عبر الارتقاء  بالجوانب  التحسيس والتعليمي والتدريبي والتخليقي...