الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

النظام الجزائري يدعم السناتور الأمريكي أينهوف المناهض للقضية الفلسطينية

النظام الجزائري يدعم السناتور الأمريكي أينهوف المناهض للقضية الفلسطينية السناتور الأمريكي أينهوف يتوسط الوزير رمطان لعمامرة (يمينا) والجنرال نورالدين مقري

يحاول النظام العسكري في الجزائر، بواجهته المدنية الممثلة في عبد المجيد تبون استغلال القضية الفلسطينية لتصريف عدائه للمغرب ووحدته الترابية، موظفا جهوده لاحتضان ما يسمى مؤتمر جامع للمصالحة الفلسطينية، لاستصدار موقف من الفصائل الفلسطينية، يروج به افتراءاته ضد المغرب.

وفي هذا الشأن تسربت معلومات من العاصمة الجزائر أن المسؤولين الجزائريين، الذين يمثلون المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي (المخابرات الخارجية التي يرأسها الجنرال نورالدين مقري) ووزارة الشؤون الخارجية  أجروا مشاورات مع كل فصيل فلسطيني على حدة للاطلاع على موقف كل طرف من الوساطة الجزائرية المزعومة ورؤيته لهذه الوساطة، دون أن يقدموا لممثلي الفصائل أية مقترحات سياسية تساعد على التوصل إلى  المصالحة.

غير أن المثير في الأمر هو أن مندوبي النظام الجزائري حملوا إلى قاعات اجتماعاتهم مع الفصائل عداءه للمغرب، ودعوها إلى  أن يتضمن البيان المشترك، الذي يصدر في ختام مؤتمر المصالحة ،إشادة بدعم الجزائر للقضية الفلسطينية ويدين التطبيع مع إسرائيل ويهاجم المغرب دون سواه من الدول العربية التي تقيم علاقات مع تل أبيب.

لا يجد النظام العسكري في الجزائر حرجا في الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بعلاقات الدول العربية بإسرائيل، موهما الشعب الجزائري بوجود "تطبيع حلال" و"تطبيع حرام". فقد توجه الرئيس تبون في بداية هذا الأسبوع إلى القاهرة في زيارة عمل لمدة يومين، علما أن مصر تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ أربعة عقود وترتبط معها باتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة ولم ينبس تبون بأية كلمة، ولو بالتلميح، يدين فيها التطبيع مع إسرائيل وقبل ذلك سبقه وزير خارجيته رمطان لعمامرة في زيارة إلى أبو ظبي، حاملا رسالة منه إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ولم يتوفق لسان لعمامرة أثناء مقامه في أبو ظبي عن الإشادة بالإمارات وبعلاقاتها مع الجزائر وهي تقيم في الوقت نفسه علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. كما تجنب النظام الجزائري قبل سنة التنديد بمملكة البحرين أو بالسودان لإقامتهما علاقات تطبيع مع إسرائيل، موجها أذرعه الإعلامية في القطاعين العام  والخاص بعدم التهجم على كل الدول العربية، التي طبعت مع إسرائيل، طبقا للاتفاقيات الإبراهيمية، لأن الأمر في نظره يتعلق بـ "تطبيع حلال"، لكن قرار المغرب السيادي باستئناف العلاقات مع إسرائيل، المرتبط باعتراف الإدارة الأمريكية بسيادته على الأقاليم الصحراوية أخرج نفس النظام عن طوره وجعله يستنفر كل إمكانياته المالية والدبلوماسية والإعلامية للتهجم على المغرب وتسويق مزاعمه ضده، طامعا في استخدام القضية الفلسطينية ووساطته المزعومة بين فصائلها، للإساءة إلى المغرب وموقفه الداعم للنضال المشروع للشعب الفلسطيني من أجل استخلاص حقوقه الثابتة في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.

ومنى النظام الجزائري نفسه بتنفيذ أجندته الخبيثة ضد المغرب، باستضافته رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتسليمه شيكا بمبلغ 100 مليون دولار، متوهما بأنه قد يوظف بهذا المبلغ القرار الفلسطيني والمصالحة المزعومة لخدمة عدائه للمغرب، علما أن جزائريين لم ينظروا في وسائل التواصل الاجتماعي بعين الرضى لهذه المبادرة، زاعمين أن الشعب الجزائري المغلوب على أمره أولى بمبلغ 100 مليون دولار وأنه كان من واجب النظام أن يصرفه في شراء البطاطا وزيت المائدة والمواد الغذائية الأساسية، التي تعاني البلاد من ندرتها.

وإمعانا في سياسة الخداع وازدواجية المواقف، واصل النظام ترديد شعار هواري بومدين "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، ولو أن الوقائع تؤكد أن هذا النظام يتحالف مع أعداء القضية الفلسطينية.

ويكفي في هذا الصدد الاستدلال بملايين الدولارات التي يصرفها النظام الجزائري على اللوبي الذي يتزعمه السناتور الجمهوري جيم إينهوف رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغريس الأمريكي المعروف بعدائه الشديد للقضية الفلسطينية، فقط لأنه منخرط في ترويج موقف النظام المعادي لوحدة المغرب الترابية.

ودأب النظام كل سنة على أن يفرش السجادة الحمراء للسناتور إينهوف، عند حلوله بالجزائر أو بمطار تندوف لملاقاة الانفصالي إبراهيم غالي، ويوفر الدعم المالي اللازم للوبي الذي يمثله في واشنطن، علما أن إينهوف لا يتورع في التقدم بكل المبادرات المناهضة لمشروعية القضية الفلسطينية، من بينها أنه تقدم بمشروع قرار صادق عليه الكونغريس في 5 فبراير 2021، لإبقاء مقر السفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، تماهيا مع الاعتراف بأن القدس هي عاصمة إسرائيل.

وقال السيناتور إينهوف، حينها في تصريح مكتوب "القدس عاصمة إسرائيل، وأنا فخور بإصدار تشريع لحماية السفارة الأميركية من نقل أو تخفيض تصنيفها".

ولا يجد أينهوف، الذي يعد أكبر مناهض للقضية الفلسطينية في الكونغريس الأمريكي سوى الإشادة والدعم من النظام الجزائري، الذي يواصل الارتباط به واستقباله بالأحضان، رافعا في الوقت نفسه، بلا حياء "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"...