الأربعاء 24 إبريل 2024
خارج الحدود

تبون ومحنة الوسادة الخالية في مصر!!

تبون ومحنة الوسادة الخالية في مصر!! عبد المجيد تبون (يمينا) والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بزيارة لمصر لمدة يومين ابتداء من الإثنين 24 يناير2022، في محاولة منه لأخذ  زمام المبادرة بنفسه ليلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتباحث معه املا في كسب دعمه لعقد القمة العربية  بالجزائر، بعد فشل وزير الخارجية رمطان لعمامرة في جولته الماراطونية التي قادته إلى السعودية والإمارات ومصر وقطر من أجل إنقاذ القمة العربية  من خيار التأجيل شديد الاحتمال.   

لكن الزيارة تميزت بحدثين بارزين وحاسمين خلال اليومين اللذين استغرقتهما:
ففي اليوم الأول لزيارة تبون  لمصر سبقه  تصريح لسفير مصر بالمغرب ياسر مصطفى كمال عثمان، أعلن فيه إن بلاده مصر تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وأكد السفير المصري في حوار مع موقع إعلامي مغربي، أن مصر لا تعترف ب“ الجمهورية الصحراوية ”ولا تقيم أي علاقات معها. وذكر أن الجمهورية العربية المصرية كانت قد شاركت في المؤتمر الدولي الذي نظمته المملكة المغربية والولايات المتحدة لدعم خطة الحكم الذاتي في يناير 2021، ولهذا شدد السفير على أن الموقف المصري بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب لا يقبل التأويل أو التشكيك.
 
وفي اليوم الثاني للزيارة الثلاثاء 25 يناير 2022، حاول  الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون أن يمرر خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره المصري بالقاهرة عبد الفتاح السيسي، فقرة محشوة  بالمكر والتدليس عندما قال" خلصت إلى توافق في الرؤى ووجهات النظر.. وعلي ضرورة توسيع التشاور تمهيدا للقمة العربية في الجزائر" لكن السيسي  كان فطنا فرد  "أن كلا من الجزائر ومصر أكدتا على ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية" وهي إشارة عميقة الدلالة.. كما أن تصريح الرئيس الجزائري بخصوص ضرورة توسيع التشاور بخصوص القمة العربية ..يمكن اعتباره إعلانا عن مأزق قصر المرادية، يوضح  بأن القاهرة التي تحتضن مقر الجامعة العربية، لا تدعم الرؤية الجزائرية بخصوص تنظيم القمة العربية في الجزائر، كما أنها تقف إلى جانب مواقف بعض الدول العربية خاصة الخليجية، والتي ليست على توافق تام مع مواقف نظام الحكم في الجزائر حيال عدد من الملفات وفي هذا السياق يشار إلى جامعة الدول العربية قد أعلنت في وقت سابق عن تأجيل القمة التي كان من المقرر أن تعقد في مارس المقبل بالجزائر، وهو ما يؤشر على اخفاق الديبلوماسية الجزائرية في تمرير أطروحتها بخصوص عدد من القضايا والملفات بالساحة العربية، وعلي رأسها الأزمة السورية، والملف الليبي، بالإضافة إلى الأزمة الدبلوماسية التي تعرفها العلاقات بينها وبين  المملكة المغربية بسبب تورطها المكشوف  في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.