الخميس 18 إبريل 2024
خارج الحدود

بن طلحة الدكالي: توشيح وزيرة إسبانية بوسام شارل الثالث يطرح الكثير من التساؤلات!!

بن طلحة الدكالي: توشيح وزيرة إسبانية بوسام شارل الثالث يطرح الكثير من التساؤلات!! محمد بن طلحة الدكالي والوزيرة الإسبانية السابقة أراتشا كونزاليس لايا

لم تغلق بعد صفحة وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أراتشا كونزاليس لايا، والتي جرى عزلها من منصبها وتعيين خلف لها بعد ثبوت تورطها في دخول بنبطوش إلى التراب الإسباني.. وهو الحادث الذي أزم العلاقات بين المملكتين الأيبيرية والمغربية، وما زالت تبعاته تلقي بظلالها. فقد أفادت "لايا" في تغريدة لها نشرتها على حسابها الخاص بالتويتر، بأن مرسوما ملكيا نشر بالجريدة الرسمية الإسبانية يقضي بمنحها وسام الصليب الأكبر لشارل الثالث، بناء على اقتراح من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بعد مداولات مجلس الوزراء بخصوص الموضوع، خلال اجتماع عقد يوم الثلاثاء 28 دجنبر 2021.

 

ومن المعلوم أن وسام شارل الثالث، الذي أحدث سنة 1771، هو أعلى وسام مدني في إسبانيا يمنح كتعبير عن التقدير للمواطنين الذين من خلال جهودهم ومبادراتهم وعملهم قدموا خدمة استثنائية للأمة؛ ونجد أن هذه الوزيرة سبق لها وأن تعرضت لانتقادات واسعة لعدم تعاملها بفعالية مع الأزمة مع المغرب، كما أن الأحزاب السياسية الإسبانية انتقدتها بشكل خاص؛ بعد أن سمحت للمدعو إبراهيم غالي دخول الأراضي الإسبانية بهوية مزورة، مما أدى إلى استدعائها من طرف محكمة إسبانية للاستجواب؛ بعد أن اعترف أفراد من وزارتها وكذلك مسؤولون عسكريون، أنها وجهتهم لتسهيل دخول غالي بأقصى قدر من السرية!!

 

ونجد أن المغرب في الشهور الأخيرة قد أظهر العديد من الإشارات الإيجابية تجاه إسبانيا، مما جعلنا نترقب انفراجا في العلاقات بين البلدين، خاصة وأن المغرب يعتبر شريكا أساسيا لإسبانيا والمستثمر الثالث في المملكة؛ وتربطه معها بالإضافة إلى الجوار الجغرافي العديد من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية؛ وهو ما يتطلب إعادة التوازن إلى هذه العلاقات بشكل يمكن البلدين من التعاون من أجل المصلحة المشتركة..

 

إلا أننا نجد أن توشيح رئيسة الديبلوماسية الإسبانية السابقة بوسام يقلد به من قدم خدمات استثنائية للأمة، يطرح الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذا التوشيح!!؟ خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تستوجب الإعلان عن حسن النوايا وسياسة اليد الممدودة!!

 

وأعتقد أن هذا التوشيح، وإن كان قرارا سياديا، إلا أن منحه لوزيرة كان أكبر إنجازاتها هو التورط في إدخال المدعو إبراهيم غالي سرا إلى إسبانيا؛ يجعلنا نقف عند طبيعة النوايا لبعض صانعي القرار الإسباني، والذين لم يشفوا بعد من عقدة التاريخ والجغرافيا، متناسين طبعا مياها كثيرة جرت تحت الجسر!! وأن المغرب الدولة السيادية ذات الإرث الحضاري والتاريخي الطويل، ما زال يرنو إلى علاقات إيجابية وبناءة مع الجار الإيبيري في إطار التكافؤ والمساواة..

 

- محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش مدير مركز الدراسات والأبحاث حول الصحراء