السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

تحويل " فندق الحنة " لمركز استقبال.. هل تم التطاول على اختصاصات جماعة مكناس؟

تحويل " فندق الحنة " لمركز استقبال.. هل تم التطاول على اختصاصات جماعة مكناس؟ المركز الثقافي فندق الحنة

في سياق النقاش الساخن الدائر في أوساط المجتمع المدني بمدينة مكناس، بشأن ما يروج من أخبار، مفادها تحويل المركز الثقافي "فندق الحنة"، الواقع بالمدينة القديمة، إلى مركز استقبال، والذي يعود بناؤه من طرف جماعة مكناس إلى عام 1991، ويعد المتنفس الوحيد لشباب وأطفال هذه المنطقة، بالإضافة إلى مختلف مثقفي وفعاليات مدينة مكناس في غياب بنيات ثقافية وتربوية؛ في هذا السياق أفادت مصادر لـ "أنفاس بريس" أن "فندق الحنة"، ومنذ بنائه، كان يتكون من قاعة للمسرح وخزانة وقاعتين كبيرتين خصصت للمطالعة، قبل أن يتم تحويلهما إلى غرف نوم بمقتضى اتفاقية جمعت وزارة الشباب والرياضة وجماعة مكناس وقعت سنة 1997 وظلت مستمرة إلى حدود 2007 تاريخ إلغائها في دورة عادية لجماعة مكناس بإجماع الأعضاء الحاضرين، بسبب الإزعاج الذي تسبب فيه مستفيدون من المبيت بالمركز الثقافي في أوقات متأخرة من الليل (الضوضاء، استعمال موسيقى صاخبة، غناء)...

 

وأضافت المصادر أن مصدر الاحتقان الدائر حاليا في الأوساط الجمعوية، بمدينة مكناس، يعود الى تاريخ الاجتماعات التي عقدتها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، المشرف على برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس في أكتوبر 2018 بمراكش بقيمة مالية تبلغ 800 مليون درهم خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2023، وهو الاجتماع الذي تم بحضور السلطات المحلية ومجموعة من الشركاء، والذي تركز حول تأهيل المركز الثقافي فندق الحنة بغلاف مالي يصل إلى 5 مليون درهم.

 

واعتبرت المصادر أن تحويل المركز الثقافي فندق الى مركز استقبال (إن حدث) سيعد تطاولا على اختصاصات جماعة مكناس باعتباره ملك خاص للجماعة، وبالتالي لا يمكن تحويله إلى مركز استقبال إلا من خلال دورة لمجلس الجماعة وهو الأمر الذي لم يحدث لحدود الآن، مما يعني أن البناية مازالت تحتفظ بالوظيفة التي أنشأت من أجلها في الأصل، أي مركز ثقافي؛ مشيرة إلى أن الاجتماعات التي عقدتها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس سجلت غياب ممثل جماعة مكناس، وهو المعطى الذي قد يكون استثمره جيدا ممثل وزارة الشباب والرياضة للدفع في اتجاه تحويله إلى مركز استقبال، ولعل ما يؤكد هذا المعطى -حسب المصادر- هو كون التصميم الحالي للمركز الثقافي فندق الحنة ليس تصميما لمركز ثقافي بل لمركز استقبال، حيث تم تحويل قاعات الاجتماعات والتداريب التي كانت تخصص للجمعيات بمختلف تخصصاتها إلى مطبخ وغرف نوم، الأمر الذي جعل المركز يستجيب لمقومات مركز استقبال أكثر من استجابته لمقومات مركز ثقافي كما كان عليه منذ تشييده، علما أن ممثل وزارة الشباب والرياضة لا يملك أية صلاحية للتدخل في شؤون مركز تابع للجماعة.

 

وأشارت المصادر أن تحويل المركز الثقافي فندق الحنة إلى مركز استقبال سيؤدي إلى حرمان ساكنة عريضة من خدمات هذا الفضاء الثقافي، لاسيما أن المدينة القديمة ومختلف الأحياء المجاورة لها لا تتوفر على دور شباب أو مراكز ثقافية، بالمقابل تتوفر مكناس على ثلاثة مراكز استقبال ومأوى للشباب، وفنادق ودور ضيافة كثيرة تغني عن التفكير في تحويل مركز ثقافي له دور حيوي في المدينة القديمة إلى مركز للاستقبال...