السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

بلالي نور الدين: الخيانة من صفات المنافقين.. وهكذا تعرض العائدون  للخيانة في الحمادة 

بلالي نور الدين: الخيانة من صفات المنافقين.. وهكذا تعرض العائدون  للخيانة في الحمادة  نور الدين بلالي
 على خلفية استقبال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر الاثنين 22 نونبر 2021 بالمقر المركزي للحزب بالرباط، كلا من- نور الدين بلالي- مؤسس جبهة البوليساريو، العائد إلى أرض الوطن، والعضو السابق بالمجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، و-بيات الزيغم- المكلف سابقا بما يسمى بالعلاقات الخارجية لشبيبة جبهة «البوليساريو» الانفصالية، اتصلت "أنفاس بريس" بنور الدين بلالي صاحب كتاب "من أجل الصحراء، حتى لا تتكرر الأخطاء"، واستفسرته حول  السياق الذي يأتي فيه هذا الاستقبال؟ وما هو الميساج  الذي يمكن أن تقدمه  القيادات العائدة إلى أرض الوطن للأحزاب المغربية، وخاصة اليسارية منها، في إطار الدفاع عن القضية الوطنية. فكان جواب بلالي  في البداية بأن اللقاء تم في إطار عادي لا يقصد من ورائه أية رسائل، وأن القيادات العائدة إلى أرض الوطن كانت دائما  تلتقي مع الكثير من الشخصيات الوطنية من مختلف الأحزاب والهيئات، لكن هذه الأخيرة لا تنشر فحوى اللقاءات على غرار اللقاء  مع الاتحاد الاشتراكي الذي تم نشره في جريدة  الحزب. لكن "أنفاس بريس" توصلت في ما بعد من  بلالي بميساج مغاير  عبارة عن رد "قاصح" على خطاب التخوين الذي أثارته بعض مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للانفصاليين ضد العائدين.  وقد جاء الرد  كالتالي:
 
سمعت الكثير من الآراء التي تتناول موضوع الخيانة؛ والخيانة موضوع هام وخطير تناوله العلماء والفقهاء بالدرس والتمحيص وصنفوا الكثير من أشكالها وأنواعها؛  وأخطر أنواع الخيانات  خيانة الدين، خيانة الله، ومن يخون الله حري به أن يخون عباده.
أيها الإخوة، الخيانة كما تناولها العلماء هي نقض عقد والخروج عن بنوده أو نقض عهد بالخروج عن مبادئه ومواقفه، ولا شك أننا نحن من تعرض للخيانة في الحمادة، الناس الذين أسسها معهم البوليساريو ودخلنا معهم في عهد وعقد، لكنهم خانونا بلا سبب؛ واعتقلونا وعرضوا حياتنا للخطر والتعذيب بدون رحمة ولا شفقة وبدون مبرر؛ فقط من أجل سعي الخائنين وراء المناصب. إذن فهذا الذي خانك وخرج عن العهد معك لك الحق أن تخرج كذلك من العهد؛ لأنك لا يمكنك أن تتشبث بعقد مزقه الذي تعاقدت وتعاهدت معه. إذن هذا شرعا يباح لك إباحة كاملة على أن تخرج على الالتزام به، لأنه هو من خان الالتزام وفسخه وتجرد منه.
والخيانة من الأخلاقيات التي حرمها الإسلام وحاربها، وهي من صفات المنافقين. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية  المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، والخائن منبوذ ومكروه لا يؤتمن على مال ولا على عرض ولا على عمل  ولا على ولاية ولا على دين أبدا. وبالتالي فالخيانة أوصافها معروفة، إذا حدث  صاحبها كذب، وإذا وعد خان وعده وأخلفه، وإذا أؤتمن خان بتصرفاته. والخائن من يولي مسلما على المسلمين لا تتوفر فيه الكفاءة في وقت موجود فيه من هو أكثر منه كفاءة وأمانة ونزاهة، ومن يسرق الممتلكات العامة، فهذه خيانة أيضا، بل وأكبر الخيانات، والله لا يحب الخائنين، وكذلك فأكبر الخيانات خيانة الدين وفرائضه وحدوده  ونواهيه.

وبطبيعة الحال أن من خان ربه فسهل عليه أن يخون عباده وأن يتحايل عليهم  بكل الدعايات وبكل صور التضليل والكذب. ومن صور الخيانة إسناد الخائن المهام والوظائف العامة الحساسة إلى غير مستحقيها. إما لهوى في نفسه، أو محاباة  أو قرابة وتملك أو رشوة، وإبعاد ذوي الكفاءات، فهذه خيانة لله ولرسوله ولعباده. قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى تقوم الساعة؟ فأجابه الرسول (ص)إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. فقال الرجل  وكيف تتم إضاعتها؟ فأجابه (ص) إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة. -حديث رواه البخاري-
والخيانة من يتولى أمر العامة فيضيع حقوق الناس، ولا يقيم العدل بين الناس. ومن الخيانات اختلاس المال العام والتصرفات غير العادلة، وظلم العباد بلا سند وبلا حجة، إنما دفاعا عن الكرسي، والمنافع التي تنهب وتسرق. فهذه إذن نماذج من أساليب الخيانة وإضاعة الأمانة، والإساءة للناس، وهذا هو ما حل سنة 1988 وكانت من أكبر تجليات الخيانة التي شهدت اعتقال المناضلين الأكفاء النزهاء المستقيمين بدون أدنى سبب سوى الغيرة والحسد وتضليل الناس، واستعمال القوة ضد المواطنين الأبرياء واعتقال النساء وتعذيبهن، هذه من أكبر الخيانات التي يجب أن يحاسب أصحابها عليها وعلى تضييعهم الأمانة وظلمهم للعباد، والدولة تستقام بالكفر ولا تستقام  بالجور، لأن الكفر بين العبد وربه، بينما الجور يمس الناس في أجسادهم وفي أرزاقهم وفي مستقبلهم وفي أولادهم ونسائهم  وأعراضهم. وهذه نماذج من الخيانات التي يجب أن ينتبه إليها الإخوان حتى لا يكون مفهومها مفهوما ضيقا  أو مفهوما سياسيا فقط.