الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: المسيرة الخضراء محطة تاريخية مشرقة في تاريخ المغرب

خليل البخاري: المسيرة الخضراء محطة تاريخية مشرقة في تاريخ المغرب خليل البخاري
من لاتاريخ لا هوية له.ان عدم فهم التاريخ الراهن وليد جهل الماضي المناسبة شرط. فبلادنا تحتفل هذه السنة بالذكرى السادسة والأربعين بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة. وهي معلمة نوعية في تاريخ المغرب.أعطى انطلاقتها المغفورله الحسن الثاني طيب الله ثراه في 6 نونبر  1975 بمشاركة 350 الف متطوع ومتطوعة من سائر جهات المملكة وبمشاركة فعلية لوفود من دول شقيقة  وصديقة.
وقد شدت هذه المسيرة الخضراء أنظار العالم وتركت اصداءا كبيرة وعكست عزم وارادة المغاربو وتعبئتهم الشاملة من اجل استرجاع الأراضي المستلبة وضمها للمجال المغربي.كما يدل حدث المسيرة الخضراء على الارتباط الوثيق والمتجذر تاريخيا بين الملك والشعب وبين القبائل الصحراوية.
أن المسيرة الخضراء المظفرة تمثل رسالة السلم والسلام والايمان بالحوار. وقد اعتبرها البعض حدثا فريدا في تاريخ تصفية الاستعمار. واكبته  وسائل الإعلام عن قرب من اجل التوثيق والتعريف به للاجيال واستخلاص العبر والدروس منه.
من المعلوم أن محكمة العدل الدولية بلا هاي اصدرت حكمها وأكدت على أن الصحراء مغربية. وأن هناك علاقات ولاء قانونية كانت دائما موجودة بين سلطان المغرب والقبائل الصحراوية.
ان تاريخ قضية الصحراءي عود الى النصف الثاني من القرن 19م حيث تزايدت اطماع الدول الاستعمارية في الصحراء. وقد رفض السلطان الحسن الأول  اختراق الجيش الفرنسي للخط الصحراوي بلاد توات 1882م كما رفض إقامة مركز إسباني بالداخلة. وبعد انعقاد مؤتمر برلين 1884م وبعدتصربح  الألماني بسمارك حول استعمار القارة الأفريقية الغنية بالمواردالطبيعية، بعث السلطان الحسن الأول بمذكرة احتجاج حول التدخل في الصحراء إلى كل ممثلي الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية المقيمين بطنجة...ورغم استمرار مناورات الدول الأوروبية، إعترفت  إسبانيا 1891م بسيادة المغرب على واحات توات.. وبعد وفاة السلطان الحسن الأول، طالب خلفه المولى عبد العزيز إلى الشيخ ماء العينين بناءالسمارة كما أمر من بعده أخوه المولى عبد الحفيظ قواد الاقاليم الصحراوية واعيانها بمنع اقامة أية منشأة أجنبية  بها. ولقد كانت القوات الفرنسية قد احتلت بلاد آطار وشنكيط وعين الشعير و ودان ايدجيل بعد إنسحاب سكان هذهالمناطق  الى الساقية الحمراء ووادي درعة. 
وبعد إمضاء السلطان المولى عبد الحفيظ على شروط ومواد عقد الحماية في 30 مارس1912، اشتد التوثر في الأقاليم الصحراوية بسبب ما تضمنته معاهدة الحماية من تدخلات في الإدارة والسلطة المغربيين...وكان تقديم وثيقة الاستقلال يوم 11 يناير1944 فرصة أخرى لإثارةقضية الصحراءبالمحافل الدولية  سواء بباريس أو مدريد . وقد أكد العاهل محمد الخامس في خطابه الشهير بالمحاميد  في 25 فبراير1958، إرادة المغرب استكمال وحدته الترابية.. وفي نفس السنة استرجع المغرب طرفاية من إسبانيا. وفي سنة 1960 ألقى ولي العهد الأمير مولاي الحسن في هيئة الأمم المتحدة خطابا صريحا تناول فيه موضوع تصفية الاستعمار في الصحراء..كما الح المغفور له محمدالخامس في اول مؤتمر  لرؤساء الدول الافريقية المنعقد  بالدارالبيضاء على رغبة  المغرب في استرجاع أقاليمه السليبة. وتبنى المغفورله الحسن الثاني نفس الطلب في 3مارس1961 بعد تولية العرش. 
لقد قرر المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عرض قضية الصحراء أمام المحافل الدولية وهاصة بهيئة الأمم المتحدة 1963 و لقي العاهل الجنيرال فرانكو رئيس الدولة الإسبانية  في مدريد.. وفي اكتوبر 1966 عرض المغرب قضية الصحراء مرة أخرى أمام الجنعية العمومية للأمم المتحدة. وبالفعل، تمكن المغرب من استرحاع إقليم إيفني 1969. وفي 17 شتنبر1974 شرع المغرب في تبني الخطة الدبلوماسية والمسطرة القانونية في ملف الصحراء  وافقت عليه منظمة الأمم المتحدة  وعرضه على محكمة العدل الدولية بلاهاي. وفي 27 مارس 1975، عين المغرب السيد ألفونص بوني Alfonce Boni قاضيا لمساندة دعواه في قضية الصحراء  امام محكمة العدل الدولية بلاهاي..وبالفعل في 12 ماي 1975  وبعد مناقشات ماراطوتية مستفيضة، واستئناسها بوثائق وحجج دامغة على مغربية الصحراء. أبلغت محكمة العدل الدولية  نتائج حكمها بمغربية الصحراء. 
ومباشرة بعد استرجاع المغرب لاقاليمه الصحراوية  بدأ مسلسل تحقيق التنمية الشاملة المستدامة على مختلف القطاعات الأساسية والحيوية بالرغم من مناورات خصومنا. لقد اصبحت معظم أقاليمنا الصحراوية في ظل التقسيم الجديد للجهات تتوفر على البنية الصحية والتعليمية والاقتصادية على غرار جميع الأقاليم الاخرى.
وما افتتاح عديد من القنصليات الأجنبية باقاليمنا الصحراوية لدليل قاطع على اقتناع الدول الأجنبية وخاصة الإفريقية بمغربية صحرائنا وبما تحقق فيها من منجزات باهرة في مختلف المجالات.