الفكر الداعشي ينتعش من جديد، وموجات التكفير تكتسح الفيسبوك بسبب ترحم بعض الدعاة والمشايخ على الفنان السوري "صباح فخري" الذي وافته المنية اليوم، مع أن النبي الأكرم عليه السلام يحذرنا بقوة من التألي على الله تعالى، عَنْ جُنْدَبٍ بن عبدالله البَجَلي رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ: أَنَّ "رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لا أَغْفِرَ لِفُلانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ" أَوْ كَمَا قَالَ؛ رواه مسلم، ومعنى (يتألَّى عليَّ)؛ أي: يُقْسِم عليَّ. ولهذا لا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه ولو مازحًا: واللهِ، لن يغفر الله لك، أو لن يدخلك الجنة أبدًا، أو والله إنك ستدخل النار؛ لما في ذلك من القولِ على الله بغير علم، فلا يجوز لنا أن نحجر رحمة الله عن أحد، فالكل تحت المشيئة، ولا نجزم لأحد كذلك بدخول جنة أو نار، فالجنة والنار مفاتيحا بيد الواحد القهار.
فهذه الظاهرة أي ظاهرة تكفير المسلمين وإخراجهم من دينهم، أصبحت ظاهرة خطيرة تقلق راحة المجتمعات المسلمة وتنذر بكوارث لا تحمد عقباها؛ فإذا لم تعالج بقوانين زجرية صارمة ستتفاقم وتنمو وتكبر، وبالتالي يصعب معالجتها، وما يخيفنا ويرعبنا أكثر فأكثر وهو تطبيع الشعوب المسلمة مع نوعية هذا الفكر التكفيري الهدام .
والله المستعان