محمد بنطلحة الدكالي الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب أعاد التذكير بما تجسده هذه الذكرى من ملحمة وطنية تلهم الشباب بالدفاع عن الوطن، أنها ثورة مستمرة للدفاع عن الترابط المقدس الذي يجمع بين العرش والشعب. وأضاف في خطابه السامي أن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية تخدم مصالح المواطنين وتدافع عن قضايا الوطن.
وأكد العاهل المغربي أن الدولة تكون قوية بمؤسساتها وبوحدة وتلاحم مقوماتها الوطنية؛ وهذا هو السلاح للدفاع عن البلاد في موقف الشدة والأزمات والتهديدات؛ وأن المغرب يتعرض لهجمات مدروسة من طرف بعض الدول والمنظمات.. مذكرا لمن يهمهم الأمر أن المملكة المغربية دولة عريقة تمتد لأكثر من 12 قرن، وأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار في ظل التقلبات العالمية.
وندد الملك بالحملة المدروسة التي تسعى إلى تشويه المؤسسة الأمنية المغربية، معتبرا أن الأعداء لا يريدون المغرب موحدا وقويا يتمتع به بنعمة الأمن.. ولهذا ذكر العاهل المغربي أن المغرب والحمد لله معروف بمكانته الإقليمية والدولية حيث يحظى بمكانة متميزة وبشركاء مهمين؛ مذكرا هذه الدول التي تسعى إلى خلق مبررات لا أساس لها من الصحة من أجل تشويه سمعة المغرب، أن قواعد اللعب قد تغيرت، وأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وأن مسيرة المغرب التنموية ماضية في طريقها رغم تجنيد أعداء البلاد لكل الوسائل، وأن هذه المؤامرات لا تزيدنا إلا إصرارا، وأننا سنواصل مسارنا حامين لحدودنا ومدافعين عن مصالحنا؛ وأننا لن نأبه لهاته الهجمات والاستفزازات لأن المغرب تغير ولم يبق كما يريدون.
وتطرق الملك إلى العلاقات بين المغرب وإسبانيا التي مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مسارها. وأضاف العاهل المغربي بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب أن المغرب اشتغل مع الطرف الإسباني من أجل إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية؛ وأنه تابع شخصيا سير الحوار والمفاوضات بين البلدين، وأن ما وقع كان فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، كما أكد الملك أن نفس الالتزام هو ما تقوم عليه علاقة الشراكة والتضامن بين المغرب وفرنسا...
