الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

المحامي صباري يقرأ الجانب الديبلوماسي في خطاب العرش

المحامي صباري يقرأ الجانب الديبلوماسي في خطاب العرش محمد صباري
شكل خطاب العرش تخليدا للذكرى 22 لتربع الملك محمد السادس على عرش اسلافه الميامين بمثابة خارطة طريق لدبلوماسية وإعلام بلدين توأمين متكاملين.
خطاب انتقى الملك فيه عباراته بعناية ودقة، متحليا بالجرأة والحنكة والموضوعية وتسمية الأشياء بمسمياتها.
الخطاب جاء دليلا لكل من فقد البوصلة لمعرفة الطريق السليم والصحيح لخدمة شعبين، أبدع الملك حفظه الله عند وصفهما بالتوأمين المتكاملين وليس فقط مجرد جارين، وقد حرص ملكنا على قطع الطريق أمام الجهات التي سعت إلى تسميم العلاقات بين المغرب والجزائر مستعملا عبارات غاية في الدقة والمعنى مؤكدا على أن أمن الجزائر واستقرار وطمأنينة شعبه من أمن واستقرار المغرب والعكس صحيح.
بل أكد أمام شعبه والعالم أن الشر والمشاكل لن تأتي أبدا من المغرب الذي لن يشكل أي خطر أو تهديد للجزائر.
وأرى أن دبلوماسية وإعلام البلدين مطالبين باستلهام مضامين الخطاب الملكي والابتعاد عن لغة اللوم والعتاب والعناد ونسيان ما قبل تاريخ 31 يوليوز 2021 واعتبار تلك الليلة شهادة ميلاد جديدة لتوأمين متكاملين. 
إن الكل مدعو للفصل بين ما هو شخصي ذاتي وما هو عام موضوعي ومن ثم بحاجة لضبط ردود الفعل المختلفة نوعيا بين ما هو فردي خاص وما هو عام جمعي، وإذا كان من حقنا في الحالة الشخصية الخاصة أن نسمح لفسحة الانفعال أن تكون أوسع فإن الشروط إياها لا يمكن السماح بها أو قبولها عندما يتعلق الأمر بالشأن العام الجمعي..
إن رد الفعل يولد الغضب والهدم والقطع بينما الحياة فعل وبناء.
لذلك أرى أن دبلوماسية وإعلام البلدين مطالبين بضبط التوجهات والمسارات واستحضار مصالح البلدين وشعبيهما مزيلين كل الشوائب والتفاعلات الثأرية الانفعالية وهي التفاعلات التي غالبا ما تنسي أطراف الحوار جوهره لتجعلهم مكرهين على الوقوف عند حدود مظهرية تتعلق بالأسلوب وإفرازاته السلبية، طبعا لكونه أسلوب تناول فردي انفعالي محدود.
إن الرؤيا الثاقبة لجلالة الملك والتي اتسم بها خطابه التاريخي تقتضي استحضار المنطق في تناول الخلاف واستحضار الأهداف وغض البصر أحيانا وصم الأذان أحيانآ أخرى عما يكتب أو يقال في حق هذا الطرف أو ذاك واعتبارها مجرد أفعال  أو ردود أفعال لا تستحق الرد.. 
محمد صباري محامي بهيئة مراكش