الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

صوصي العلوي: جهات معادية حاولت استخدام قضية التجسس الإلكتروني لاستهداف نجاحات المؤسسة الأمنية في المغرب

صوصي العلوي: جهات معادية حاولت استخدام قضية التجسس الإلكتروني لاستهداف نجاحات المؤسسة الأمنية في المغرب صوصي العلوي
في هذا الحوار مع أمين صوصي العلوي، مختص في البروباغندا التطبيقية، يتحدث عن خلفيات الحملة التي تقودها تقودها وسائل إعلام فرنسية (مثل لوموند وميديابارت وفرانس 24 وغيرها) ضد المغرب على خلفية قضية التجسس المزعومة، وكيف أن أجهزة استخبارات غربية متورطة في هذه الحملة..
 
كيف تفسر هذه الحملة الإعلامية التي يتعرض لها المغرب في موضوع «التجسس»؟
هي هجمة دولية بدأت إقليميا، والمعروف أن هناك مصالح تحرك منظمات المجتمع المدني الوظيفية والإعلام الأطلسي لمهاجمة الدول عبر قضايا حقوق الإنسان، وخاصة في موضوع الحريات الإعلامية حيث يتم استخدام بعض الصحافيين كأذرع لاستعمالهم أوراق ضغط، وهنا في المغرب برز ذلك بشكل واضح من خلال موقف الخارجية الأمريكية التي حاولت تسييس قضية تدخل في إطار الحق العام التي يتابع فيها الصحافيان الريسوني والراضي، إقليميا هناك رغبة لبعض الدول المعادية للمغرب، والتي تخشى تطوره على حساب مصالحها الاستعمارية القديمة، من أجل تعطيل مسيرته التنموية والاجتماعية، والمعروف أن عددا من الدول كانت تقتات من علاقتها بالمغرب، اليوم المغرب غير المغرب السابق، له سيادة سياسية واقتصادية، توجه نحو إفريقيا، واستطاع إيجاد شراكة قوية مع عدد من دول القارة، بعيدا عن شراكات تقليدية كان الرابح فيها هو تلك الدول الأوروبية، المغرب قدم نموذجا مغايرا للجزائر التي تعادي المغرب وكانت أيضآ تشتغل بمنطق الرشوة والابتزاز في إفريقيا، وقدم المغرب نموذجا ناجحا في تطوير إفريقيا بعيدا عن النموذج الجزائري، وهو ما أدى إلى استقرار في المنطقة الإفريقية إلى حد ما لولا وجود الإرهاب، وأثبت المغرب أنه قائد المنطقة الإفريقية ولا يحتاج لدعم وهبات القوى الكبرى، بل حتى الدول البترولية المجاورة، ولاشك أن هذا أغاظ كثيرا من الدول التي باتت ترى المغرب منافسا قويا في تعهداته نحو إفريقيا، خصوصا بعد التغير الملحوظ في الاتحاد الأفريقي، الذي بدأ يتصالح مع المغرب وخير دليل على ذلك مؤازرته للمغرب في مواجهة برلمان الاتحاد الاوروبي ومطالبته بعدم التدخل في خلاف ثنائي بين المغرب وإسبانيا.
الملاحظ أن هناك تناقضا في تعامل الدول الأوربية مع المغرب، من جهة تشيد بالعمل الأمني المؤسساتي وفي نفس الوقت تسلط إعلامها للنيل من هذه المؤسسات، كيف ذلك؟
الهجمة الإعلامية على المؤسسات الأمنية المغربية ليست وليدة هذه المرحلة، بل سبقتها هجمات أخرى تحاول النيل من القادة الأمنيين بالمغرب، وعلى رأسهم عبد اللطيف الحموشي الذي أبلى بلاء حسنا على رأس المؤسسة الأمنية عبر تجفيف منابع الإرهاب والقيام بعمليات استباقية للتصدي لكل محاولات إرهاب الناس عبر ما يسمى ب «إدارة التوحش»، وهي استراتيجية إرهابية مكنت الإرهابيين في كثير من المناطق من إسقاط أنظمة الحكم، توجه المغرب أيضا إلى الصحراء وخصوصا في الساحل شكل تخوفا من بعض الجهات التي تعول على استمرار الإرهاب لتقوية مصالحها، واستطاع المغرب اختراق الجماعات الإرهابية وكشف مخططاتها عبر أدواته الاستخباراتية التي تعتمد على العنصر البشري بالدرجة الأولى، والإلكتروني أيضا، وهو ما شكل خطرا على بعض المتلاعبين في قضايا الإرهاب الدولي والمستفيدين من حالة الفوضى، التي عبرت عنها «كوندوليزا رايس» سنة 2003، بالفوضى الخلاقة، لهذا حاولت هذه الجهات المعادية للمغرب استخدام قضية التجسس الإلكتروني ضده، خصوصا أيضا بعد نجاحات المؤسسة الأمنية في العديد من بؤر التوتر أبرزها في ليبيا، لهذا تم اللجوء لحكومة بلد جار للمغرب لها أجندة عدائية ضده..
أما عن مسألة إشادة تلك الدول بالسياسة الأمنية للمغرب، فالحقيقة أنهم مضطرون إلى ذلك، لأن المغرب لم يترك لهم مجالا إلا استحق عليه الاعتراف بقدراته، خاصة أنه كشف العديد من العمليات الإرهابية داخل أوربا، أو ساعد في إلقاء القبض على إرهابيين، في الوقت الذي «عجزت» أجهزة استخباراتية اووروبية في تعقبهم، من هنا أصبح المغرب قوة استخباراتية معترف بها دوليا، بلغت العمق الأمريكي لكشف مخططات بعض الإرهابيين، وهو ما أصبح فيه المغرب يقارع كبريات الدول، وشكل خطرا على بعض اللوبيات التي تنتعش من الإرهاب في هذه الدول..
لكن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها تستعمل وجهين للتعامل مع المغرب، رسمي مهادن، وإعلامي مهاجم؟
سياسات الولايات المتحدة الأمريكية ليست موحدة ولا تمثل دائما نفس الأطراف واللوبيات، طبعا مرحلة ترامب مكنت المغرب من تخفيف الضغط عليه أمريكيا، وأعطت للرباط مصداقية دولية ومشروعية في صحرائه، وهذا أرعب دول المنطقة، لأن لوبيات أمريكا الضخمة لديها إمكانيات هائلة يمكن أن تغير وجه المنطقة، وهناك لوبيات أخرى من نفس البلد تريد لوضع الفوضى أن يستمر، وما قضية الصحافيين الراضي والريسوني إلا حصان طروادة، وهناك شبهة تورط أحدهما في المساس بالأمن الداخلي للبلاد من خلال التخابر مع دولة أجنبية، وفق صك الاتهام القضائي، وما قضيتهما إلا الشجرة التي تخفي الغابة، والمغرب لديه إمكانيات لتعقب التجسس والجواسيس، والجهات التي تقف خلفهم تجهل إمكانيات المغرب وأسباب تزايد قوته، لهذا هي متلهفة لاكتشاف أساليبه وأدواته بما فيها الإلكترونية لهذا ألقت حجرا في الماء الراكد، تريد من خلالها الدفع بالمغرب من أجل إظهار أوراقه وكشفها لهم، إن كان يتوفر على برنامج «بيغاسوس» أو برامج أخرى تتعقب من يريدون المساس بأمنه، مما يفسر عدم توفرهم على أي إثبات لادعاءاتهم، وهم يعلمون أنهم يكذبون.
ماذا عن استعمال هذه اللوبيات لمنصات إعلامية في أوربا وأمريكا للتنسيق فيما بينهم، وتوجيه الاتهامات للمغرب؟
 طبعا وراء هذه الحملة الإعلامية المريبة «جورج سوروس»، وهو الملياردير الكبير وممول الثورات في العالم العربي، ويمتلك منظمة اسمها «المجتمعات المنفتحة»، ويدفع بمؤسسات إعلامية، لديه علاقة بها، كونت مجموعات صحفية في واشنطن انتقلت بعدها إلى فرنسا ولبنان، وهي مجموعات لها أغراض مشبوهة ومخترقة من قبل استخبارات دول غربية، والأمر ليس مرتبطا بتشجيع تحقيقات وطنية في هذا البلد أو ذاك وإنما استعمال الصحافيين من أجل جمع معطيات تحت يافطة «الصحافة الاستقصائية»، التي تنشر على منصة «فوربيدن ستوريز»، أي «القصص الممنوعة من النشر» وتتولى المنصة متابعة التحقيق فيها ونشرها، سواء بسبب اعتقال المحققين الإعلاميين فيها أو موتهم كما يزعمون، أو عدم قدرتهم على استكمالها لأسباب أمنية مختلفة، والحقيقة أن هذه ليست منصة تحقيق إنما منصة للإدانة والتحريض، فكون هذه المنابر الإعلامية المختلفة تجمعت في منصة واحدة، هي بالأساس خدعة للإيحاء بتنوع المصادر ليتوهم المتابع أن هذه الأخبار صحيحة من خلال تعدد زوايا النظر، وكثرة المصادر لخلق وهم المصداقية لكنها في الحقيقة مجرد بروباغندا، والحقيقة أننا أمام نقطة انطلاق واحدة ومسارات متعددة إعلاميا وجغرافيا، وعليه فنحن اليوم في هذه الحملة أمام أسلوب «الإغراق المعلوماتي» أو ما يعرف بالتسميم المعلوماتي.