الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: " بيغاسوس" .. فهل للمغرب كل هذه القوة!؟

أحمد بومعيز: " بيغاسوس" .. فهل للمغرب كل هذه القوة!؟ أحمد بومعيز
 مرة أخرى، وفي وقت وجيز، عاد المغرب إلى واجهة الأخبار والأحداث الدولية .وهذه المرة بتهمة جديدة أو قدرة جديدة.  تهمة استعمال البرنامج الإسرائيلي المتطور " بيغاسوس " للمراقبة أوتتبع الهواتف، أو جمع المعطيات أو التجسس. ولكل تعريف مقال وفق المقام... 
هذه المرة تهمة المغرب نوعية، قد ترقيه ليصير من ضمن نادي القوى الكبرى التي تتحكم في المعطيات، وتراقب المتدخلين والتدخلات ، والإرهابيين، وأصحاب القرارات الخطيرة، والنافدين، والمسؤولين الكبار...تراقبهم  عبر وخارج الحدود وعبر الدول وعبر القارات ..كما تفعل الدول الكبرى والمنظمات الكبرى... إذن المغرب بات قوة إقليمية ودولية تتحكم في القرارات ، وتستبق التدخلات والعمليات الحاسمة في القضايا الحاسمة، داخليا وخارجيا. هو إذن تحول نوعي واستراتيجي لقدرات المغرب - إن صدقت التهم-  ...
وطبعا ،الجزائر تترقب وتراقب الموضوع والوضع عن كثب كما تراقب وتترقب كل المواضيع والأوضاع من الصحراء الكبرى إلى البحر المتوسط ، وتقف للمغرب الجار العدو اللدود والخاوة خاوة بالمرصاد. وتؤكد وتثبت التهمة على المراركة - وفي نفسها غمة حسد -  بكونهم يتنصنتون ويتجسسون على شنق ريحة وهو يغازل عشيقته أو زوجته..ويصورونه وهو يتبول في بنطلونه العسكري. ويتجسسون على رمضان العمامرة وهو يهلوس. ويتجسسون على عبد العزيز بوتفليقة وهو يئن مشلولا في كرسي متحرك أوتوماتيكي روسي الصنع ... ويتجسسون على السعيد بوتفليقة وهو في زنزانة مكيفة يأكل جبنا مستوردا من فرنسا . ويتجسسون على كل عسكر الجزائر وهم يحكمون وينهبون ويشربون الويسكي والبترول ويسكرون ويعربدون ويتلعثمون في القول والقرار  والسياسة والاقتصاد . ويتجسسون  بالطبع على بن بطوش أو إبراهيم غالي وهو يمرض ويحول إلى مهاجر سري عليل ونحيف مهرب إلى إسبانيا. ويتجسسون على مخطوطات المرتزقة  في تندوف وهم يرسمون خرائط دولة وهمية فوق سراب الصحراء...  
لكن الجزاير لم تسكت هذه المرة، ولن تسكت أبدا. فقد انتفضت وزارة خارجيتها وأبدت قلقا عميقا ... وأدانت "الاعتداء الممنهج والمفروض على حقوق الإنسان والحريات الأساسية.."بفعل برنامج بيغاسوس.. وبفعل دولة المراركة..وطالبت بمعاقبة المغرب حتى لا يعود لفعلته ويتجسس على سروال شنق ريحة وبه ريحة وخارطة طريق البول، ولا على غزله ولا على عجزه..وأيضا ضمانا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الجزائر الأبية، والتي لا تدخر جهدا لخرقها بالجملة  والتقسيط ... 
لكل ذلك،  فالمغرب بالفعل بلد جائر وعدواني، ويمارس التجسس، ويتسلط على حكام الجزائر وشعب الجزاير، ويتنهك حقوق الإنسان والحريات في الجزاير ، ويقلق راحة الجنرالات وعسكر الحكم في الجزائر...
(يتبع..)