استدرك محمد الأعرج، التذكير بمهمته الوزارية الجديدة المتعلقة بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بعد أن تحدث خلال لقاء دراسي حول التدابير الكفيلة بالاقلاع التنموي بإقليم ورزازات، ينظم اليوم السبت 4 نونبر 2017، وكانت اللجنة التنظيمية قد قدمته بصفته وزير الثقافة والاتصال، ليرد عليهم بأن هناك وزارة أخرى انضافت لمهامه الحكومية، ومع ذلك لم يتحدث الأعرج عن أي مشروع تعليمي، خصوصا المتعلقة بإنشاء جامعة في وارزازات، مكتفيا بالقول أن هناك مديرية جهوية للاتصال سيتم تدشينها قريبا ضمن دور الإعلام في الترويج التنموي للمنطقة، مشددا على ضرورة إيجاد تدابير جديدة للتنشيط السينمائي في ارتباطه بالسياحة والاقتصاد عموما.

من جهته تحدث محمد ساجد وزير السياحة، عن كونه منذ صغره وهو يسمع عن نفق تيشكا، "طرح المشروع فجر الاستقلال، ومع ذلك لم يجد المشروع طريقه للإنجاز رغم تعاقب الحكومات، وتوالي الدراسات، حيث مللي كنت صغير وانا اسمع بهذا المشروع، لأنه لايعقل أن تظل ورزازات معزولة عن محيطها، ففي الوقت الذي تقطع فيه الرحلة الجوية دقائق عدة، تصل الرحلة اليها برا إلى نحو 4 ساعات بما تشكله من مخاطر الطريق". وكشف ساجد بلغة الأرقام تردي القطاع السياحي في وارزازات، والذي لايتعدى 20 في المائة من نسبة الملء في الفنادق، وهي نسبة ضعيفة جدا، مما يعني ضياع القدرة الإيوائية في نسبة 80 في المائة، وتعرف العديد من الوحدات الفندقية بالمنطقة غلقا لها بعد تراجع السياحة، وصعوبة تدبير المقاولات السياحية للمهنيين والمستثمرين، مما يؤثر على الوضعية الاقتصادية للمنطقة، في الوقت الذي تحتاج فيه ورزازات لتكامل سياحي مع جارتها مراكش، لكن صعوبة الولوج الطرقي يحد من أي تكامل سياحي، وللأسف يقول ساجد، "ماكاين والو لحد الساعة في موضوع نفق تيشكا".

وبلغة صريحة تحدث عبد الرحمان الدريسي، رئيس المجلس الجماعي لورزازات، عن الوضع التنموي المتردي على جل الأصعدة، بدليل أن ورزازات التي كانت تعد ثالث مدينة في الجذب السياحي وطنيا الى المرتبة 16، بفعل توالي الأزمات الوطنية والدولية، آخرها الحادث الذي أودى بحياة العشرات من المواطنين في حادثة السير على الطريق نحو مراكش في أبريل 2016، مما خلق هلعا ورعبا، حيث تراجعت وكالات السياحة عن تنظيم رحلات برية نحو المدينة، وقامت شركة الخطوط الملكية المغربية بتقليص عدد رحلاتها، وتراجع الصناعة السينمائية،  وانعكس هذا التردي، حسب رئيس المجلس الجماعي، على الوضع الاجتماعي، من خلال اتساع دائرة البطالة، وارتفاع جرائم السرقة وتعاطي المخدرات والتوتر الاجتماعي، "وقد بذلنا جهودا كبيرة في التواصل مع الوزراء المعنيين من بينهم رئيس الحكومة، ومع ذلك لم تجد نداءاتنا الطريق للحل والتجاوب، باستثناء الدعم الذي وجدناه في مديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية، ومع ذلك فالطلب والحاجة كانا أكبران من الدعم، ولم تتنفس المنطقة إلا بعد انجاز مشروع نور للطاقة الشمسية، يقول الإدريسي، مضيفا أن تنظيم هذا اليوم الدراسي، هو لفك العزلة عن المنطقة وإعادة الاعتبار لها، حيث ستنظم 4 ورشات، تتعلق بالسياحة وفك العزلة، والسينما وسبل تطوير القطاع، ونفق تيشكا والربط الجوي والطرقي: كيفية فك العزلة عن الجهة واستغلال امثل للبنيات الموجودة؟ والمنظومة البيئية حول الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة..