السبت 18 مايو 2024
مجتمع

المفكر محمد عابد الجابري يُخدش في رمزيته بين أزقة "أنفا" بالدار البيضاء

 
 
المفكر محمد عابد الجابري يُخدش في رمزيته بين أزقة "أنفا" بالدار البيضاء

في الوقت الذي لم تقو السنين السبع التي مرت منذ رحيل المفكر محمد عابد الجابري، على إحداث ولو محاولة لنسيان قامته المؤثرة كأحد كبار المثقفين المغاربة و العرب. أبت مقاطعة الفداء في مدينة الدار البيضاء إلا أن تخدش مكانة الرجل، ليس في وزنه المعرفي لأن هذا عصي على أي كان، وإنما عبر إهمالها المفجع لأحد اليافطات المؤرخة له بحمل زنقة من الأزقة لاسمه.
وهي الصورة التي تداولها الفايسبوكيون مع الكثير من الإستنكار، والتعاليق المدينة للمسؤولين بالمنطقة. على أساس أن ترك نظير ذلك المشهد يعد تقصيرا في كل الأحوال، والأفظع حين يتعلق برمز ترجمت كتبه للكثير من اللغات، وطرح خلال مسار حياته شتى الرؤى النقدية والسجالات الإيديولوجية التي أغنت المكتبة العربية.
وبينما كان الجابري مجدا في خلخلة مختلف التيارات الفكرية على مستوى قضايا الشريعة والديمقراطية والتطرف والتنمية، يجازى اليوم من مسؤولي بلده بخلخلة اسمه من غير أي اعتبار لتاريخه السياسي والفلسفي. مع العلم أنه كان يفضل الإبتعاد عن الأضواء إلى الإشتغال في السر دون بهرجة أو حبا للظهور. مما يزيد من عمق كارثية الصورة المرفقة، والتي حتما لو تقدم بالراحل العمر إلى حين رؤيتها لغرق أكثر في الميول إلى التخفي بدل التشهير بتلك الطريقة.
وبرغم أن ردود الفعل التي تعاقبت على نشر الصورة اختلفت في عباراتها الساخطة، وتلونت صيغ عتابها الصارم، إلا أنها توحدت حول القلق الشديد للعقلية التي يتعامل بها مدبرو الشأن المحلي مع شخصيات البلد الوازنة، أو كما قال أحد الغاضبين: "هؤلاء، إما لا يدرون أين تقع الزنقة، أو يجهلون من هو محمد عابد الجابري".