الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب دبيش:الجزائر لم يعد لها من حل مع المغرب سوى الحمق !

عبد الوهاب دبيش:الجزائر لم يعد لها من حل مع المغرب سوى الحمق !

في صيف 1999، وبعيد أسابيع على وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، سمعنا وقرأنا آنذاك أن الرئيس الجزائري بوتفليقة سيعمل على فتح الحدود بين البلدين الجارين. وفجأة جاء حادث بني ونيف المصنوع من الألف الى الياء من قبل المخابرات الجزائرية ليقول للرئيس الحديث العهد بكرسي الرئاسة، أن حدود تدخله مرسومة بشكل معين وأن عليه أن يستلهم الدرس الذي تلقاه المرحوم بوضياف يوم 29يونيو 1992.
كان بوتفليقة ذكيا في التقاط الرسالة وزكى نفسه عند واضعيه بجولات حماسية اقتصرت على مناطق الحدود المتاخمة للجار الغربي. نبح بوتفليقة ونعق وخرجت أوداجه بالسب والقذف في حق المغرب واعتقد أن خطبه الحماسية يمكن أن تزعزع الاستقرار في بلد لم يخرج بعد من جنازته خصوصا وأنهم اعتقدوا أن الملك الجديد ليس لديه تجربة والده في الحكم. استقبلوا إدريس البصري استقبال الرؤساء وتجاوز الاستقبال الذي حظي به الوزير القوي في عهد الحسن الثاني اخلاقيات البروتوكول ونسوا أن المغاربة هم من وضعوا أسس ورمزيات البروتوكول، ولم يدركوا ابانها ان المغاربة كيفهموها وهي "طائرة فالسما".

تابع الرئيس الجزائري، الذي لم ينزع عنه جبة وزير الخارجية زمن بومدين، جولاته وفِي كل مرة كنّا نسمع عن موقف أكثر تصلبا وعداءا من سابقه تجاه المغرب. فالرجل الذي قطع على نفسه أن يجد حلا يحفظ ماء الوجه للجميع بمنطق لا غالب ولا مغلوب في قضية الصحراء أصبح الوجه الحقيقي الذي ينظر اليه المغاربة خصوصا في قضية الصحراء .
موقف بوتفليقة لم يكن يعبر عن إحساسه الخاص باعتباره كبر وترعرع في وجدة المغربية إذ أخذ على عاتقه أن يترك عواطفه الانسانية ليصبح رجل الدولة المعبر عن استراتيجية الجزائر وتصورها للعلاقة مع المغرب، تصور يجعل المغرب والمغاربة الشيطان الأكبر الذي يلزم أخذ الحيطة والحذر منه فالمغرب هو العدو وليس استعمار الأمس.
لا تفسير لهذا الموقف العدائي الذي يدرس في الكتب المدرسية بالجزائر للأجيال إلا في التاريخ . وحده التاريخ يجيبنا عن الغامض في هذا الموقف العدائي الثابت الذي لا يتزحزح قيد أنملة عن المرسوم له.
استمرار مواقف الحكومة الجزائرية فضحها وتورطها اكثر حين تبين للمنتظم الدولي حقيقة الصراع، خصوصا حين أمسكت الدولة ملفات السياسة والدبلوماسية. وحسنا فعلت الإجابة التاريخية عن الموقف الجزائري من المغرب نحن من صنعه وساهم فيه. كانت الغلطة الأولى حين اقترحت علينا فرنسا استرجاع الصحراء الشرقية المغتصبة ورفضنا تضامنا مع جبهة التحريرالجزائرية (هل يعقل أن نوثق في من كانوا يقتلون من استأجروهم غدرا وليلا خوفا من التبليغ عنهم).
ارتكبنا الخطا الثاني في أكتوبر 1963حين أوقفنا حربا انتصرنا فيها وخرجنا منهزمين ترابيا . الخطا الثالث ارتكبناه حين وثقنا في مساندة بومدين ورفاقه في قضية الصحراء وكنا نعلم أنهم معنيون بها أولا وأخيرا .
الجزائريون ينظرون إلينا كبلد سهل الاستساغة، وهذه غلطتهم الكبيرة .الرغبة في إشاعة ثقافة السلم وحسن الجوار اعتبروها ضعفا لان منطق الرؤية لديهم كان يغلّفه عنف غير مسبوق. هذه رؤية الاشقاء لبلدان الجوار .
في سنة 1972 كادت أن تندلع حرب حقول نفطية بين تونس البورقيبية وبين بومدين حول قطعة ترابية في حاسي مسعود لولا أن المواقف الاستسلامية لبورقيبة جنب البلدين حربا إبانها. استشعرت الجزائر ان مشاكل المغرب الداخلية ستساعد في زعزعة الاستقرار والدخول الى البلد من بوابة الاشتراكية العسكرية العدمية. غير أنها ادركت أن هذا الطموح غير ممكن وحلم بعيد التحقق. لذلك وجدت ضالتها في قضية الصحراء التي اعتبرتها الحجر الذي سيوجع المغاربة في قدمهم حتى لا يتقدموا في سلم التنمية .
الآن وصلت الجارة الشرقية للباب المسدود وأصبح لها حل واحد هو الحمق وجعلت لسان حمقها صحافي معتوه يزور الحقائق في بلد تصنيفه الاممي 156وبينه وبين المغرب مسافة ضوئية في مجال الاعمال. لكن لا أعجب من حمق صاحبنا وهوسه غير أنه لا يعرف أن المغاربة لا يلتفتون الى الحمقى هربا من العدوى
الرد شاهدته بعيني منذ زمان
الجزائر كتبت في الجبل المقابل للسعيدية الجزائر دائما وأبدا والى الأبد
جاء المغرب بان حفر الجبل وشيد على قمته من اعلى الى أسفل طريقا سيارة.