السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

الطويليع: إلى الفتان الذي يعبث بالأمن الديني والأخلاقي للمغاربة

الطويليع: إلى الفتان الذي يعبث بالأمن الديني والأخلاقي للمغاربة

وجه الأستاذ نور الدين الطويليع رسالة مفتوحة إلى الشيخ الفيزازي على خلفية الفضيحة الجديدة التي أسقطت قناع الورع والتقوى على وجههالمسربل بشعر لحية الشيخ الوقور، فضيحة استغلاله للشابة حنان وأسرتها، والتي أضحت قصتها مع الشيخ موضوع الساعة إعلاميا، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولتعميم الفائدة نعيد نشر قصة " غواية شيخ " لقراء " أنفاس بريس ".

"بداية أعتذر عن إسقاط لقب الشيخ من النداء، وعن النطق باسمك مجردا منه، لأن كلمة شيخ تدل على جلال القدر ورفعته، وسمو النفس واستقامتها، وأنت بصنيعك الأخير هتكت حجاب الوقار، فما عادت تليق بك، وما عدت تليق بها، على الأقل في تقديري الشخصي، كما أعتذر لنفسي لأنني حجزتها عن وصفك بالمتشايخ والمتصابي، لأمر واحد ووحيد تمثلت فيه الآية القرآنية الكريمة: "ولا تنابزوا بالألقاب".

سيدي، لقد زججت بالأمس بمئات الشباب في السجون، بعدما حولتهم إلى رعية سامعة مطيعة، حملتها أفكار التشدد والتطرف، دون أن تدري أنها ضحية لطموح ظاهره تكفير الإنسان و الحجر والشجر، وباطنه رغبة جامحة في إمارة، لا أرى أنك كنت ترى فيها شيئا آخر غير تكوين حظيرة من الجواري وما ملكت اليمين...، ثم لما بدا الحلم بعيد المنال، بل مستحيلا، تركت القارب يغرق بهم جميعا، واتجهت إلى بر الأمان، لتعيش حياة دعة في ظل سلام أعلنته ليكون لك وجاء، ويقيك شر التنغيص عن واقع الأحلام، بعدما خاب مسعى الحرب في تحقيق المأرب.

وأنا أتتبع قضيتك الأخيرة، خلتني أستمع إلى حكاية مجرم ترك للتو أسوار السجون، وليس إلى رجل محسوب على الدعوة الإسلامية، يؤذن في الناس صباح مساء بالعفة والخلق الحسن، وينهاهم عن الرذيلة، ويدعو إلى الحفاظ على سلم الوطن وأمنه، ويناصب العداء كل من ينادي بعكس ذلك، إلى حد الحساسية المفرطة التي بلغت أوجها بالتكفير السياسي لكل من أعلن عن حقه في مطلب اجتماعي أو اقتصادي، وحشره في دائرة المعادين للملكية ولمقدسات البلد، دون ارعواء أو حذر من إصدار اتهامات تزيد النار اتقادا، وتحول مسعرها إلى تنين يلتذذ باشتعالها، لما تتيح له من إمكانية حرق الآخر، وتوفير الإضاءة الكافية للنفس التنينية الأنانية.

اعلم سيدي، أنك،وأنت تلهو بأعراض من دلست عليهن، تحولت إلى فتان يعبث بالأمن الديني والأخلاقي للمغاربة، وهم يشاهدون رجلا يقول ما يعلمون ويفعل ما ينكرون، فلربما هم (بفتح الهاء وتشديد الميم المفتوحة )، الكثير منهم بما وقعت فيه قبل أن يعلم به، لكنه كف وتوقف وهو يسمع خطبة من خطبك المدوية، ثم وقع وقوعا مدويا في حبل الرذيلة متكئا على حبل قدوتك، ومعزيا نفسه بأن ما حجز عنه هو نفسه، مارسه من يراه في مرتبة الشيخ العالم الجليل.... ألا ترون أنكم فتحتم باب السعي وراء أرذل الخلق، والجري خلف سلوكات منحطة يندى لها الجبين، في وقت كان أجدر بكم أن تكونوا سدنة يبنون جدار الأخلاق السميك في وجه أعاصير الانحلال والمكر والتمويه والضحك على الذقون باسم الدين البريء مما تحاول إلصاقه به عبر تصرفاتك ومحاولاتك التبريرية التلفيقية اليائسة، براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام، لك أن تحلق ذقنك وتترك المنبر وتمارس ما شئت من سلوكات، فأنت حينئذ مسؤول عن نفسك فقط، لكن أن تتمسح بذريعة ما يسمى "زواج الفاتحة"، وتستغل موقعك كداعية للزج بضحاياك في شرنقة هواك،ثم ترميهن بعد أن تقضي منهن وطرك، فهذا منتهى الصفاقة وأقصى درجات الاستغلال البشع للدين، ودرجة ما تحت الصفر من شيء اسمه الوازع الديني.

رجاء سيدي قل لي كيف هو شعورك وأنت تصيح في الناس بالحديث القدسي الشريف:" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا"؟. أفلا تشعر بتأنيب الضمير وأنت تذكرهم بالحديث النبوي الشريف: "ما أكرمهن إلا كريم, وما أهانهن إلا لئيم".

لك أن تختار يا فيزازي بين أمرين لا ثالث لهما: فإما أن تعيش عفيفا كريم النفس، كابحا نفسك عن اتباع الهوى، و إما أن تشرع الأبواب لذاتك لتبحر في بحر الرذيلة، وفي هذه الحالة اترك الدين جانبا، وأعلن للناس مسارك بوضوح، أما أن تحاول الجمع بين الأمرين، فهذا من سابع المستحيلات، ولن تعدو، والحالة هذه، أن تكون كمن يحاول أن يجمع بين الليل والنهار والظلمات والنور.

ختاما لا تنس، سيدي، أنك وضعت سيناريو لفلم لو قلب صاحبه ظاهر القول وباطنه، وأعمل فكره وعقله لما أفلح في إتقان حبكته، كما فعلت انت، فقدمت المادة الخام في طبق من ذهب لمن يريد أن يشتغل على واقعتك تحت عنوان "غواية شيخ".