السبت 27 إبريل 2024
سياسة

وجه الشّبه بين «بنكيران» و«بوبريص»: الذيل «المقطوع» الذي لا يموت!

وجه الشّبه بين «بنكيران» و«بوبريص»: الذيل «المقطوع» الذي لا يموت!

بنكيران الطامع بولاية «استدراكية» على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية يشبه «بوبريص» الذي كان لا يموت، حتى لو قطع ذيله لا يزال يفركل و«يتبربص»!!
ينطبق هذا على رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران الذي لم «يَسْرِطْ» بعد أن زمنه انتهى كما صرح هو نفسه بذلك في اجتماع أمام الأمانة العامة لحزبه في «حجّة» وداع الحكومة. ذلك الاجتماع الذي بدا فيه بنكيران حزينا وكئيبا وهو يوصي أنصاره بالحفاظ على تماسك الحزب من بعده!
في ذلك الاجتماع تباكى بنكيران على حلفائه بالأمانة العامة للحزب واشتكى لهم من المظلومية والتحكّم الذي استطال حتى بلغ «عرينه» بالمعمورة.
كل تلك المشاهد كانت مجرد «مناورات» وتمثيليات. فبعد اختفاء بنكيران وقراره بأن يتوارى عن الأنظار بمنفاه الاختياري لقضاء العمرة، لم يكن كتابة لفصل أخير من نهاية مسار سياسي «متقلّب» ومليء بالانقلابات والتقلبات و«القويلبات»، ليختمه بتوبة نصوح ببيت الله يطلب فيه الرحمة والمغفرة ويمسح الذنوب والمعاصي والآثام التي ارتكبها في حق الشعب طيلة خمس سنوات من «الجمر والرصاص»!!
رحم الله محمد زفزاف الذي كتب رائعته «الثعلب الذي يظهر ويختفي»، وتوفق في اختيار عنوان سيظل من العناوين الخالدة في الأدب المغربي.
بنكيران (...) الذي يظهر ويختفي، عاد من جديد وهو مصمم على استعادة «مملكته» التي اغتصبها منه رفيقه في الحزب سعد الدين العثماني. بالرغبة الجامحة في الانتقام من حلفاء الأمس الذين عضّوا اليد التي أنعمت عليهم بالحقائب الوزارية وأغدقت عليهم بالمناصب السامية، عاد بنكيران بعد أن شحن نفسه بقوة «الإيمان» بالثأر ممّن نصبوا له «فخ» البلوكاج ليطردوه من رئاسة الحكومة، وهو واثق من أن «مِقْبَضَ» الأمانة العامة للحزب هو التي سيفتح له الباب للعودة إلى الواجهة السياسية لإتمام «صفقة» تخريب آخر جدران «السلم الاجتماعي» التي يحتمي وراءها المغاربة!!
في الأسابيع الأخيرة بعث بنكيران رسائل مشفّرة إلى من يهمهم الأمر، وظهرت بوادر بأن «ذيول» بنكيران مازالت تناور وتقاوم وتصارع من أجل البقاء. أولا من خلال تصريحه بأنه يرغب في البقاء على رأس البيجيدي، لأن مصلحة الحزب تقتضي رجلا قويا قادرا على المواجهة ورفع شوكته في وجه خصومه في هذه الظرفية الحساسة التي بدأ الحزب يتلقى فيها الطعنات من الخلف. ظل بنكيران «المُتَعَقْرِب» يردد هذه الأنشودة، ويضيف إليها «بهارات» الخوف على مصلحة الوطن والحفاظ على الثقة التي وضعها الشعب فيه.
ثانيا، واقعة «السروال القندريسي» لم تكن منفصلة عن «الأفلام» التي يخرجها بنكيران ويلعب بطولتها، وهو سيناريو محبوك هندسه في التوقيت المثالي.
ثالثا، جنون «العظمة» التي تحولت إلى مرض عصابي ركب زعيم البيجيدي، جعل بنكيران يتخيل أنه مازال رئيسا للحكومة من خلال إعادة تنشيط «الكتائب السرية» و«الجيش الإلكتروني» الذي يعتبر السلاح «النووي» الذي يستعمله بنكيران في وقت الضرورة للفتك بخصومه. عادت أنشطة «الكتائب» لتسويق الوهم، وأن بنكيران مازال يستقبل في حي الليمون السفراء وزعماء الحكومات والشخصيات النافذة وصناع القرار، كأنه رئيس حكومة «حقيقي» و«شرعي»، ولا يدري أنه بهذه «الصور» التي انتقاها مع سفراء الصين وهولندا والنرويج ورئيس البنك الدولي لشمال إفريقيا، وسمح بالتقاطها داخل بيته من زوايا مختلفة، ورخّص بنشرها مع «تذييلها» بتعليق «سام» و«مُعَقْرَب»، ينتحل شخصية سعد الدين العثماني، ويشوش على مهام الرئيس «الشرعي» للحكومة. فتداول مثل هذه الصور «المخدومة» لتبييض «ذمة» بنكيران، واستغلال زيارة «المجاملة» لهؤلاء الشخصيات الدولية لبنكيران كمسؤول حزبي (وليس كمسؤول حكومي) من أجل «قليان السم» لسعد الدين العثماني، هو «خبث» سياسي يظهر فيه «الأنا الأعلى» لبنكيران الذي مازال يظن نفسه بأنه «الحاكم» بأمر الله وهدية «سماوية» إلى هذا الشعب «المحكَور»!!  
العشرات من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لفلك «البيجيدي» تنقل كل صغيرة وكبيرة عن بنكيران، ماذا يأكل وماذا يلبس.. ومن يستقبل في بيته، حتى بستاني الحديقة!!  «الكتائب» تطارده كظله وتنقل أخبارا «مخدومة» و«مرتبة» للإيحاء بأن «ذيل» بنكيران «المقطوع» لم يفقد قوته وصلابته وجبروته، وشوكته مازالت «تلسع»!!
فلا يوجد حيوان أكثر من «بوبريص» خبثا، حيث يمكن أن يمكر حتى على الموت، فحتى لو فصلوا «الذيل» عن «الكَنازة» لا يموت. فأي قوة ستقضي على «بوبريص» الذي مازال «يتبربص» و«يتربّص» بحكومة «الزواحف» و«التماسيح» و«العفاريت» و«الصمّ» و«البكم»!!