الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى بابا: الكوارث الطبيعية التي وقعت في أمريكا غضب إلاهي..

مصطفى بابا: الكوارث الطبيعية التي وقعت في أمريكا غضب إلاهي..

للأسف نحن المسلمين نعيش التخلف الفكري والعلمي وحتى الديني ..

هكذا كانت تفعل الكنيسة حتى وقت قريب.. تهديد الناس وترهيبهم باسم الدين.. حتى انتفض الناس من حولهم وانتفضوا حتى على الدين ...

واليوم نحن أكثر الشعوب حديثا وتحليلا للظواهر الطبيعية بطريقة ميتافيزيقية.. ونحن متخلفون علميا وحتى دينيا.. وعاجزون عن تقديم تفسيرات وحلول لهذه الظواهر ولغيرها..

نحسم أن ما حدث في أمريكا عقاب إلهي..

هذا حديث باسم الله..

ماذا لو لم يكن كذلك..

ماذا لو كان ذلك لحكمة عظيمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى..

ماذا لو اكتشفنا بعد مدة قد تطول أو تقصر أن وراء هذه الكارثة الطبيعية أو المحنة منحة ربانية كبيرة.. لا يعلمها إلا هو.. كأن نكتشف أن وراءها نعما أو خيرات أو كنوز... كما وقع مع الخضر عليه السلام... الذي دمر جدار الغلامين اليتيمين فاحتج موسى على ذلك... ليكتشف بعد حين أنه كان خاطئا وأن تحته كنز لهما.. فهناك نعما تحمل نقما و هناك نقما تحمل نعما..

الله وحده من يعلم الغيب ...

لا يملك أحد تفويضا للحديث باسم الله.. ولا يملك الأدلة ليحسم في أن ما وقع بأمريكا أو غيرها من بلدان الدنيا غصب من الله... والله عندما يغضب لا يخبر أحدا..

أما إذا طبقنا المعايير والتفسيرات التي يقدمها البعض فستكون بلداننا المسماة الإسلامية هي من أكثر بلدان الأرض التي ستنهال عليها العقوبات الإلهية... بدليل كثرة الظلم والقتل والتفجيرات والحروب بين بعضنا البعض.

الزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية آيات من آيات الله التي لا تحابي أحدا... ولن تجد لسنة الله تبديلا.. فهي تغييرات تتأثر بالمناخ والظروف الطبيعية... وربما قد تكون فعلاً رسائل إلهية للبشر حتى نزداد حرصا على حفظ نعمة الحياة على هذه الأرض... و نقوم بمهمة الاستخلاف التي أوكلها الله للإنسان... وربما ليست كذلك.. لكن لا يمكننا الجزم... لكن الأكيد أنها تحدث وفقاً لسنن وقوانين التغيير  التي خلق بها الله سبحاته وتعالى هذه الأرض..

خلاصة القول.. كفانا تخلفا.. المسلمون في أمريكا فتحوا المساجد لكل الأمريكيين وقدموا للجميع المساعدات والدعم.. وقدموا درسا من دروس الإسلام العظيم.. ونحن ننغمس في التخلف والجهل ونقدم دروسا في الحقد والكراهية.

الحدث جلل، وهو درس للبشرية.. لا يستحق نظرة متخلفة وضيقة.. بل يحتاج نظرة واسعة وشاملة.. نفسر من خلالها وبشكل منطقي وعلمي وسليم ومقبول، ما يقع من كوارث طبيعية.. ولا نفسرها بالمزاج والهوى..

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا جميعا بحفظه وأن يعلمنا ويرشدنا إلى الخير وإلى طريق الصلاح...