الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

محمد حركات: الحلم المغربي غائب في النموذج التنموي الجديد

محمد حركات: الحلم المغربي غائب في النموذج التنموي الجديد محمد حركات
أكد محمد حركات، الأستاذ بجامعة محمد الخامس – كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – السويسي بالرباط، أن مجموعة من الإجراءات في النموذج التنموي لا تتطلب أي سيولة مالية، ولكن فقط الأرادة، وأضاف أن النموذج يفتقد إلى الحلم، كما وقوع في عدد من الدول كالولايات المتحدة والصين، واعتبر أن النموذج كان خحولا على عدة مستويات..
 
هناك من يؤكد أن تنزيل النموذج التنموي يتطلب سيولة مالية كبيرة من أجل ضمان نجاحه، هل تتفق مع هذا الرأي؟
هناك مجموعة من الإجراءات، التي لا تتطلب سوى الإرادة الشاملة لجميع الأطراف، وهل التقرير وضع اليد على الجرح. فالملاحظ أنه كان هناك دفتر تحملات يكمن في الخطاب الملكي، الذي أكد على قول الحقيقة، وإن كانت قاسية أو مؤلمة، إذ يبدو أنه لم يحترم (الكناش والتحملات) بكل حذافيرها. فالملاحظ أن التقرير كان خجولا على عدة مستويات، ما يعني أن الكلفة المالية ليست هي المشكل. كما أن التقرير لم يتحدث عن ترتيب المغرب المتوقع في السلم الدولي في التنمية الإنسانية. اليوم نحن مرتبون بين 122 و123، فكم سيكون ترتيبنا في سنة 2035. فالترتيب الدولي مهم جدا، لأنه قائم على مجموعة من القضايا المهمة ومن بينها التعليم والصحة. التقرير لم يستطع أن يعكس الحلم المغربي، فكل الدول التي تقدمت كان من ورائها حلم (الحلم الأمريكي.. الحلم الصيني..) الذي يدفع إلى التحدي، فهل استطاع هذا التقرير القيام بعملية تعبئة روحية ونفسية؟
 
بغض النظر عن الحديث عن التكلفة المالية، ماهي الضمانات من أجل تنزيل هذا النموذج إلى أرض الواقع في حدود 2035؟
 ليست هناك ضمانات بنسبة مائة في المائة، اعتبارا لتحول الظرفية وعوامل البيئة التضخم والأوبئة. فهناك بالفعل عدة أفكار نيرة. لكن لابد أن يبذل مجهود من أجل تطبيقها على أرض الواقع، وإلا ستظل الأفكار مشتتة، علما أن التقرير لابد أن يكون سلسا وتركيبيا  وليس معقدا، ولا يتضمن التقرير الأولويات الاستراتيجية. كما أن حمولة الاقتصاد المعرفة غير واضحو بما فيه الكفاية، فالمجتمعات حاليا لا تقاس بالنمو (في صيغته الكمية)، ولكن بالإبداع والابتكار وسلم التقييم التكنلوجيا. كما أنه لم يتحدث عن أي تجربة يمكن محاكاتها، وهذا ليس عيبا، فيمكن الاستفادة من التجارب الناجحة، وتكييفها مع الواقع المغربي.
 
هناك من يقول  إن النحبة نفسها التي يتم تداولها، حيث لا يبذل مجهودا من أجل تجديد النخبة من أجل إنجاح مثل هذه المشاريع، ما هو رأيك؟
صحيح، هناك أشخاص نفسهم يوجدون في شتى  المجالس، في حين أن بعض الكفاءات التي لا توجد في أي مجلس، ولا أحد يستمع إليها. فالأسماء نفسها يتم تكرارها، في غياب حركية منطقية حسب معايير الشفافية والاستحقاق والتميز والتخصص، ولابد أن يكون هناك تداول للأسماء والأشخاص والكفاءة من أجل تداول الخبرة والأفكار. فالحلم المغربي الذي ينبغي أن يتبوأ مكانة كبرى في التقرير  لا يمكن أن يتموقع عمليا  في غياب مجتمع قارئ. ونحن نعرف أن الكثير من المغاربة غير قارئين وبعض النخب بدورها غير قارئة. فلا يمكن بناء مجتمع بدون قراءة، التي تكون وراء الحلم، فضلا عن  هيمنة منظومة التفاهة. فلابد ان  نتوفر  على أحزاب لها رؤية استراتيجية وبرلمان يناقش القضايا ويطرح الأسئلة الكبرى، وقنوات تلفزية  وإذاعية جذابة تتضمن برامج ثقافية وعلمية لتسمو بذوق المواطن.  لكن هل لدينا أحزاب قادرة على حمل المشعل؟ وهل هذه الأحزاب تتوفر على أفكار؟ فهذه الأفكار تنبع من مراكز الاستشارة والفكر. فالأحزاب مدعوة إلى تأطير الشباب، وخاصة هذا الجيل، الذي عاصر كوفيد 19، ويعيش صدمة، التي تعد صدمة  كبيرة، ولم تأخذ مكانتها في التقرير، حيث لا يمكن تجاوزها بسرعة. فهناك استفحال لفوارق اجتماعية كبيرة بسبب هذا الوباء.