الأحد 24 نوفمبر 2024
في الصميم

كورونا وحكومة «عمتكْ خُتْ بوكْ»!!

كورونا وحكومة «عمتكْ خُتْ بوكْ»!! عبد الرحيم أريري
كنا ومازلنا في «الوطن الآن» و"أنفاس بريس"، لا نؤمن بأي مشروعية لحكومة العثماني، إذ سبق وقلنا إنه لو كان حق التصويت مضمونا لـ"الوطن الآن" و"أنفاس بريس"، لصوتت الجريدتين ضد حكومة البيجيدي.
استحضارا لهذه القناعة، نقرأ البلاغ الرسمي الصادر عن وزارة السياحة والنقل يوم الاثنين 29 مارس 2021 بشأن قرار المغرب: «تعليق الرحلات الجوية للمسافرين من وإلى فرنسا وإسبانيا ابتداء من منتصف ليلة 30 مارس 2021، وحتى إشعار آخر»!
وبررت حكومة البيجيدي قرارها بكون التدابير الاحترازية ضد كورونا هي التي أملت ذلك!!
البلاغ قدم وكأنه «فتح مبين»، وعرف تسويق الخبر تجييشا إعلاميا من طرف الحكومة ومن يدور في فلكها، لإيهام الرأي العام المغربي أن الحكومة «يقظة» وبأنها «مهتمة» بأحوال المغرب والمغاربة. لكن في الواقع كان البلاغ الحكومي بمثابة تسويق لأكبر خديعة وتخدير لعقول المغاربة، تمهيدا لاتخاذ قرارات موجعة في رمضان، وربما قد تكون قرارات مضرة وماسة بحرية تنقل المغاربة بشكل مبالغ فيه.
لماذا؟
الجواب «باين من الطيارة»، كما ألفنا ترديد ذلك باللغة الدارجة. فالملاحة الجوية بين المغرب من جهة، وفرنسا وإسبانيا من جهة ثانية، هي أصلا معطلة، إن لم نقل مجمدة منذ عدة أشهر. بل سبق للمغرب أن نصب ستارا حديديا في وجه الطائرات القادمة من 37 دولة (أغلبها من أوروبا وإفريقيا وهما الحوضين اللذين يحقق فيهما المغرب رقم معاملات مهم في الطيران) منذ عدة أشهر، لدرجة أن المطارات أصبحت فضاءات تقطنها الأشباح لغياب أي حركة تنقل من وإلى المغرب.
فخلال شهري يناير وفبراير 2021 لم يفد على المغرب من طنجة إلى الداخلة سوى 10.000 مسافر بالكاد في اليوم (أغلبهم مسافرون في خطوط داخلية تربط بين مدن المملكة !!)، أما السياح أو مغاربة العالم فعددهم كان ضعيفا جدا إن لم نقل منعدما.
وحسب المعطيات الرسمية التي تأتى لـ"الوطن الآن" الاطلاع عليها، فإن حركة الطيران بين المغرب وفرنسا طيلة 60 يوما (شهرا فبراير ويناير 2021)، لم تكن تشهد سوى نزول أو صعود 55 طائرة في اليوم بعد أن كانت تسجل في السابق (مثلا عام 2020) 150 طائرة في اليوم. أما حركة الطيران بين المغرب وإسبانيا خلال نفس الفترة (يناير- فبراير 2021)، فبالكاد كانت حركة الطيران بين البلدين تسجل 24 طائرة في اليوم بعد أن كانت تسجل 60 طائرة في اليوم. علما أنه في حالة فرنسا أو إسبانيا معظم الطائرات تأتي للمغرب بمعدل ملء لا يتجاوز 50 في المائة، بحكم أن فرنسا وإسبانيا كانتا (ومازالتا) تتشددان في الترخيص لمواطنيها بالسفر خارج الاتحاد الأوروبي.
أبعد سرد كل هذه المعطيات، يحق لحكومة البيجيدي أن تخدر الشعب بقرار كاذب ومغلوط، وادعاء واقعة هي أصلا موجودة بقوة الأرقام منذ شهور، لإبراز أن الحكومة مهووسة بالأمن الصحي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي للمغاربة؟!
سنرى حليمة تعود لعاداتها القديمة، فالعثماني رئيس حكومة بدرجة «علبة صوتية»، ليس إلا!!