حمل جهاز المخابرات الجزائرية، منذ إنشائه في نهاية خمسينيات القرن الماضي، الكثير من الأسماء والصفات، بعضها يقترب من توصيف الحالة الموضوعية لما أنشىء من أجله هذا الجهاز برئاسة عبد الحفيظ بوصوف، ولحقيقة ارتباطه بباقي أجهزة الجيش والأمن، وبعضها الآخر يضخم الجهاز إما بغرض التهويل أو التمويه. من ذلك مثلا، النعت الذي يوثره الإعلام الغربي عادة حين يتناول هذا الجهاز واصفا إياه بالدولة داخل الدولة، مسندا إليه مهام صنع الرؤساء والسياسات، ولذلك كان يقال دائما إن القرار الاستراتيجي في اختيار الرئيس الجزائري لابد أن يمر من تلك العلبة السوداء.
مهما تم الاتفاق مع هذا التوجه في القراءة أو الاختلاف معه، فالمؤكد أن هذا الجهاز كان قد اكتسب قوته من قوة مؤسسة عبد الحفيظ بوصوف الذي كان أحد الأرقام الصعبة في مؤتمر الصومام (منطقة بالقبايل الجزائرية) المنعقد سنة 1956، وفي تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة، سنة 1958، بتشكيلاتها الثلاث حيث تقلد إدارة الاتصالات والتسليح، سطر الملامح الأولى لها وسهر على تكوين أطرها. ومن تم صار تعيين كل الرؤساء المتعاقبين يتأسس بناء على عناصر مشتركة بينهم تؤكد اختيارات متطابقة للعقل الجزائري المتحكم، من بينها أساسا العداء للمغرب.
من العناصر المشتركة الأساسية كون هؤلاء الرؤساء ينتمون إلى المؤسسة العسكرية منذ استقلال الجزائر، بل إن جلهم كانوا قد ساهموا في قيادة النواحي العسكرية بغرب الجزائر(على الحدود مع المغرب)، والأكثـر من ذلك أنهم شاركوا في حرب الرمال التي هزمهم فيها المغرب سنة 1963، ولذلك صار العداء للمغرب يجمع بين الهزيمة في بعدها الموضوعي، وفي بعدها الشخصي، وهذا معطى ضروري في التشخيص والفهم، ولذلك أيضا يذهب بعض المحللين إلى القول إن سياسة العداء ستظل قائمة ما دام جيل «حرب الرمال» هو الذي يحكم الجزائر.
جل رؤساء جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية، كانوا كذلك في صلب المخطط الجزائري الرامي إلى التشويش على مسلسل استكمال بلادنا لوحدتها الترابية. بل إن بعضهم كان قد ساهم في تكوين خلايا البوليساريو، وفي تدريبهم العسكري، وفي الإشراف على عمليات مناوشاتهم للتراب المغربي خلال فترة ما قبل وقف إطلاق النار، وبناء الجدار الأمني.
أما العنصر المشترك الثالث بين هؤلاء الرؤساء فيكمن في كون جلهم كانوا قد خضعوا إلى تداريب بجهاز المخابرات (KGB)التابع للاتحاد السوفياتي البائد. وهو ما أصبغ على الجهاز الجزائري نفس سمات الاتحاد السوفياتي بدءا من طابع الانغلاق التام، وصولا إلى الامتداد نحو أن يكون الجهاز حاسما في بناء السياسات العامة للبلاد.
ليست الصدفة فقط هي التي تحكمت في اختيار هؤلاء، ولكنها إرادة العقل المتحكم هناك، تماما كما أن الصدفة ليست وحدها من جعل قادة التحرير الجزائريين، الذي كانوا يؤمنون بوحدة المغرب العربي ويتبنون سلوكا مستقلا، كانوا دائما يوجدون على نوع من المسافة مع العقل المتحكم من قبيل الحسين آيت أحمد ومحمد بوضياف على سبيل المثال.
مجمل القول إن قرار صنع رئيس جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية لا يتطلب الكفاءة والخبرة فقط، بل بالأساس توفر شرط العداء للمغرب.
مهما تم الاتفاق مع هذا التوجه في القراءة أو الاختلاف معه، فالمؤكد أن هذا الجهاز كان قد اكتسب قوته من قوة مؤسسة عبد الحفيظ بوصوف الذي كان أحد الأرقام الصعبة في مؤتمر الصومام (منطقة بالقبايل الجزائرية) المنعقد سنة 1956، وفي تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة، سنة 1958، بتشكيلاتها الثلاث حيث تقلد إدارة الاتصالات والتسليح، سطر الملامح الأولى لها وسهر على تكوين أطرها. ومن تم صار تعيين كل الرؤساء المتعاقبين يتأسس بناء على عناصر مشتركة بينهم تؤكد اختيارات متطابقة للعقل الجزائري المتحكم، من بينها أساسا العداء للمغرب.
من العناصر المشتركة الأساسية كون هؤلاء الرؤساء ينتمون إلى المؤسسة العسكرية منذ استقلال الجزائر، بل إن جلهم كانوا قد ساهموا في قيادة النواحي العسكرية بغرب الجزائر(على الحدود مع المغرب)، والأكثـر من ذلك أنهم شاركوا في حرب الرمال التي هزمهم فيها المغرب سنة 1963، ولذلك صار العداء للمغرب يجمع بين الهزيمة في بعدها الموضوعي، وفي بعدها الشخصي، وهذا معطى ضروري في التشخيص والفهم، ولذلك أيضا يذهب بعض المحللين إلى القول إن سياسة العداء ستظل قائمة ما دام جيل «حرب الرمال» هو الذي يحكم الجزائر.
جل رؤساء جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية، كانوا كذلك في صلب المخطط الجزائري الرامي إلى التشويش على مسلسل استكمال بلادنا لوحدتها الترابية. بل إن بعضهم كان قد ساهم في تكوين خلايا البوليساريو، وفي تدريبهم العسكري، وفي الإشراف على عمليات مناوشاتهم للتراب المغربي خلال فترة ما قبل وقف إطلاق النار، وبناء الجدار الأمني.
أما العنصر المشترك الثالث بين هؤلاء الرؤساء فيكمن في كون جلهم كانوا قد خضعوا إلى تداريب بجهاز المخابرات (KGB)التابع للاتحاد السوفياتي البائد. وهو ما أصبغ على الجهاز الجزائري نفس سمات الاتحاد السوفياتي بدءا من طابع الانغلاق التام، وصولا إلى الامتداد نحو أن يكون الجهاز حاسما في بناء السياسات العامة للبلاد.
ليست الصدفة فقط هي التي تحكمت في اختيار هؤلاء، ولكنها إرادة العقل المتحكم هناك، تماما كما أن الصدفة ليست وحدها من جعل قادة التحرير الجزائريين، الذي كانوا يؤمنون بوحدة المغرب العربي ويتبنون سلوكا مستقلا، كانوا دائما يوجدون على نوع من المسافة مع العقل المتحكم من قبيل الحسين آيت أحمد ومحمد بوضياف على سبيل المثال.
مجمل القول إن قرار صنع رئيس جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية لا يتطلب الكفاءة والخبرة فقط، بل بالأساس توفر شرط العداء للمغرب.