الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عدنان المنيوي: نصائح إلى المقاولات من أجل الوقاية من كورونا المستجد

عدنان المنيوي: نصائح إلى المقاولات من أجل الوقاية من كورونا المستجد عدنان المنيوي

رزئت أسرة البناء والأشغال العمومية في وفاة المهندس المعماري المشمول برحمة الله السيد منير هركام، الذي فتك به فيروس كورونا المستجد COVID 19، رغم المجهودات الجبارة التي قامت بها الأطر الطبية، من أجل إنقاذ حياة الفقيد، الذي كان ينتمي قيد حياته للهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين بالدار البيضاء، على غرار ما تقوم به مع جميع مرضى هذا الوطن الذين أصيبوا بالوباء الفتاك.

 

وبهذه المناسبة الأليمة، وبعد الترحم على الفقيد وعلى جميع شهداء الوباء، أجدني مضطرا للإدلاء بدلوي في هذا الموضوع، بصفتي فاعلا في هذا المجال من جهة، وبحكم أنني أنتمي إلى هذا الوطن وأعشق ترابه حتى النخاع، وأتقاسم هوائه مع مواطنيه من جهة أخرى.

 

مما لا شك فيه أن الدولة المغربية، بقيادة عاهل البلاد محمد السادس نصره الله، قامت بعدة إجراءات وقائية واحترازية، من أجل حماية المواطنين المغاربة والأجانب، إلى درجة أنها اختارت التضحية بالاقتصاد الوطني، مقابل سلامة الفرد، وذلك بفرض حالة الطوارئ الصحية. إلا أن الشيء الذي أستغرب له في هذا الصدد، هو الخرق السافر الذي يقوم به البعض، أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الفاعلين في أوراش البناء والأشغال العمومية، ماعدا المهندسين المعماريين حسب علمي، الذين اختارت هياتهم الوطنية صيغة ملائمة لحماية أعضائها باتفاق مع الوزارة الوصية، وذلك في اجتماع عقد فيما بينهم مع السيدة الوزيرة، على منصة رقمية بتقنية الفيديو، الشيء الذي يجب على باقي المتدخلين القيام به، من مكاتب دراسات تقنية ومختبرات التجارب والمراقبة ومقاولات الأشغال...، وفي هذا الإطار، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو ما السبيل إلى المساهمة الفعلية في الحد من هذه الجائحة التي تقض مضجعنا؟؟

 

لا يختلف اثنان على أنه لا يوجد، إلى حد كتابة هذه السطور، مصل فعال لتفادي الإصابة بكوفيد 19، وأن الدواء الوحيد الذي تعالج به الأطقم الصحية المرضى هو دواء الكلوروكين، الذي كان يستعمل من أجل علاج وباء الملاريا، وأن الحل الوحيد لتفادي الإصابة هو الحجر الصحي، أي البقاء في المنازل آمنين مطمئنين. لذا أدعو جميع الفاعلين في البناء والأشغال العمومية، إلى توقيف جميع الأوراش العمومية والخصوصية بشكل مؤقت إلى ما بعد حالة الطوارئ الصحية، لأن من سابع المستحيلات أخذ الحيطة والحذر أو الالتزام بإجراءات الوقاية، وذلك نظرا لما تعرفه في بعض الأحيان من كثافة عددية على مستوى العمال من جهة، ومن جهة أخرى لعامل تبادل أدوات الاشتغال بين أكثر من عامل...

 

وأدعو جميع أصحاب المشاريع من إدارات عمومية وجماعات محلية، وما إلى ذلك، إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية آنية، من أجل فتح الأظرفة في ظروف آمنه، من أجل معرفة المقاولة الفائزة بالصفقة، دون الحاجة إلى حضور ممثل عنها، لأننا جميعا نعلم أنه أثناء انعقاد اجتماعات فتح الأظرفة غالبا ما يكون الحضور كبير، وهو ما يتعارض مع الخطة التي تعتمدها الدولة لحماية المواطنين، وإن لم يتأت لها ذلك فما عليها إلا أن تقوم بالتأجيل إلى حين انقشاع هذه الغمة.

 

بيد أنه في حالة ما إذا  طال هذا الوباء، لا قدر الله، أناشد كل الفعاليات التي لها علاقة بهذا القطاع، الذي يشكل حجر الزاوية في الاقتصاد المغربي، وأخص بالذكر وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، التي بهذه المناسبة أبارك مسؤولها الأول الوزير عبد القادر اعمارة شفاءه من الفيروس اللعين، والجامعة الوطنية للأشغال العمومية، والفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، المنضوين تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وغيرهم، بضرورة تنظيم دورات تكوينية وتحسيسية، لفائدة أرباب ومسيري المقاولات، ولجميع أطرها وتقنييها وعمالها، من أجل شرح كيفية الاشتغال داخل الأوراش بطرق تضمن السلامة للجميع.

 

أخيرا، وليس آخرا، أشد بحرارة على أيدي جميع أصحاب الوزرة البيضاء المرابطين في المستشفيات العمومية والجامعية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما أنوه بالعمل الجبار الذي يقوم به أفراد الجيش الملكي، والقوات المساعدة، ورجال الشرطة، ورجال الدرك الملكي، ورجال السلطة بمختلف درجاتهم، من أجل إنجاح حالة الطوارئ الصحية...

 

اللهم ارفع عنا هذا الوباء، وعجل لنا بالدواء، واحفظ هذا البلد العزيز من كل سوء، وارحم شهداءنا وسائر الضحايا في جميع بقاع العالم، يا أرحم الراحمين...

 

اللهم إني قد بلغت اللهم، فاشهد.

 

- عدنان المنيوي، مقاول في البناء والأشغال العمومية - مسير - فاس