السبت 27 إبريل 2024
كورونا

الدكتور التيال محمد هاشم : الحجر الصحي تجربة إيجابية وفرصة تاريخية لاستعادة إنسانيتنا

الدكتور التيال محمد هاشم : الحجر الصحي تجربة إيجابية وفرصة تاريخية لاستعادة إنسانيتنا الدكتور التيال محمد هاشم
يرى الدكتور التيال محمد هاشم؛ المختص في الطب والعلاج النفسي، في حوار مع "أنفاس بريس"، أن الإدمان على متابعة الأخبار المتعلقة بوباء كورونا لن يزيد إلا من الخوف منه، ودعا إلى استثمار تجربة الحجر الصحي فيما هو إيجابي وإعادة تنظيم العلاقة مع الأسرة والمجتمع.
 
 
كيف تفسر المتابعة الطويلة والمستمرة لأخبار فيروس كورونا؟
الناس استوعبت خطورة مرض هو شبح وقد يصيبهم في أية لحظة وقد يؤدي إلى الموت.مرض غير متحكم فيه.وهو خوف جماعي عالمي منه.وهذا الخوف هو الذي يدفع الكثير منا إلى البحث عن الجديد في الأخبار في القنوات الإذاعية والتلفزية وشبكات التواصل وغيرها. وهناك من يظل اليوم كله وهم جالس أمام التلفزيون أو الهاتف للبحث عن معلومة أوخبر لإطفاء الغليل وإبعاد الخوف.
 
ولماذا لا يحدث هذا الخوف من أمراض أخرى هي أيضا خطيرة وقاتلة؟
فعلا، هناك أمراض أكثر خطورة من وباء كورونا مثل أمراض القلب التي تسبب وفاة 35 مليون شخص سنويا في العالم. ولانخاف منها لأن الإنسان يملك في داخله جهازا يدفعه إلى أن يتعامى ويتفادى التركيز على الأمور التي تعكر حياته مثل الموت والأمراض الخطيرة والشيخوخة...لأنه إذا ظل مركزا على هذه الأمور طيلة الوقت،فإنه لن يستطيع الحياة. فواقع نفسيتنا تدفعنا إلى التناسي والتغاضي عن ما يقلقنا.
 
ماهو التأثير السلبي للإدمان في البحث عن أخبار حول الوباء؟
في ظل البحث الزائد عن حده عن أخبار تعطي الأمل وتبعد الخوف من الوباء، فإن ما يقع هو العكس إذ يزداد الخوف لأن الناس تتلقى شلالات من الأخبار والمعلومات والرسائل؛ فيها خلط بين الصحيح والزائف. وهذا يدخلهم في غموض وفي حالة خوف و قلق و يبعدهم عن محيطهم العائلي..فهنا التأثير السلبي على النفسية ثابت وواضح.
 
بماذا تنصح الناس كطبيب مختص في علاج الأمراض النفسية خاصة في هذا الجانب ؟
من بين النصائح التي يمكن أن أقدم هي تنظيم العلاقة مع الهاتف والكمبيوتر والتلفزيون وجميع وسائل الإعلام، والعمل على غربلة الأخبار وعدم المتابعة المستمرة لأخبار الوباء، بل وتحديد أوقات معينة(مثلا ساعة في اليوم) للإطلاع على ما هو مهم.
والنصيحة الأهم هي أن ننظر ونقتنع بأن تجربة كورونا، ليست سلبية بل ايجابية وفرصة تاريخية لاستعادة العلاقات الأسرية والعائلية وداخل المجتمع، وأيضا ملء أوقات الفراغ بأمور نافعة وصالحة. فقبل الحجر، لم يكن لنا الوقت للحوار مع أزواجنا وأولادنا، فالحجر فرصة كذلك للبحث عن ذواتنا واستعادة إنسانيتنا التي سلبت منا وتجديد رؤيتنا الحياة.