الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: في الحاجة لحكومة خبراء، وليس بهذه الأحزاب "الدائخة" سنتجاوز الأزمة!!

رشيد لزرق: في الحاجة لحكومة خبراء، وليس بهذه الأحزاب "الدائخة" سنتجاوز الأزمة!! رشيد لزرق

بدل المغامرة بتفعيل خط الائتمان، كان الأجدى أن تقوم الأحزاب الممثلة داخل البرلمان، بتشريع قوانين صارمة لاسترجاع أموال الشعب المنهوبة، تحت إشراف الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها.. بنفس الصرامة التي يتم بها تكسير العربات المدفوعة (لكرارس) في الأسواق الشعبية، كان يجب استعادة الأموال المهربة للخارج وإخراج قانون الإثراء غير المشروع.

 

فهذه الإجراءات  التشريعية، كان بمقدورها التخفيف من تأثيرات هذه الأزمة المستجدة على الاقتصاد الوطني وإنعاش احتياطات العملات الأجنبية، دون الارتهان لآلية المؤسسات المالية مرسوم بقانون رقم 2.20.320، والذي يجيز للحكومة تجاوز سقف التمويلات الخارجية من الافتراضات؛ مما يرهن مستقبل الأجيال القادمة، كما يهدد هذا الإجراء، بضرب تماسك الثقة .

 

وهنا لابد من إدانة موقف المعارضة البرلمانية (باستثناء بلافريج عمر) التي تؤكد أنها ليست إلا عضوا مكملا للأغلبية الحكومية الفاشلة. خاصة وأن رفض إغراق البلاد بالديون يشكل الجوهر والغاية من عمل المعارضة.

 

و لعل هذا الدور الأغلبي الجديد تفضحه خرجات عبد اللطيف وهبي، الذي أبان عن انتهازية سياسية مقيتة لا يمكن تفسيرها إلا برغبته في الانضمام للحكومة تحت قناع الوحدة الوطنية، حيث تناسى الجميع أن وحدة المغربيات والمغاربة قائمة مع  المؤسسة الملكية، وبالتالي  كان على الأحزاب الممثلة داخل البرلمان تحمل مسؤولياتها الدستورية عبر تشريع الإثراء غير المشروع من أجل استرجاع أموال الشعب المنهوبة التي تقدر بالملايير.

 

لنكن واضحين، فليس بهذه الأحزاب "الدائخة" سنتجاوز الوضع الحالي، وحتى لو حاول ادريس لشكر وعبد اللطيف وهبي تمرير أكذوبة حكومة الوحدة الوطنية، فذاك ليس إلا ضحكا على الذقون، تقوده قيادات شعبوية فاشلة، وسنؤدي ثمنه غاليا. والحقيقة أن المملكة المغربية بحاجة إلى حكومة خبراء تملك الأفكار الخلاقة، فالأزمة الخطيرة التي نعيشها تطالبنا بإبداع المخرجات التدبيرية القادرة على إنقاذ البلاد من تقلبات الأوضاع، وليس إغراق البلاد والعباد بالديون، والتمهيد لانقلاب الأحزاب على الدستور بمحو أحكامه في ضبط أدوار الأغلبية والمعارضة.

 

لذا فكسب تحديات المرحلة تنطلق من نوع الحلول المقترحة، ولا ترتبط بعدد الأحزاب التي ندركها في التحالف الحكومي دون قيمة مضافة حقيقية.

 

وشتان ما بين حكومة الخبراء وحكومة أحزاب الثرثرة اللادستورية...