الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: كورونا أو بداية نهاية الأنظمة الرأسمالية المتوحشة

صافي الدين البدالي: كورونا أو بداية نهاية الأنظمة الرأسمالية المتوحشة صافي الدين البدالي

تظاهر المكسيكيون أمام "جدار ترامب" لمنع الأمريكيين من العبور نحوهم، لأن الأمريكيين من أكثر شعوب المنطقة الحاملة لفيروس كورونا. وهنا يتبين فشل سياسة هدر ما يناهز 3 مليار دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع تسلل المهاجرين نحو أمريكا.. لكن الظروف شاءت، بفعل فيروس كورونا، أن يفاجأ الأمريكيون برفض المكسيكيين العبور إلى بلادهم. مشهد له أكثر من دلالة سياسية واقتصادية واجتماعية. فالمكسيكي فضل الحياة مقتنعا بأنه لا خير في الضفة الأخرى.

 

انطلاقا من هذه الوضعية التي وصل إليها رأس الفتنة العالمي، الرئيس ترامب، يتبين بأن النظام الرأسمالي لا يخطط إلا لكي يموت، كما يموت النسر بالانتحار. فالنسر حينما يشعر بالعجز على مواصلة الحياة بنفس القوة، يلجأ إلى إحدى القمم العالية، ثم يقفز نحو الأرض بضم جناحيه ورأسه نحو الأسفل. إنها الصورة الحقيقية لبداية نهاية الأنظمة الرأسمالية المتوحشة. ذلك بأن النظام الرأسمالي لا ينتج القيم الإنسانية والمجتمعات المتماسكة والموحدة والمتضامنة، ولا يريد من الإنسان إلا عرق جبينه ودمه، وإنما ينتج الفتن والحروب كي يتقوى، كالحيوان الهجين الذي لا ينجب فهو بذلك لا يعرف طعم الروابط الإنسانية؛ ولن تكون له امتدادات في الحياة.

 

في الأنظمة الرأسمالية ضربت على نفسها الحصار الاقتصادي والاجتماعي والمادي بقرار فيروس كورونا، وليس بقرار مجلس الأمن، بعدما كانت تعاقب دولا تختلف معها سياسيا بالحصار الاقتصادي واحيانا بالحصار الشامل، خاصة بالنسبة للدول التي لها علاقة مع الدول ذات الأنظمة الاشتراكية، كالصين الشعبية مثلا، والاتحاد السوفيتي سابقا. بفعل انتشار فيروس كورونا انهارت قيمة العملات ببورصات القيم في العالم، ولم تستطع الخروج من المنطقة الحمراء رغم خطط الإنعاش التي اتخذتها الدول لتحفيز اقتصادياتها في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وفي مقدمتها  الخطط الأميركية.

 

لقد ظهرت مؤشرات تنبئ  بنهاية ركائز النظام الرأسمالي، الذي ظلت دول عربية تلهث وراءه على حساب حقوق شعوبها الاجتماعية والثقافية.

 

إذن فحصار فيروس كورونا يكون أقوى حصار اقتصادي شامل جعل عددا من الأنظمة تراجع سياستها الاقتصادية والاجتماعية المبنية على الاستغلال الأعمى للإنسان واستنزاف الثروات الطبيعية وتلويث البيئة.

 

- البدالي صافي الدين، فاعل سياسي وحقوقي