الخميس 28 مارس 2024
كورونا

الدكتور دسولي: لهذه الأسباب تربعت جهة البيضاء على عرش كورونا والأيام القادمة ستكون حاسمة في مواجهة الوباء

الدكتور دسولي: لهذه الأسباب تربعت جهة البيضاء على عرش كورونا والأيام القادمة ستكون حاسمة في مواجهة الوباء الدكتور بدر الدين دسولي

يتتبع الجميع بقلق وخوف تطورات جائحة كورونا وتداعياتها، في صراع جماعي ضد الزمن، في ظل الطوارئ الصحية التي  فرضت الحجر الصحي والبقاء في البيت، إلى غاية 20 أبريل 2020.. فكيف هو الوضع الآن؟ وهل انحسر الوباء؟ وهل هناك أمل في القضاء عليه؟

أسئلة طرحتها "أنفاس بريس" على الدكتور بدر الدين دسولي، رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع الحر، ضمن الحوار التالي:

 

+ لماذا تحتل جهة الدار البيضاء سطات، في نظرك، الصدارة إلى الآن من حيث عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا؟

- هناك بعض العوامل التي تجعل الدار البيضاء-سطات تتصدر، إلى حد الآن، أرقام الإصابة بالوباء؛ منها أولا، توفرها على العدد الكبير من السكان بالمملكة، وثانيا عودة عدد كبير من المواطنين الذين كانوا في سفر خارج الوطن بأوروبا، ودخلوا إلى المدينة قبل إغلاق الحدود وفرض الحجر الصحي؛ وكان لابد من انتظار انقضاء فترة حضانة الفيروس المفترضة لمدة 14 يوم، لهذا بدأت تظهر اليوم تزايد الحالات بعد انصراف هذه المدة.

 

+ كيف تقرأ هذا الارتفاع اللافت لعدد الحالات من 3 إلى 4 حالات في الأيام الأولى، إلى أكثر من 50 حالة في الأيام الأخيرة؟

- العدد الذي بات يطلع علينا اليوم، والذي يفوق 50 حالة، يعتبر مسألة طبيعية، لأن الوباء كسائر الأوبئة عادة، يخضع لمنحنى تصاعدي قبل أن يبدأ في الانخفاض عند بلوغه إلى درجة معينة.. وبالتالي فالمغرب مر من مرحلة كان الناس فيها حاملين للفيروس، ولم تظهر عليهم الأعراض، لينتقل إلى مرحلة بدأت بدأت تظهر فيها أعراض الفيروس، بعدما انقضت -كما قلت- مدة 14 يوم.. لهذا كانت الدولة تطالب من العائد إلى الغرب المكوث في بيته طيلة مدة الحجر (14 يوما) حتى يتأكد من خلوه من الأعراض وعدم حمله لفيروس كورونا، وذلك حتى لا ينقل العدوى  إلى الآخرين. ولكن للأسف لم يحترم الجميع هذه التوصيات، فخرج بعضهم من البيت، وتواصلوا، واختلطوا مع الناس، ولم ينتبهوا إلى أنهم من حاملي الفيروس، وخاصة بعدما تظهر عليهم علامات ذلك، فعادوا الآخرين بالوباء دون شعور..

ويمكن القول بأنه الآن، بعد انقضاء 14 يوم، ستأتي الموجة الأولى للعائدين، والذين كانوا يحملون الفيروس.. وخلال 14 يوم المقبلة ستكون الموجة الثانية، يظهر فيها حاملو الفيروس الذين كانوا ضحايا العدوى من مرضى الموجة الأولى.. ويجب أن تضرب عددهم ثلاث أو أربع مرات، لتعرف العدد المحتمل للمصابين من العدوى.

 

+ هل هنالك أمل في الأفق القريب يبشر بمحاصرة الوباء؟

- كما تلاحظ لم تعد العدوى تأتي من الوافدين إلى المغرب بعد إغلاق الحدود، بل صار الخطر يأتي من البؤر المحلية للوباء، كما شرحت ذلك من قبل.. لهذا الحل حاليا هو في الحجر الصحي والالتزام بالبقاء في البيوت للحد من انتقال العدوى، حتى لا نصل إلى موجات أخرى بأرقام هائلة "كتخلع".. ولهذا  كذلك يجب على الجميع، في إطار المواطنة الحقة، التقيد باحترام قواعد الحجر الصحي، كي نساهم جميعا في حصار فيروس كورونا والقضاء عليه.

دعني أقول، في كلمة أخيرة، بأن الخطر ليس في عدد المصابين، ولكن الخطر في الحالات التي يدخل أصحابها مرحلة الإنعاش والعناية المركزة.. لهذا فالتشخيص المبكر عند بروز أعراض المرض أساسي؛ ينبغي للمصاب الاتصال بالأرقام المفتوحة لهذه الغاية، والقيام بالتحليلات الطبية اللازمة، وأخذ الدواء الذي يوصف له، حتى لا يصل -لا قدر الله- إلى الإنعاش.