الخميس 18 إبريل 2024
كورونا

الدكتور حركات يقدم وصفته لطرد الكآبة والعزلة في زمن الكورونا

الدكتور حركات يقدم وصفته لطرد الكآبة والعزلة في زمن الكورونا أبو بكر حركات
فرض فيروس "كورونا" على الإنسان؛ أجواء غير مألوفة، وخاصة بعد الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية التي ألزمته العزلة والمكوث في البيت؛ الشيء الذي خلق له نوعا من القنوط والملل، ووصل عند البعض إلى حد الكآبة.
" أنفاس بريس" اتصلت في هذا الإطار بالدكتور أبو بكر حركات، الأخصائي النفساني والباحث المعروف في علم الاجتماع، و أمدها بهذه الورقة:
العزلة الطبية المطلوبة في هذه الظرفية، يصدق عليها القول "إذا عمت هانت"، فهذا إجراء من الضروري أن يخضع له الجميع؛ لأنه حتى بالنسبة للأشخاص الذين يتوفرون على معنويات قوية يتأثرون بهذا الإجراء؛ ذلك أن الإنسان يمكن أن يمكث في بيته عدة أيام بشكل عادي، ولكن بمجرد أن يشعر بأنه ملزم بالبقاء في البيت إلا وتنتابه حالة من الاشمئزاز و ميل للرفض تبعا للقاعدة كل ممنوع مرغوب فيه..
فوضعيات الناس لا تتشابه، فهنالك الأشخاص العزاب والأشخاص المتزوجون بون أبناء؛ والمتزوجون مع أبنائهم وكل وضعية تختلف عن الأخرى .
فبالنسبة لوضعية العزاب فإن عاداتهم تتغير بالتأكيد بعدما يجدون أنفسهم حبيسي البيوت وقد كانوا يخرجون ويقضون جل أوقاتهم في المقاهي والملاعب ومع الأصدقاء..كما أنه بالنسبة للأزواج الذين غالبا ما كانوا لا يلتقون بحكم العمل إلا مساء؛ ليجدوا أنفسهم أمام وضع جديد وخيار صعب يكتشف فيه بعضهم البعض وخاصة عندنا يكون لهم أبناء؛ وهو وضع يفرض عليهم التعايش والتعلم كيف يتساكنوا بعيدا عن جو سابق كانت تطبعه الحرب والشجار والعناد والمجادلة.
وعن كيفية الوصول إلى هذه السكينة والتأقلم مع الوضع الجديد، وأنصح ما يلي:
 
أولا - الالتزام بالبقاء في البيت واعتماد التناوب في الخروج بين الرجل والمرأة عند الضرورة
ثانيا- على الإنسان أن يحرص على أخد ما أمكن من جرعات الهواء من الشرفات والنوافذ ؛لان البقاء بين الجدران يؤدي إلى الاكتتاب فما قيمة البالكون إذا لم نجلس فيه لماذا لا تعمل مثل الأوروبيين والإسباني جيراننا الذين يستثمرون جيدا فضاء الشرفة الذي يوفر الشمس والهواء وانشراح النفس .
ثالثا -القيام قدر الإمكان بحركات رياضية كل حسب قدرته.
رابعا - الابتعاد عن وسائط التواصل الاجتماعي فلا يعقل أن يظل الإنسان- مسمرا- يتتبع على مدار الساعة ما تقصف به هذه الوسائط من أخبار حول وباء كورونا؛ وهذا مصدر آخر للاكتتاب.
خامسا- المصالحة مع القراءة والكتاب بجميع أصنافه، حيث سيكتشف فيه متعة تم افتقادها منذ زمان.
سادسا -متابعة القنوات الوثائقية التي تقدم برامج مفيدة كقناة "ناشيونال جيوغرافيك".
سابعا-التمتع بالألعاب الاجتماعية مع الأطفال؛ فهذه العزلة هي فرصة ووقت لاكتشاف مهارات وقدرات الأطفال في المطالعة والرسم والموسيقى..
ثامنا- بالنسبة للذين يشتغلون عن بعد في بيوتهم، فسوف يستغلون أوقاتا كبيرة كانت تضيع لهم في التنقل، ويمكنهم بالتالي توظيفها في أشياء أخرى.