الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

حسن شاكر:مغاربة العالم غير الشرعيين أو " الرقم الأسود " في زمن كورونا

حسن شاكر:مغاربة العالم غير الشرعيين أو " الرقم الأسود " في زمن كورونا حسن شاكر
نعيش في المغرب أياما عصيبة وحرب معلنة غير متكافئة بين بلدان لها تجهيزات صحية قوية وتخصص دولها ميزانيات ضخمة للبحث العلمي، وبين بلدان لها تجهيزات هشة او منعدمة من جهة، وعدو غير مرئي يدخل بدون استئذان لأجسام بشرية و يهدد حياتها من جهة ثانية..
لقد أعلن المغرب عن الحجر الصحي كتدبير وقائي استباقي، ويعول لانجاحه على الالتزام الكلي بتعليمات السلطات العمومية مدعومة بحملة توعية كبيرة من طرف القوى الحية والمجتمع المدني والإعلام المغربي...
لكن إذا كان مغاربة العالم يستفيدون من تجهيزات و ثقافة الاستشفاء في دول إقامتهم و سياساتهم الاجتماعية، فقد نسي الجميع وعن غير قصد فئات هشة من مغاربة العالم، وهي فئة " الغير الشرعيين " أو المقيمين بصفة غير قانونية بأوروبا... إنهم يمثلون "الرقم الأسود" في هذه الحرب ضد فيروس كورونا..
فقوانين الإقامة لا تعترف بوجودهم و بالتالي يحرمون من الخدمات الطبية بشكل قانوني في حالة وقوع حادث مرضي..اللهم إذا تم غض الطرف عنهم وإدخال ذلك ضمن الحالات الإنسانية...كما أن وضعيتهم الغير القانونية تجعلهم خارج كل سياسية اجتماعية أو إجراء اجتماعي يهدف الى تخفيف آثار فيروس كورونا....
هذا بالإضافة إلى أن تكثيف المراقبة على أماكن العمل لمراقبة إجراءات الحجر الصحي بالبلدان الأوروبية يعجل بطردهم من العمل ٬ مما يحرمهم من مدخول مادي...كما أن مكتب الهجرة ببلجيكا سلم لحوالي 300 مهاجر غير شرعي أمر خروج لمغادرة التراب البلجيكي في وضع يعرف إغلاق كل الدول الأوروبية لحدودها ...وهو ما يجعلهم ضحايا " غير مرئيين " لـفيروس كورونا...
كما يدخل السجناء من مغاربة العالم ضمن خانة الفئات الهشة ٬ حيث عرفت بعض السجون الإيطالية حالات تمرد داخل السجون ضد إجراءات اتخذتها إدارة السجون في تدبيرها لازمة كورونا..وسقط على إثرها قتلى و جرحى...
وإذا كان عدد هؤلاء السجناء معروف ومدون في سجلات السجون، فان مغاربة العالم الغير القانونيين لا يُعرف عددهم الحقيقي وأن كل تلك الأرقام المتداولة هي تقريبية فقـط...
وإذا كان السجناء يتمتعون بحقوق تضمنها لهم معاهدات دولية..فان المغاربة الغير القانونيين خاصة بأوروبا لن يجدوا إلى جانبهم إلا إخوتهم من مغاربة العالم القانونيين في إطار التكافل و التضامن الاجتماعي وخاصة في وقت عصيب و زمن الحرب ضد كورونا...