الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

دبيش: الجزائر وحلم المنفذ على البحر !

دبيش: الجزائر وحلم المنفذ على البحر ! عبد الوهاب دبيش
لا أعرف حجم الساحل الجزائري  بالظبط  لكي اعرف فوائده على البلاد الجزائرية فذاك شان يخص الشعب الجزائري الشقيق  .لكن قناعتي  بان الشريط الساحلي المتوسطي وهو فيما اعتقد الوحيد الذي يربط بين البلاد والبحر لم يكف الاخوة في الجزائر لكي يغضوا الطرف عن الرغبة في منفذ او منافذ عن المحيط فما كان من النخبة المغربية و(استثني القصر) الا  منحها فرصة ذهبية للمطالبة به عبر اطروحة مساندة الصحراويين في مبدا تقرير المصير
الجبهة في الواقع وسيلة ذهبية للانفتاح عن المحيط الذي يسيل لعاب العالم 
كانت الدبلوماسية الجزائرية ترى بعيدا وتنظر دبلوماسيتنا عند أطراف قدميها هذا هو الفرق بين الاشتغال بعقلية الجميع وبين العقلية المزاجية لبعض أفراد نخبتنا الميتة عضويًا الان الحية مزالقها والمستمرة خيباتها الى ما بعد القرن الواحد والعشرين
الجزائر (دارتها نكتة وصدقت)اَي انها مارست سياسة الدفاع عن التراب الموروث عن المحتل بسياسة الهجوم على ما لا يمكنها ضمه  تأمينًا لحدودها من مطالب الجيران الذين اقتطعت اجزاء منهم لتصبح جزءا من البلد الذي نجح في استغلال التاريخ ايديولوجيا حيث فشل او حيث انتكست دول الجوار
اقتطعت فرنسا المحتل للجزائر بجاية الحفصية من تونس ومن بايها لتضمها بعد سنة 1889الى مستعمرتها المفضلة
واقتطعت من المغرب صحراءه الشرقية التي كانت بوابته التاريخية الى توات (وأحيل هنا الى العمل الاكاديمي للاستاذ الدكتور محمد اعفيف)لكي نفهم ان التاريخ. الذي يربط او كان يربط بين فاس وتوات  صنع طريقا واحدًا ووحيدًا هو انه لا مفر من المرور من سجلماسة اذا اردت الذهاب الى توات وأكاد اجزم ان الجزائر الان لا يمكنها الذهاب الى توات برا الا باتخاذ المسالك المغربية المؤدية اليها اَي الى شرق النيف وجنوبها تم سلوك المعابر القديمة
هذه المناطق التي سكتنا
 عنها سكوتا مريبًا هي من يجعلنا اليوم في موقف المدافع عن أراضي لا يمكن باي حال ان تنظر اليها الجزائر اذا واؤكد على كلمة اذا كنا فعلا  قد آمنا بان لا مساومة حول هذه المناطق ولم نرض بومدين في خطاب يشهد العالم انه لا مطالب حدودية بيننا وبين الجزائر
لعنة هذه الارض وأقول معها لعنة التاريخ هي من  يعاقبنا حاليا  الى حدود استفتاء 1962كانت ساكنة تندوف تعتبر نفسها مغربية  والوثيقة التي نشرها المحتل القديم تؤكد ذلك حين تساءلت الدوائر الفرنسية عن عدم مشاركتها الاستفتاء المزعوم لنجيب سلطات تندوف ان هذه المناطق غير معنية بالاستفتاء لان ساكنتها يعتبرون انفسهم مغاربة لعنة التاريخ جاءتنا ممن أوكلت اليهم مهمة الدفاع عن الملف المغربي في ستينيات القرن العشرين والى اليوم 
وطالما ان المقاربة التاريخية والانتروبولوجية مستبعدة في الدفاع عن المبدأ فان الخيبات ستكون مصير من يريد ان يهمش دور المؤرخ 
لحد الان لا يسمع في منازل سكان تيكرارين  والجبيلات والقنادسة وبشار تندوف والى توات  غير أغاني حميد الزاهر وإبراهيم العلمي وإسماعيل احمد ومحمد فويتح وعشاق الفن المغربي
ان تهميش دور المؤرخ في الكشف عن حقيقة جزر او جزائر بني مزغنا سيكون له وما بعده انتكاسات تلو اخرى  لا اريد ان أنسى او ان أتناسى دور الحقوقيين والسياسيين لكن لا قيمة لمجهوداتهم اذا غابت مقاربة المؤرخ.